أعلن سفراء الدول الأعضاء في المنظمة الدولية للفرانكوفونية (OIF) في الكويت، والمشاركون في مجلس تعزيز الفرانكوفونية، انطلاق الاحتفالات بشهر اللغة الفرنسية والفرانكفونية.
وأوضحت سفيرة فرنسا كلير لوفليشر، في كلمة خلال احتفال في السفارة الفرنسية أول من أمس، أن المجلس الذي تم إنشاؤه في العام 2021، يدعم أنشطة تهدف لتعزيز الفرانكوفونية، واستخدام اللغة الفرنسية في الكويت، و دعم مبادرات تعريف الكويتيين من جميع الأعمار، وخاصة الأجيال الشابة، بالوجه التعددي للفرانكوفونية، وتقوية شبكات الاتصال باللغة الفرنسية في الكويت، وتسهيل التعاون بين مختلف الشركاء خلال الأنشطة المتعلقة بتعزيز الفرانكوفونية.
وأضافت أنه على الرغم من أن الكويت ليست عضوا في المنظمة الفرانكفونية بعد، إلا أنها حرصت على الفرانكفونية منذ الستينيات، حيث بدأ تدريس اللغة الفرنسية في الكويت منذ عام 1966.
ويؤدي ما يقرب من 500 مدرس هذه المهمة، في نحو 150 مدرسة ثانوية.
وأشارت إلى أنه مع وجود نحو 30 ألف متعلم مسجلين كل عام، تعد الفرنسية اليوم ثاني لغة أجنبية يتم تدريسها في الكويت بعد اللغة الإنكليزية، لافتة إلى أن جامعة الكويت لديها قسم فرنسي نشط بشكل خاص، حتى مستوى الماجستير.
وقالت إن الوجود الناطق بالفرنسية أيضاً، يتضح من خلال وجود 44 سفارة في الكويت للدول الأعضاء في الفرانكوفونية، ووجود مدرسة ثانوية فرنسية (Lycée français du Kowet)، ومركز ثقافي (المعهد الفرنسي في الكويت – IFK)، ومركز في علم الآثار والعلوم الاجتماعية والإنسانية (مركز الأبحاث الفرنسي لشبه الجزيرة العربية – CEFREPA) كما يتم بث قناة France 24 التلفزيونية وراديو RFI.
وفي ردها على سؤال بخصوص جهود نشر الفرنسية، قالت لوفليشر «أنا متفائلة جداً بوضع اللغة الفرنسية بالكويت، لأن هناك العديد من الكويتيين يتحدثون الفرنسية، كما أن عدداً آخر غير ظاهر تعلموها في المدرسة»، لافتة الى أن الفرنسية تأتي في المرتبة الثالثة بعد العربية والانكليزية في الكويت، وهذا الأمر مهم جدا لنا، ونتابعه باهتمام، ما يشعرنا بتطور الفرنسية في الكويت مستقبلا».
وأضافت «نحن نبذل جهودا لتدرس الفرنسية في الكويت، من دون منافسة مع لغة أخرى».
بدورها، أكدت السفيرة الكندية لدى البلاد عليا مواني، أن الفرانكوفونية جزء مهم من هوية كندا، موضحة أن بلادها بلد متنوع متعدد الثقافات، والفرنسية جزء مهم جداً من تكوين بلادها حيث إنها إحدى اللغتين الرسميتين.
ولفتت مواني في كلمتها في الحفل، أن الفرانكوفونية ليست محاولة لنشر اللغة الفرنسية، ولكنها تحوي العديد من القيم الإنسانية الثمينة مثل الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان، وهذا ما يجعل مفهومها أكثر عموماً وشمولاً.
ناصر المحمد… داعم الفرانكوفونية والفرنسية
ذكرت لوفليشر أن أعضاء المجلس تقدموا بجزيل الشكر لسمو الشيخ ناصر المحمد، الرئيس الفخري للمجلس، الذي يدعم الفرانكوفونية واللغة الفرنسية في الكويت، والتزام الدولة بتعزيز تعلم هذه اللغة، مما يساهم في الإثراء الثقافي للبلاد وسكانها.
موقف الكويت شجاع جداً
اعتبرت لوفليشر أن الحرب في أوكرانيا مروعة، و«الموقف الكويتي كان شجاعاً جداً منذ بداية الأزمة، فالكويت كانت من الدول التي دعمت قرار مجلس الأمن، وأكدت ضرورة احترام القانون الدولي، وهم (الكويتيون) استذكروا بهذه الأزمة ذكريات سيئة لموقف الغزو منذ أكثر من 30 عاماً، ومن هذا المنطلق كان تصويت الكويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة واضحاً جداً»، مضيفة «نحن على تواصل مع المسؤولين في الكويت، كمجموعة الدول السبع ومجموعة دول الاتحاد الأوروبي، ونحن في حوار مفتوح معهم حول الأزمة».
برنامج ثري ومتنوع
تتضمن الاحتفالات بالشهر الفرنسي التي تستمر حتى 31 مارس، برنامجاً ثرياً ومتنوعاً، من أفلام، وحفلات موسيقية، وورش عمل فنية، وأحداث رياضية، ومسابقات في الإملاء، ومسابقات متنوعة، ونقاشات مؤتمرات، وبازار فرنكفوني، وغيرها من الأنشطة لتعريف الجميع بثراء الثقافة الناطقة بالفرنسية.