قررت حكومة ولاية ساو باولو، الأكبر في البرازيل لناحية عدد السكان، هذا الأسبوع استبدال عدد كبير من الكتب المدرسية بنسخ رقمية، ما أثار انتقادات عديدة من الخبراء.
فقد أعلنت السلطات المحلية أنه اعتبارا من العام الدراسي المقبل، سيتعين على طلاب المدارس الإعدادية والثانوية من 5300 مدرسة استخدام الوسائط الرقمية في دراسة المنهج، باستثناء حصص المواد الأدبية، بحسب ما نقلت “الفرنسية”.
تأتي هذه الخطوة وسط إصلاحات لنظام التعليم المحلي من جانب حاكم ساو باولو تارسيسيو دي فريتاس، الوزير السابق في حكومة الرئيس اليميني المتطرف السابق جايير بولسونارو.
ودافع وزير التعليم ريناتو فيدر عن هذه الخطوة المثيرة للجدل في مقابلة مع صحيفة “فوليا دي ساو باولو”، قائلا إن الكتب المدرسية التقليدية فقدت جودتها.
لكن خبراء التعليم شككوا في جدوى هذا التحول الرقمي في ولاية يقطنها 44 مليون نسمة وتسجل تفاوتات كبيرة بين السكان، خصوصا في ظل حرمان طلاب كثيرين من النفاذ إلى شبكة الإنترنت.
وأوضح المدير التنفيذي لمنظمة “الكل للتعليم” غير الحكومية أولافو نوغيرا فيليو أن “نقص البنية التحتية التكنولوجية ظهر بوضوح خلال جائحة كوفيد، مع صعوبات في الوصول” إلى الإنترنت للتعلم عن بعد.
وأطلقت منظمة اليونسكو أخيرا دعوة للاستخدام الحكيم للتكنولوجيا في التعليم، وأوصت باليقظة الكبيرة لعدم الإضرار بالتعلم.
وأدلت دور النشر بدلوها في القضية أيضا، إذ اعتبرت أن الاستخدام المكثف للكتب المدرسية الرقمية يمكن أن يسبب ضررا لا يمكن إصلاحه للقطاع.
وأكدت سلطات ولاية ساو باولو أن جميع الطلاب الذين لن تتاح لهم إمكانية الوصول إلى الكتب الرقمية على الإنترنت يمكنهم الوصول إلى النصوص المطبوعة على أوراق من جانب المدارس.
لكن بحسب أولافو نوغيرا فيليو، فإن هذا السيناريو لن يكون استثناء.