التغيرات المناخية تنذر بظهور مناطق غير قابلة للحياة

حذّرت الأمم المتحدة والصليب الأحمر ، من أن مناطق كاملة ستصبح غير صالحة للحياة خلال العقود المقبلة بسبب موجات الحر التي يزداد تواترها وشدّتها.

وأشارت المنظمتان في تقرير إلى أنه نظرًا للتطور الحالي للمناخ، “قد تبلغ موجات الحر أو حتى تتخطى الحدود الفيزيولوجية والاجتماعية للإنسان خلال العقود المقبلة”.

وأضافتا: “ستتسبب موجات الحر بمعاناة واسعة النطاق وبخسارة أرواح، خصوصًا في منطقة الساحل والقرن الأفريقي وجنوب آسيا وجنوب غرب آسيا”.

وقبل أقل من شهر من مؤتمر التغيّرات المناخية، المقرر عقده في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في مصر، دعت الأمم المتحدة والاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر في تقرير مشترك إلى الاستعداد لموجات الحر القادمة لتجنب أعداد كبيرة من حالات الوفاة.

وتشير هذه المنظمات، وفق التقرير، إلى أن هناك حدودًا لا يستطيع بعدها الأشخاص المعرضون للحرارة الشديدة والرطوبة البقاء على قيد الحياة، وأن هناك أيضًا حدودًا لا يمكن للمجتمعات تجاوزها وتحمّلها بعد ذلك.

وتحذر المنظمتان من أن مثل هذا الوضع سيؤدي إلى “معاناة واسعة النطاق وخسائر في الأرواح وتحركات سكانية وتفاقم عدم المساواة”، وفقًا للتقرير المشترك، الذي أشار إلى أنّه بحسب إحصاءات موثوقة فإن موجات الحرارة هي أكثر مخاطر تقلبات الطقس فتكًا بالإنسان.

وأشار مارتن غريفيث رئيس الوكالة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، وجاغان تشاباغين الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، من أن حرارة الطقس تقتل بالفعل آلاف الأشخاص كل عام وستصبح أكثر فتكًا مع زيادة تغيرات المناخ.

ويعتقد دافيد فاراندا، عالم المناخ في المركز الوطني للبحث العلمي، من جانبه، أن صيف 2022 “هو مقدّمة لما سيحصل في المستقبل”، مشيرا إلى أنّ زيادة الوفيات في يوليو/تموز الماضي “على الأرجح” مرتبطة بموجة الحر.

يذكر التقرير الخسائر الفادحة التي خلفتها موجة الحر عام 2003 في أوروبا والتي أودت بحياة أكثر من 70 ألف شخص، وموجة حر في روسيا عام 2010 أودت بحياة أكثر من 55 ألف شخص.

ووفقًا للتقرير، يتوقع الخبراء معدلات وفيات عالية جدًا من الحرارة الشديدة “يمكن مقارنتها في الحجم بحلول نهاية القرن بعدد ضحايا جميع أنواع مرض السرطان”.

Exit mobile version