الرئيس التونسي: شروط صندوق النقد “عُود ثقاب يُهدد بالانفجار”

حذّر الرئيس التونسي، قيس سعيد، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، السبت، من أن “شروط صندوق النقد الدولي بمثابة عود ثقاب يشتعل إلى جانب مواد شديدة الانفجار”، بحسب موقع موزاييك.

وأشار سعيد في حديثه مع ماكرون إلى “الأحداث الدامية التي سقط خلالها مئات الشهداء في 3 يناير 1984، حين تم رفع الدعم عن الحبوب ومشتقاتها، مشدداً على أن حالة السلم الأهلية لا ثمن لها”.
ودعا سعيد إلى “تقديم تصور آخر يقوم على توظيف أداء على من لا يستحق الدعم لتمويل صندوق الدعم، حتى يكون دعماً يحقق العدالة المنشودة”.

وقال إنه “كما يجب أن يسود العدل داخل الدول، يجب أن يسود أيضاً في العلاقات الدولية لأن الإنسانية كلها تتوق لمرحلة جديدة في تاريخها يعمّ فيها العدل والحرية والأمن والسلام”.
وتونس المثقلة بالديون بمستوى 80% من إجمالي الناتج المحلي، حصلت على موافقة مبدئية من صندوق النقد الدولي منتصف أكتوبر (تشرين الأول) للحصول على قرض جديد بقرابة ملياري دولار لمساعدتها على تجاوز أزمتها المالية الخطيرة.
ووصلت المحادثات إلى طريق مسدود بسبب عدم وجود التزام حازم من تونس لإعادة هيكلة أكثر من 100 مؤسسة عامة مثقلة بالديون ورفع الدعم عن بعض المنتجات الأساسية.
وبحث سعيد مع ماكرون قضايا أخرى، بينها مسألة الهجرة غير النظامية، حيث شدد على أن الحلول لا يمكن أن تكون أمنية فقط، بعد أن أثبتت التجربة أنها غير ناجعة فضلاً عن أن تونس لم تعد فقط منطقة عبور، بل صارت وجهة للعديد من المهاجرين الذين استقروا بها بصفة غير قانونية.
وبيّن سعيد أنه من الأولى معالجة الأسباب لا فقط معالجة النتائج والآثار، داعياً إلى إلى تنظيم اجتماع على مستوى القمة بمشاركة كل الدول المعنية بالهجرة سواء في جنوب البحر الأبيض المتوسط أو شماله.
كما تطرقت المكالمة إلى “الصعوبات الاقتصادية والمالية التي تعيشها تونس بسبب الاختيارات الفاشلة في العقود الماضية وفي العقد الماضي على وجه الخصوص، إلى جانب استشراء الفساد وتهريب أموال الشعب التونسي إلى الخارج”.

Exit mobile version