بعد ما يزيد على نصف قرن من العطاء تحتفي الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية غدا الجمعة بالذكرى الـ60 لتأسيسها لتمثل نموذجا لجمعيات النفع العام التي رافقت نهضة البلاد منذ الاستقلال لتعمل على رفع مستوى المرأة في شتى المجالات وتمكينها وتوعيتها بحقوقها وواجباتها بما يجعلها عنصرا فاعلا ومؤثرا في المجتمع.
وبهذه المناسبة قالت رئيسة الجمعية لولوة الملا إن الجمعية وبعد ما يزيد على نصف قرن من العطاء باتت نموذجا عريقا لجمعيات النفع العام عبر أعمال امتدت لسنوات طويلة منذ تأسيسها عام 1963.
ودعت الملا الى إلدفع باتجاه اقرار قانون في كيفية إنشاء وادارة مراكز للمعنفات ضحايا العنف الأسري وتحريك هذا المشروع حماية وصيانة للأسرة الكويتية.
من جهتها قالت الأمين العام للجمعية غادة الغانم إن من أبرز أهداف الجمعية هي قضايا المرأة والتوعية بقضايا الأسرة والطفل بشكل خاص لاسيما تأسيس (حضانة البستان) لضعاف السمع والنطق وتنمية قدرة الأطفال للانخراط بالمجتمع منذ نعومة أظافرهم.
وأضافت الغانم أن تبني الجمعية لبرنامج الاستاذ حمزة الخياط للغة العربية ساهم في النهوض بمستوى اللغة نطقا وتمكنا وكتابة عند الأطفال والصغار في المراحل الدراسية المختلفة مبينة أن المشروع لايزال قائما منذ عام 1993 إلى الآن.
وذكرت أن الاهتمام بالتعليم والتوعية المجتمعية ركيزة عمل الجمعية إلى جانب الدعم لبعض فئات المجتمع عن طريق لجنة الزكاة وطالب العلم.
ولفتت إلى أن صندوق إعانة المرضي أحد أبرز الملفات الصحية التي أنجزتها الجمعية خلال تلك السنوات الطويلة مضيفة أن أهداف الجمعية تصب في تطوير المجتمع و تنميته.
وأفادت الغانم بأن الجمعية قامت بأرشفة كل أعمالها وإنجازاتها وأنشطتها منذ البدايات حتى الآن إذ أصبح لديها أرشيفا زاخرا من المشاركات الخارجية والمؤتمرات إلكترونيا ما يسهل الوصول إلى أي معلومة تخص الجمعية من أي طرف أو جهة مهتمة.
وأشارت إلى أن الجمعية اهتمت بمواضيع كثيرة أبرزها مشروع «ورقتي» وهو عبارة عن جمع كل القوانين التي تخص المرأة في أربعة مجلدات لتكون مرجعا لها وأجوبة على كل الأسئلة الشائعة لتيسير الوصول إلى جذور القوانين لحل أي مشكلة تواجهها.
وقالت إن الجمعية حرصت من خلال مطالباتها على دخول المرأة في سلك القضاء كما عملت مع المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية للمساهمة في خطة التنمية 2035 إلى جانب المساهمة في العديد من المبادرات مثل التوعية بمرضي الزهايمر والسرطان.
من ناحيتها قالت عضو مجلس إدارة الجمعية شريفة الخميس إن الاهتمام بأحوال المرأة عبر تاريخ الكويت هو ما يدفعها وغيرها من سيدات الكويت للانخراط في هذا الكيان مؤكدة أن جيل الرواد هم من قامت على سواعدهم هذه الجمعية وعلى رأسهم لولوة القطامي التي مهدت الطريق لتعليم المرأة وسجلت سابقة وطنية في الابتعاث والدراسة في الخارج.
وأوضحت الخميس أن وعي الآباء المؤسسين شكل ملامح لتأسيس عروبة الكويت وانتمائها لمحيطها الخليجي والوطن العربي الكبير وانخراطها في المجتمع الدولي.
وبينت أن الجمعية مثال لتنوير المجتمع ومؤسسات المجتمع المدني حيث سجلت علامة فارقة في تاريخ الحركة النسائية في البلاد إذ اهتمت بالقيم والعمل الجاد ما ساهم بردم الفجوة بين الأجيال و تمكين الشباب في برامج الجمعية لتاهليهم للمجتمع الخارجي وخلق قنوات التعاون.
يذكر ان الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية تأسست في 3 فبراير عام 1963 على يد سيدات كويتيات وتهدف إلى رفع مستوى المرأة في شتى الميادين وضمان مشاركتها في أنشطة المجتمع وتوعيتها بحقوقها وواجباتها.