عندما تفكر في أخطر الحيوانات التي عرفتها البشرية، فقد يخطر على بالك الأسود والنمور والدببة، ولكن كشف السيطرة على الأمراض أكثر حيوان يهدد البشرية هو البعوض الذي يقتل المزيد من البشر أكثر من أي مخلوق آخر على هذا الكوكب.
وعلى الرغم من أن معظمنا يعتبر البعوض مجرد مصدر إزعاج بسبب صوته الطنان، إلا أنه يرتبط بقائمة طويلة من الأمراض المدمرة: الملاريا وفيروس زيكا وحمى الضنك والشيكونغونيا وفيروس غرب النيل، وهي بعض من الطرق المعروفة التي شوهت الجنس البشري، وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن هذه الأمراض التي ينقلها البعوض مجتمعة تؤدي إلى “ملايين الوفيات” سنويا.
ويوضح تيموثي سي وينغارد، مؤلف كتاب (البعوض: تاريخ إنساني للمفترس الأكثر دموية): “على مدار 200000 عاما الماضية، عاش 108 مليار شخص على الأرض، وما يقرب من النصف، 52 مليار، قتلوا بسبب البعوض”.
والسؤال التالي هو: “لماذا لا نتخلص منهم تماما؟” والإجابة هي قبل أن ندمر جميع أنواع البعوض في العالم البالغ عددها 3500 نوع، فإنه تجدر الإشارة إلى أن جزء صغيرا فقط هو المسؤول عن كل هذا الدمار، إذ يشير وينغارد إلى أن هناك 200 نوع من البعوض يعض، ومن تلك المجموعة هناك عدد قليل فقط منها ناقل للأمراض.
ووفقا للعديد من الباحثين، فإن القضاء على جميع أنواع البعوض يعني أن آلاف الأنواع النباتية ستفقد الملقحات الرئيسية، مما يتسبب في عواقب بيئية لا توصف، ومع ذلك، يجادل آخرون بأن هناك واجبا أخلاقيا للقيام بذلك على أي حال، أو على الأقل شن حرب على “بعوضة الزاعجة المصرية” التي هي أخطر الأنواع، الأمر الذي سيترتب عليه منع حدوث وفيات لا حصر لها ويحسن نوعية الحياة ويزيد من الناتج المحلي الإجمالي للدول الضعيفة اقتصاديا، ويخفف من عبء المستشفيات في البلدان التي تعاني أكثر من الأمراض التي ينقلها البعوض.