أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس أن «قضية الصحراء» هي المعيار الذي يضعه المغرب في علاقاته مع الدول الأخرى. وقال الملك، في خطابه السنوي بمناسبة ذكرى «ثورة الملك والشعب»، التي تخلد النضال ضد الاستعمار، ليل السبت ـ الأحد، «ننتظر من بعض الدول، من شركاء المغرب التقليديين والجدد، التي تتبنى مواقف غير واضحة، بخصوص مغربية الصحراء، أن توضح مواقفها، وتراجع مضمونها بشكل لا يقبل التأويل».
وأضاف: «أوجه رسالة واضحة للجميع: إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات».
ولم يشر محمد السادس إلى أي دولة من شركاء المملكة، لكنه أعرب عن الارتياح لـ«دعم العديد من الدول الوازنة، لمبادرة الحكم الذاتي»، خاصاً بالذكر الولايات المتحدة التي اعترفت أواخر عام 2020 بسيادة الرباط على المنطقة المتنازع عليها، في إطار اتفاق ثلاثي نص على تطبيع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل.
وأشار الملك إلى دول أوروبية أعلنت قبل بضعة أشهر عن «موقف بناء من مبادرة الحكم الذاتي»، مثل إسبانيا وألمانيا، ما فتح الباب لانفراج في علاقات الرباط بالبلدين بعد أزمتين دبلوماسيتين متفاوتتي الحدة.
في غضون ذلك، ذكرت تقارير أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيقود وساطة بين المغرب والجزائر الداعمة لجبهة «البوليساريو»، التي تطالب بالانفصال.
ونقل موقع «مغرب إنتجلنس»، عن مصادر، قولها إن ماكرون سيتقدم باقتراح ملموس للجزائر في مسعى لنزع فتيل التوترات التي تزعزع استقرار غرب البحر الأبيض المتوسط وتقلق الاتحاد الأوروبي بشكل خاص، مضيفا أن ماكرون سيقترح تنظيم قمة مصغرة تقام في باريس أو مدينة فرنسية أخرى تجمع بين دبلوماسيين جزائريين وإسبان ومغاربة.
وبحسب الموقع، فإن المسؤولين الجزائريين منفتحون على الوساطة الفرنسية، لكنهم لا يحبذون أي اجتماع مباشر مع المغاربة.
يشار إلى أن الرئيس الفرنسي سيتوجه إلى الجزائر نهاية الأسبوع الحالي، في زيارة رسمية ترمي إلى إعادة إحياء الشراكة بين البلدين، أو على الأقل السعي إلى تبديد الخلافات والتوترات والنظر في امداد أوروبا بالغاز الجزائري لتعويض النقص الحاصل بسبب العقوبات الغربية المتصاعدة ضد روسيا.