أكدت وزارة الخارجية اليوم الخميس حرص دولة الكويت على مواصلة جهودها الرامية إلى تطوير علاقاتها الوثيقة وتعزيز التعاون المشترك مع الاتحاد الأوروبي منوهة بالجهود المبذولة من الجانبين بغية الحد من تداعيات أزمة وباء فيروس كورنا المستجد (كوفيد 19) صحيا واقتصاديا.
جاء ذلك في بيان صادر عن (الخارجية) عقب الاجتماع الثاني لكبار المسؤولين بالوزارة وجهاز العمل الخارجي الأوروبي الذي عقد عبر تقنية الاتصال المرئي برئاسة مشتركة من مساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا السفير وليد الخبيزي ومدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في (الجهاز) السفير فرناندو جانتيليني.
وبحسب البيان فقد جاء الاجتماع في إطار مراجعة مختلف جوانب العلاقات الثنائية في ضوء التداعيات الدولية الناجمة عن أزمة (كورونا) كما أنه يعد فرصة لمواصلة الحوار السياسي المتميز حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأوضح أن الجانبين رحبا بالتقدم المحرز في تطبيق مذكرة ترتيبات التعاون الموقعة بين وزارة الخارجية وجهاز العمل الخارجي الأوروبي في 2016 التي مهدت الطريق أمام تعزيز التعاون في عدد من المجالات السياسية وتوجت في يوليو 2019 بافتتاح الاتحاد الأوروبي مقر بعثته لدى البلاد ك”إنجاز مهم يبرز أهمية هذه الشراكة”.
وأضاف أن الاجتماع اشتمل على عقد جلسة المشاورات السياسية إلى جانب عقد جلسة ضمت العديد من الجهات المختصة من الجانبين لبحث التعاون في مجال الاستجابة لوباء (كورونا) فضلا عن التعاون في المجال الإنمائي والمساعدات الإنسانية.
وأوضح أنه جرى خلال المشاورات السياسية بحث الأوضاع في المنطقة إذ ساند (جهاز العمل الأوروبي) جهود الوساطة الكويتية لحل الأزمة الخليجية تحت رعاية حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه منوها بالسياسة القائمة على الاعتدال والحوار التي تشجعها دولة الكويت في المنطقة.
وذكر أن الجانبين ناقشا أيضا القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل بما في ذلك الوضع في اليمن وسوريا وليبيا والتحديات التي تواجهها عملية السلام في الشرق الأوسط وأعربا عن أهمية دعم الحكومة العراقية الجديدة في مساعيها للدفع بالإصلاحات التي تقوم بها منذ فترة.
وأشار البيان إلى أن المشاورات تناولت أيضا الوضع في أجزاء من أفريقيا بما في ذلك الصومال والسودان.
ولفت إلى أن الطرفين أشادا بنتائج الحوار الأول الخاص غير الرسمي حول حقوق الإنسان الثنائي الذي عقد في الرابع من فبراير الماضي ببروكسل إذ أعربا عن الارتياح لمخرجاته والانفتاح الذي ساد الحوار حول جميع القضايا ذات الصلة فضلا عن تطلعهما لعقد الجولة الثانية منه في دولة الكويت بأقرب فرصة.
وذكر أن الجانبين رحبا كذلك بنتائج الندوة الافتراضية التي عقدت بعنوان (آفاق من أجل المشاركة السياسية للمرأة في الكويت) خلال الفترة من 13 إلى 16 يوليو الجاري في إطار تتمة حوار حقوق الإنسان.
وحول مجموعة العمل المتعلقة بالاستجابة لوباء فيروس (كورونا) أفاد البيان بأن الجانبين أكدا أهمية الجهود المشتركة المبذولة لمواجهة التحديات التي يشكلها انتشار الوباء مشيرا الى استعراض جهودهما المبذولة للحد من تداعياته صحيا واقتصاديا.
ولفت إلى إشادة دولة الكويت بتنظيم الاتحاد الأوروبي في الرابع من مايو الماضي مؤتمر المانحين الافتراضي حول إجراءات الرد الدولية لمواجهة الأزمة الصحية العالمية الذي تم فيه جمع أكثر من 9 مليارات يورو لتوفير اللقاحات على الصعيد الدولي مستطردا أن (الاتحاد الأوروبي) ثمن بدوره التجاوب السريع لدولة الكويت من أجل تقديم المساعدات للدول الأخرى ومنظمة الصحة العالمية في سبيل مكافحة هذا الوباء.
وأضاف أن الجانبين عبرا عن اهتمامهما بالتعاون حول قضايا مكافحة الفيروس المستجد واتفقا على أهمية قيام المجتمع الدولي بالعمل على توفير اللقاح والعلاج دوليا.
وأكد البيان الحرص على تبادل المعلومات حول التعاون التنموي والمساعدات الإنسانية لاسيما في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا مبينا أن المباحثات تناولت كذلك سبل تعزيز الحوار واستكشاف فرص التعاون المتاحة بين الجانبين في هذا المجال المهم كما تم الاتفاق على عقد اللقاء القادم لكبار المسؤولين بين الخارجية الكويتية وجهاز العمل الخارجي الاوروبي في العام 2021.
عقد الاجتماع بحضور رئيس بعثة دولة الكويت لدى الاتحاد الاوروبي السفير جاسم البديوي ورئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى البلاد السفير كريستيان تودور.