ذكر موقع «فينتشر بيت» (Venture Beat) في مقالة نشرها حديثاً أن السائق في سباق الفورمولا1 كان مصدر البيانات الوحيد بالنسبة للمهندسين حتى عام 1980، حيث كانت جميع سيارات السباق ميكانيكية، ولكنها اعتمدت في أوائل التسعينيات على المعالجات الحاسوبية كمصدر للبيانات. ومع تقدم التكنولوجيا، تمكن المهندسون من إضافة المزيد من الحساسات إلى السيارات، ما أتاح قياس السيارة عن بعد والحصول على صورة رقمية كاملة لأدائها على مضمار السباق.
وأما الآن، فتُعِدّ فِرق الفورمولا1 البنية التحتية المحمولة لتكنولوجيا المعلومات الخاصة بها ليستفيد المهندسون من البيانات الضخمة التي تولدها السيارة خلال السباق. وتعتبر التكنولوجيا الحديثة، مثل الحوسبة السحابية وعلم البيانات، ركيزة أساسية في اتخاذ القرارات الضرورية والمستعجلة بناءً على بيانات ضخمة.
ويعتبر تصميم سيارة السباق جوهراً أساسياً في سباق الفورمولا1، حيث إنه يتطلب أفضل علماء الحاسوب ومهندسي السباقات وعلماء الفيزياء لتحقيق أفضل أداء ممكن ضمن قواعد السباق. لذلك تبرمج الفِرق برامج مخصصة للمساعدة في بناء التصميم، حيث يعتمد تصميم سيارات السباق حالياً على «التصميم بمساعدة الحاسوب» (CAD) لإجراء التحسينات بدقة متناهية. كما تستخدم الفِرق «ديناميات الموائع الحسابية» (CFD) لمحاكاة الديناميكا الهوائية للسيارات مع أجزاء وتكوينات مختلفة، علماً أن جميع هذه التقنيات تتطلب أنظمة بيانات تلبي قوة الحوسبة اللازمة لبناء التصميم.
كما تفرض قيود الميزانية على فرق الفورمولا1 اللجوء إلى المحاكاة الحاسوبية لاختبار السيارات الجديدة وملحقاتها، حيث تُبنى المحاكاة الحاسوبية اعتماداً على نماذج السيارات التي تتيح للمهندسين قيادة السيارة على الحاسوب. وتُعد النماذج الدقيقة لأداء السيارة في الواقع وتأثره بالعوامل الخارجية شرطاً أساسياً لإجراء محاكاة فعالة، ما يلزم الفِرق الاعتماد على أساليب حديثة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لإجراء محاكاة عالية الدقة.
ولذلك سيؤدي الجيل الجديد من تقنيات الذكاء الاصطناعي المدمجة دوراً جوهرياً في إعداد السيارات واتخاذ القرارات السليمة حول التصميم، حيث تشكل بيئة السباق المعقدة اختباراً حقيقياً للتعاون بين المهندسين البشريين والذكاء الاصطناعي، علماً أن السباقات المعتمدة على البيانات تتطلب فهماً عميقاً لبيئة السباق، أي أن أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تزود المهندسين بالمعلومات يجب أن تكون على معرفة تامة ببيئة السباق، وإلا فستعتمد على أدمغة المهندسين فحسب.