نظمت الجمعية الكويتية لحماية البيئة المؤتمر الافتراضي الالكتروني “المنتدى السنوي لليوم الدولي للحد من مخاطر الكوارث” بالتعاون مع الشبكة الخليجية لجمعيات البيئة الاهلية والامانة العامة للبيئة والتنمية المستدامة بالاتحاد العام للمنتجين العرب وبمشاركة الشبكة العربية للبيئة والتنمية (رائد) والشبكة العالمية لمنظمات المجتمع المدني للحد من الكوارث GNDR. وبمشاركة كويتية وعربية ودولية لجهات ومنظمات مدنية من خلال كوكبة من الأكاديميين والخبراء من ذوي الاختصاص.
وأوضحت د. وجدان العقاب رئيس الجمعية، والتي تشغل منصب المستشار الاقليمي العربي في الشبكة العالمية لمنظمات المجتمع المدني للحد من الكوارث GNDR.
ان المنتدى يأتي في اطار مشاركة دول العالم في الاحتفاء باليوم الدولي للحد من مخاطر الكوارث من خلال تعزيز ونشر التوعية المجتمعية تجاهه، مضيفة: “تناول المنتدى على الصعيد المحلي مشاركة كوادر علمية لقطاعات منظمات مجتمع مدني ممثلة في الجمعية الكويتية لحماية البيئة والجمعية الجغرافية الكويتية بالاضافة الى عرض الجانب الاغاثي المدني ممثلا في جمعية الهلال الاحمر الكويتي فضلا عن مشاركة الجهات الحكومية مثل لجنة الدفاع المدني والحرس الوطني، ومن ثم مشاركة مركز مجلس التعاون لادارة حالات الطوارئ لتمثيل البعد الخليجي وكذلك البعد العربي ممثلا في شبكة رائد والذي يمثل الشبكة العالمية GNDR فيها”، وأكدت رئيس جمعية البيئة ورئيس المنتدى ان “المنتدى يدخل في اطار عمل العديد من الجهات جنبا الى جنب في احياء مثل هذا اليوم الدولي للحد من مخاطر الكوارث كما هو وارد في رسالة من مكتب الامم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث” مشيرة الى ان حملة سنداي 7 عبارة عن 7 غايات خلال سبع سنوات اعتبارا من 2016 – 2022 وتهدف الى تسليط الاضواء على بعض الغايات والتي في النهاية لها تأثير مباشر على جودة التحكم في دعم ثقافة الحد من الكوارث عالمياً، متضمناً الوقاية من الكوارث، والتخفيف منها، والاستعداد لها، مشيرة إلى أن حملة سنداي تعتبر بمثابة فرصة للجميع، بما في ذلك الحكومات، والحكومات المحلية، والمجموعات المجتمعية، ومؤسسات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، والمؤسسات الدولية ومنظمات الأمم المتحدة، لدعم أفضل ممارسات على المستوى الدولي، والإقليمي، والمحلي عبر جميع القطاعات، للحد من مخاطر الكوارث والخسائر الناجمة عنها. ومن ثم تنظم الجمعية المنتدى وفقا لاعتبار توسيع قاعدة مشاركة منظمات المجتمع المدني في التوعية المجتمعية جنبا إلى جنب مع الجهات الحكومية المختصة وتعزيزا لأدوارها المخولة بها.
