نجح باحثون من شركة ديب مايند الأمريكية لأبحاث الذكاء الاصطناعي، في تعليم هذا الذكاء كيفية لعب كرة القدم بمحاكاة حاسوبية.
واعتمد الباحثون على نظام تعليم رياضي شبيه بطريقة تدريب طفل بشري ليصبح لاعب كرة قدم، ونشروا دراستهم في مجلة ”ساينس روبوتيكس“ العلمية.
واستطاع الذكاء الاصطناعي التحكم بروبوتات رقمية شبيهة بالبشر، ذات كتلة جسدية وحركة بشرية شبيهة بالواقع.
وامتدت المحاكاة الحاسوبية لأسابيع عدة، غير أن مدة التدريب التي تضمنتها توازي عقودا من الزمن في حياة البشر.
وقال العالم غاي ليفر من شركة ديب مايند، المشارك في تأليف الورقة ”لا يمكننا وضع أطفال في مباراة مباشرة، وإنما نعلمهم أولا كيفية المشي ثم دحرجة الكرة ثم اللعب ضد شخص ثم شخصين وهكذا“.
وتضمنت المرحلة الأولى من المنهاج التدريبي للروبوتات الرقمية البشرية، تعلم الركض بشكل طبيعي، من خلال تقليد مقاطع مصورة لحركة لاعبي كرة قدم بشريين.
وتعلم الذكاء الاصطناعي في المرحلة الثانية كيفية دحرجة ودفع الكرة، بالاعتماد على التجربة والخطأ في نظام تعلم الآلة، الذي يكافئ الروبوت كلما يستحوذ على الكرة أكثر.
وقال الباحث نيكولاس هيس من الشركة، أحد مؤلفي الدراسة ”لقد تعلمت الروبوتات التوجيه ومهارات الحركة، رغم أننا لم نضفها كتدريبات في المحاكاة“؛ وفقا لموقع نيو ساينتيست.
وشكلت المرحلة الثالثة تحديا للروبوتات الرقمية كي تحاول تسجيل أهداف في مباريات من شخصين.
وظهرت خلالها مهارات العمل الجماعي، مثل توقع مكان تمرير الكرة، واستمرت لمدة 20 إلى 30 عاما من مدة المحاكاة، التي تعادل من 2 إلى 3 أسابيع من الوقت الحقيقي.
وسمح ذلك بتطوير مهارات تسجيل الأهداف، وهي معيار رئيس لتحديد مكان وجود اللاعب في الملعب.
وربما لن تقودنا المحاكاة إلى صنع روبوتات لاعبة لكرة القدم مباشرة، إذ إن المحاكاة سمحت بارتكاب الأخطاء ضمن مجموعة من قواعد كرة القدم المبسطة.
ويقف وقت المحاكاة والتعلم الطويل عائقا أمام نقل التجربة إلى روبوتات حقيقية، وفقا للباحث سفين بينكه من جامعة بون الألمانية.
ويعمل الفريق حاليا على تعليم روبوتات حقيقية كيفية إدخال الكرة في المرمى، ويأملون في توظيف إستراتيجية تدريب الذكاء الاصطناعي المتبعة في تطبيقات أخرى.