وفي هذا الإطار، يبرز اسم إدوارد فيتزالان هوارد، دوق نورفولك الثامن عشر وإيرل مارشال إنجلترا والرجل المسؤول عن تنظيم تقليد وضع جثمان الملكة إليزابيث ليلقي الناس النظرة الأخيرة عليه، وجنازتها الرسمية.
ووفق صحيفة “التايمز” البريطانية، فإن أجداد هوارد شغلوا هذا المنصب منذ عام 1672، ومن المنتظر أن يتولى الدوق أيضا، ترتيب مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، المقررة في وقت لاحق لم يحدد على وجه الدقة.
وقال دانيال بريتين المؤرخ البرلماني للصحيفة إنه “التقى بضع مرات مع الدوق خلال المراجعات من أجل الجلسات الافتتاحية للبرلمان، التي تمثل مسؤوليته الأكثر انتظاما”.
وعندما قابله مؤخرًا، وبالرغم من كل مما يحدث، كان على طبيعته اللطيفة والمسلية، وتحدثا لبضع دقائق قبل اتجاهه إلى مراجعة أخرى.
وقال الدوق: “كل شيء مخيف جدا. لكن عليك أن ترقى لمستوى الحدث. لدي فريق رائع، لكن المسؤولية تقع على عاتقي”.
وخلف الدوق، والده، مايلز، عام 2002 في المنصب، وسبق لوالده أن قال “لقد نظمت عبور الراين [في الحرب العالمية الثانية] في 24 ساعة.. ستكون جنازة الملكة في غاية السهولة.”
وخوفا من أن الأمر لن يكون بهذه البساطة، بدأ الإيرل مارشال، إدوارد هوارد، التخطيط لأسبوع الجنازة منذ وفاة والده وتوليه المنصب.
وأوضح في هذا الإطار: “عقدنا اجتماعات سنوية في غرفة العرش بقصر باكنجهام. بدأت بـ20 شخصا، وبحلول أبريل/نيسان هذا العام وصل العدد إلى 280.. تلقيت الكثير من المساعدة من الموظفين بقصر باكنجهام.”
وخلال أول عشرة أعوام عمل عن كثب مع المقدم أنتوني ماذر، العضو الأطول خدمة بالقصر الملكي، والذي قاد المراسم في جنازة ونستون تشرشل، آخر مرة شهت فيها بريطانيا جنازة رسمية”.
وبالنسبة للدوق، كانت نقطة البداية الواضحة هي إلقاء نظرة على جنازة جورج السادس، قبل أن يقول “لكن كان هذا قبل 70 عاما. دائما ما كنت مدركا أن المراسم يجب أن تواكب الزمن.”
ولهذا السبب، وللمرة الأولى خلال 200 عام، ستكون الجنازة الرسمية في وستمنستر آبي، إذ برر ذلك قائلا: “يمكن (استضافة) 2000 شخص في آبي”.
وكان البعض أعرب عن خيبة الأمل في أن رحلة الملكة من إدنبرة إلى لندن لم تكن عبر القطار الذي يسمح للناس بإلقاء نظرات الوادع بالمحطات وعلى طول الخط.
ورد الدوق قائلا: “في النهاية جعلت المخاوف الأمنية الأمر مستحيلا. إذا اضطر القطار للتوقف لم يكن هناك خطة طوارئ موثوقة.”
وقال الدوق إن نقل نعش الملكة من قصر باكنجهام “انطلق بدون أخطاء. وكان من المؤثر للغاية التواجد في قاعة وستمنستر في مثل هذه المناسبة التاريخية.”
ومع إنجاز ذلك، يركز الدوق في الوقت الراهن، على جنازة الملكة يوم الاثنين. وبعدها، سيتعين عليه الذهاب إلى وندسور قبل النعش.
وبحلول نهاية اليوم، سيتنفس الدوق الصعداء، لكن هل سيسمح لنفسه أيضًا بالشعور بالفخر لتتويجه عشرين عاما من التخطيط؟ بالرغم من أنه لن يحصل على أجر مقابل هذا العمل.