تقترح نظريات علم النفس أن البشر قبل أن يبدأوا في التفكير بعمق كبير في مشكلة ما، يفكرون فيما إذا كانت فوائد حلها تفوق “التكلفة” من حيث الجهود العقلية المطلوبة. وقد سعت دراسة تجريبية جديدة لاختبار هذه النظرية.
وأجريت الدراسة في جامعتي ماكجيل الكندية ورادبود الهولندية، من خلال تجربة شارك فيها 44 شخصاً بالغاً طُلب منهم إكمال مهمة حسابية ذهنية صعبة ستعطيهم أوراق اعتماد لدورة تدريبية”.
ووفق موقع “مديكال إكسبريس”، قاس الباحثون التغييرات العابرة في الوجه من خلال تسجيل النشاط سريع الحدوث (أقل من الثانية) لمجموعتي عضلات الوجه اللذين يعكسان التأثير الإيجابي والسلبي، باستخدام تقنية التخطيط الكهربائي للوجه (fEMG).
ووجدت النتائج أن الجهد العقلي المتزايد ارتبط بنشاط أكبر في العضلات المسؤولة عن الحفاظ على وضع الحاجبين أو تغييره.
وقال شون ديفين الباحث المشارك: “وجدنا أيضاً أن نشاط هذه العضلات انخفض عند إكمال حل المشكلة الحسابية المعقدة”.
وأضاف: “هذه النتائج توسع نظرية التكلفة والعائد للجهد العقلي، مما يشير إلى أن إحدى الآليات التي يقرر البشر من خلالها مقدار الجهد الذي يجب أن بذله في مهمة ما هو من خلال تقييم المشاعر السلبية المباشرة المرتبطة بالجهد العقلي مقابل المشاعر الإيجابية حول الفوائد الممكنة”.
وبذلك تؤكد الدراسة الأخيرة النظريات النفسية المتعلقة بالتقييم الاستباقي للتكاليف العقلية وفوائد معالجة المسائل المعقدة.