وقالت: “نستذكر الغاية لاحتفالية هذا العام 2020 وهي الحصول على عدد اكبر من الدول التي تكون قد جهزت استراتيجيات للحد من مخاطر الكوارث، وتبقى هذه المهام نصب اعين الدول حول العالم واهمية حوكمتها حتى نصل الى قدر من الاستعداد لتفادي الاضرار الناجمة عن الكوارث وتقليل فقد الارواح التي يدور حولها اطار سنداي في الاساس، وصرحت رئيس الجمعية بان المنتدى ركز في عرضه المحلي على جهود بعض جهات الدولة في مجابهة السيول الفجائية ، فقد ان العقيد محمد المتروك من ادارة الكوارث بلجنة الدفاع المدني استعرض استراتيجية التخطيط وادارة الكوارث والازمات باللجنة متضمنة محاور “الاستعداد والاستجابة والتعافي والتخفيف” وخطة الاجراءات التنفيذية للسيول والامطار الغزيرة في شهر نوفمبر 2018 بقيادة لجنة الدفاع المدني ومرحلة المواجهة واستدعاء اعضاء لجنة الدفاع المدني وتفعيل الخطط وادخالها حيز التنفيذ وتقييم للوضع الراهن وحصر لجميع الموارد المتاحة ووضعها تحت امرة اللجنة.
فضلا عن عرض مرئي لفيلم قصير وثق جهود الحرس الوطني في التعامل مع السيول وتنسيق الجهود لدعم اجهزة الدولة المختلفة حيث عرضه العقيد مهندس بطي جاسم البطي لبيان دور الحرس الوطني في ادارة ازمة امطار الكويت.
لافتة الى ان التناول الاكاديمي في المنتدى استعرض حقائق علمية كثيرة من خلال مشاركة الدكتور رأفت ميساك ومهندس احمد عثمان من جمعية البيئة، بمحاضرة “الحد من مخاطر السيول بدولة الكويت” من خلال لمحة بيئية طوبوغرافية هيدرولوجية مع عرض اشد المناطق تعرضا لمخاطر السيول بدولة الكويت ومقومات الخطط المستدامة لتقليل مخاطرها فضلا عن عرض نماذج من نظم التخفيف من مخاطر السيول بالاضافة الى جولة ميدانية افتراضية لوادي الاحمدي ومدينة صباح الاحمد السكنية اثناء سيول نوفمبر 2018 “المناطق المهددة بالسيول حضرية وصحراوية” فضلا عن تصنيف الاودية “احواض التصريف في الكويت على اساس درجة خطورتها وعرض المناطق الاكثر تضررا وتصميم خطة التخفيف ومتطلبات انجاح خطة التخفيف من مخاطر السيول، مؤكدة ان المحاضرة نادت بتصميم وتشغيل منظومة مراقبة وانذار مبكر بدولة الكويت بهذا الخصوص فضلا عن تناول دلالات الادارة غير المستدامة للسيول الفجائية. فيما عرض الدكتور احمد القصبي محاضرة الجمعية الجغرافية الكويتية حول الملاحظات الميدانية حول سيول شهر نوفمبر 2018، “حيث شددت الجمعية الجغرافية من خلال عرضها التقديمي على اهمية اشراك الدراسات العلمية الجيولوجية والجيومورفولوجية في اتخاذ القرار عند تخطيط وبناء المدن السكنية الحديثة لتلافي مشاكل انجراف التربة والغرق بمياه السيول التي تعبر مساراتها الطبيعية في الارض. واستدراك المشكلة و وضع الاجراءات الاحترازية والتخطيط قبل وقوع الكارثة الطبيعية، وقدم عرضا للمخاطر التي تواجه المدن السكنية المقترحة كمدينة جنوب صباح الاحمد ومدينة المطلاع السكنية، واقترح الحلول التي يمكن تبنيها مثل بناء احواض تجميع المياه وتفادي السدود التي لها اثار سلبية على الانسان والبيئة”، مضيفة ان مدير ادارة الكوارث والطوارئ يوسف المعراج بجمعية الهلال الاحمر الكويتي تحدث عن دورها في مواجهة مخاطر السيول التي ضربت الكويت عام 2018 وآلية التنسيق والتعاون مع لجنة الدفاع المدني ، متناولا عرضا لجهود فريق طوارئ الهلال الاحمر اثنائها ومستعرضا لما تم بعدها من خلال رفع مستوى التأهب للتعامل مع الازمات والكوارث المرتبطة بحالة الطقس وتعزيز قدرات الفريق وتنميتها وتدريبهم فضلا عن تنسيق ورشة عمل مع ادارة الارصاد الجوية وصيانة معدات واجهزة الانقاذ وتوفير المواد الاغاثية.
