الباحث ناصر حسن: خطر التفوق الوهمي..مطالب بضبط تقييم طلبة الثانوية في الفصل الثاني

تزامناً مع قرار وزير التربية وزير التعليم العالي الدكتور علي المضف، الذي فرضته الظروف الصحية في شأن العودة إلى مقاعد الدراسة في الفصل الدراسي الثاني بنظام التعليم عن بعد، دق خطر التفوق الوهمي لطلبة المرحلة الثانوية الأجراس في وزارة التربية، محذراً من الزحف البشري لأعداد الخريجين بنسب نجاح مرتفعة وغير حقيقية.

ووسط مطالبات بضبط تقييم طلبة الثانوية في الفصل الثاني حتى لا تتكرر كارثة المخرجات المهولة التي حدثت في الفصل الأول، كشفت دراسة استقصائية أجراها باحث الدكتوراه ناصر حسن في university college London عن قوة تأثير لائحة الغش في عامي 2018 و2019، في مكافحة النجاح والتفوق الوهميين، لخريجي الثانوية العامة، حيث خلصت إلى أن معدلات الطلبة كانت معتدلة أثناء تطبيق لائحة الغش، بينما أعداد المتفوقين تضاعفت خلال عام 2020 بسبب إلغاء الاختبارات واختلاف طريقة التقييم.

وبينت الدراسة، أن عدد الطلبة الحاصلين على معدل 95 إلى 100 في المئة، تضاعف خلال العام 2019- 202W0، مقارنة بالأعوام 2017-2018 و2018-2019، وهي الأعوام التي طبقت بها لائحة الغش في عهد وزير التربية الأسبق الدكتور حامد العازمي، حيث بلغت نسبة الطلبة الحاصلين على 95 في المئة فأكثر في القسم العلمي خلال العام 2017-2018، نحو 9 في المئة فقط من إجمالي الطلبة الناجحين، بينما في 2018-2019، كانت نسبتهم 10في المئة، ثم قفزت إلى نحو 19 في المئة في عام 2019-2020، بينما كان المشهد مماثلاً للطلبة الحاصلين على معدل من 90 إلى 94.99 في المئة، حيث كانت نسبتهم لإجمالي الطلبة المسجلين 10.8في المئة خلال عام 2017-2018، و11.11 في المئة خلال عام 2018-2019، ثم قفزت إلى نحو 18 في المئة في عام 2019-2020.

وأوضحت الدراسة أن الأمر ذاته ينطبق على طلبة القسم الأدبي، حيث تضاعفت أعداد الفائقين فيه خلال عام 2019-2020، إذ بلغت نسبة الحاصلين على 95 في المئة فأكثر، من إجمالي الطلبة المقيدين خلال عامي تطبيق لائحة الغش، بالترتيب 1 في المئة و 1.26 في المئة، لكل من عامي 2017-2018، 2018-2019، فيما قفزت النسبة إلى 3.34 في المئة خلال عام 2019-2020، وفي ما يتعلق بالطلبة الحاصلين على 90 إلى 94.99 في المئة، فقد كانت نسبتهم لإجمالي الطلبة في عام 2017-2018، نحو 4.2 في المئة وفي عام 2018-2019، بلغت نحو 5.1 في المئة، بينما قفزت نسبتهم إلى 12في المئة لطلبة الصف الثاني عشر للعام 2019-2020.

وأشار الباحث إلى أن تحليل البيانات شمل معدلات الخريجين في جميع قطاعات التعليم العام بأقسامه الثلاثة العلمي والأدبي والتعليم الديني، للأعوام من 2016 إلى 2020، حيث بين التحليل أن معدلات الطلبة قبل تطبيق لائحة الغش كانت مرتفعة نوعاً ما، ثم عادت طبيعية بفضل تطبيق اللائحة، والإجراءات الصارمة تجاه الغشاشين، ومكافحة التفوق الوهمي، على إثر إصدار لائحة الغش، إلا أنها قفزت من جديد لتحقق معدلات غير مسبوقة، مضيفاً أن الخلل لم يكن فقط في ملامسة نسبة النجاح لـ100 في المئة من إجمالي الطلبة، بل بارتفاع معدلات الطلبة وتضاعف أعدادهم مقارنة بالأعوام السابقة.

ولفت إلى أن نحو 55 في المئة من إجمالي الطلبة المقيدين في الثانوية العامة، حصلوا على معدل 85 إلى 100 في المئة في القسم العلمي، أي أكثر من نصف الطلبة المسجلين، مبيناً أن هذه النسبة من الطلبة المتفوقين تعتبر غير مسبوقة، بينما في عامي لائحة الغش بالكاد كانت تصل النسبة إلى 30 في المئة من طلبة القسم العلمي الحاصلين على المعدل المشار إليه.

«التعليم الإلكتروني» ساهم في تفشي الغش

ذكر الباحث ناصر حسن أن التعليم الإلكتروني ساهم في تفشي ظاهرة الغش الإلكتروني، وغش الواجبات المنزلية، وهي ظواهر لم تكن مسبوقة في وزارة التربية، فقد استطاعت لائحة الغش خلال العامين السابقين لأزمة كورونا، أن تقضي على ظاهرة غش السماعات بسبب الإجراءات الصارمة وحرمان الغشاشين من كافة المواد، بينما عادت وزارة التربية إلى المربع الأول بتعطيل لائحة الغش وفتح الفضاء الإلكتروني للطلبة داعياً إلى ضرورة ضبط عملية التقييم لطلاب الثانوية العامة في الفصل الدراسي الثاني حتى لا تتكرر كارثة الأعداد المهولة للمتفوقين الوهميين.

ضروري… ضبط جودة التعليم

دعا حسن إلى ضرورة ضبط جودة التعليم، لما لها من أثر في الحفاظ على المنظومة التعليمية، مشيراً إلى أن لائحة الغش يجب أن تعود للتطبيق، كما كانت جريئة ومطبقة خلال عامي 2018 و2019، مؤكداً في الوقت نفسه أن الوزير العازمي حين اعتمد القرار آنذاك واجه اعتراضاً شعبياً تمثل باعتصام أولياء أمور أمام مكتبه، إلا أن دفع الضرر عن جودة التعليم هو الغاية الأسمى.

 

Exit mobile version