وقالت: اما على الصعيد الخليجي فقد استعرضت دلال العتيقي رئيس قسم تخفيف المخاطر في مركز مجلس التعاون لادارة حالات الطوارئ نبذة تعريفية عن المركز واهدافه الاقليمية ومهامه، والتي يعتبر سجل المخاطر الاقليمية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من اهم إنجازاته. واستعرضت دور المركز في تحديد تلك المخاطر وفق الية علمية محددة ، واهمية تحديثها كل سنتين لاختيار المخاطر التي يجب العمل فيها وعمل خطط استعداد ومواجهة وتعافي كاملة لها، مما يضع دول الخليج على اهبة الاستعداد للتحدي لمثل تلك المخاطر.
وأشارت الدكتورة وجدان العقاب الى أهمية مشاركة الدكتور عماد الدين عدلي من القاهرة والذي يشغل منصب المنسق العام للشبكة العربية للبيئة والتنمية “رائد” لعرض نبذة عنها وعن اهدافها وادوارها في المنطقة العربية ومدى تعاونها وتكاملها الاستراتيجي مع الشبكة العالمية لمنظمات المجتمع المدني للحد من الكوارث GNDR فضلا عن تناول استراتيجيتها من حيث القيادة الفكرية والحشد والتعبئة والتحفيز متناولا مشروعاتها بالتعاون مع شبكة رائد العربية، مقدما الشكر للجمعية الكويتية لحماية البيئة التي فتحت الطريق امام جمعيات النفع العام في دولة الكويت للانضمام لمثل هذه المنظمة الدولية التي توفر القاعدة المعلوماتية لتلك الجمعيات لمساعدتها في مساندة دولها اثناء الكوارث وفق منهجية عالمية لا تخرج عن ايطار سنداي في تطبيقه والتوعية فيه.
وواصلت: “واختتم المنتدى محاضراته بمشاركة اليمن من خلال جمعية “مؤسسة الابداع للبيئة والتنمية المستدامة” حيث تناول دكتور ياسر باعزب رئيس الجمعية افرازات وتأثيرات الفيضانات على اليمن من حيث ارتفاع عدد الضحايا والاضرار المتنوعة والمتعددة وخسائر المنازل وتأثر البنية التحتية وما ترتب عليه من تغريد الاسر والخسائر البشرية والمادية وتأثيراتها المتعددة بيئيا وصحيا واجتماعيا ومجتمعيا. ومما عرض مفارقة في اهمية الاستعداد فهنا في الكويت نجد ان الاستعداد تجاه ذلك على اشده” مما يعكس اهمية الاستعداد والتكامل بين الجهات المعنية الحكومية والمدينة والقطاع الخاص على حد سواء”.
وختمت الدكتورة وجدان العقاب بان “المنتدى السنوي لليوم الدولي للحد من الكوارث” اوصى بالعديد من التوصيات التي خرجت بها المحاضرات ولعل ابرزها دور الجهات المعنية للحصول على سقف تعاون اعلى، فضلا عن الاهتمام بالتدريب والاجتماعات الخاصة برفع كفاءة الكوادر الوطنية والاسراع في انشاء مركز وطني لادارة الازمات ومنتدى وطني لمنظمات المجتمع المدني المعنية لتنسيق الجهود فيما بينها بالاضافة الى تعزيز دور الاعلام البيئي ووضع تعريف واضح لمخاطر الكوارث، فضلا عن الدعوة لانشاء منظومة انذار مبكر للسيول، مشيرة الى انها تناولت دور منظمات ومؤسسات المجتمع المدني في ادارة الازمات.