في أول لقاء لها مع وسائل الإعلام عقب تسلمها مهامها سفيرة لبلادها لدى الكويت، وضعت السفيرة الفرنسية آن كلير ليجيندر النقاط على الحروف فيما يتعلق بالعلاقات المشتركة بين البلدين وقضايا المنطقة، بجانب تشديدها على احترام بلادها للإسلام وحرية ممارسة الشعائر الدينية.
وفيما شددت ليجيندر على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الصديقين في جميع المجالات السياسية والأمنية والتجارية والثقافية والصحية، أكدت أن الكويت وفرنسا تتشاركان في نفس جينات الـDNA حيال قضايا المنطقة، وفق تعبيرها.
وأكدت ليجيندر في أول مؤتمر صحافي لها اليوم بعد تقديم أوراق اعتمادها منذ أيام، أن الكويت شريك استراتيجي مهم لفرنسا، واصفةً العلاقات بين البلدين، التي تدخل عامها الستين بـ«الراسخة والثابتة» وتشهد تطورا ملحوظا.
تعاون عسكري وتحدثت عن التعاون العسكري والأمني، مشيرة إلى الاتفاقيات المبرمة بين البلدين وأهمها بداية تسليم فرنسا للكويت لطائرتي كاراكال في نهاية العام الماضي، على أن تستمر في تسليم باقي الصفقة التي تحتاج إلى التدريب على استخدامها وصيانتها.
وأردفت بالقول: سلمنا للكويت 300 آلية عسكرية مختلفة لعدد كبير من الوزارات منها الحرس الوطني، موضحة أن بلادها تسعى لتعزيز التعاون العسكري، خصوصا في مجال تدريب الطلبة الضباط والبالغ عددهم 200 طالب، حيث نسعى الى زيادة هذا العدد، فضلا عن توفير المعدات العسكرية للجيش الكويتي وإقامة التمارين العسكرية بين جيشي البلدين كل عامين.
احترام الإسلام علقت ليجيندر على تأثير مقاطعة المنتجات الفرنسية في الكويت، وتطرقت إلى إعلان رئيس اتحاد الجمعيات التعاونية بإيقاف المقاطعة في أواخر ديسمبر الماضي، قائلة: كان هناك سوء فهم لتصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي أوضح خلال لقاء تليفزيوني أن بلاده تحترم الدين الاسلامي، الذي يعد ثاني الأديان في فرنسا، كما أن المسلمين الفرنسيين يتمتعون بكامل بالحرية الكاملة في ممارسة معتقداتهم.
الصحة والثقافة وعن التعاون في القطاع الصحي، أشارت ليجيندر الى وضع خريطة طريق لتدريب الكوادر الصحية الكويتية لمواجهة جائحة كورونا، خصوصا أن لدينا اتفاقية تعاون في المجال الصحي منذ 2012، ونحن بصدد تطوير هذه الاتفاقية، منوهة الى أن البلدين يتشاركان في رؤية ضرورة حصول الدول الفقيرة على لقاح كوفيد – 19.
وفيما يتعلق بالتعاون الثقافي بين البلدين، قالت ليجيندر إن بلادها تسعى لزيادة عدد الطلبة الكويتيين المبتعثين الى فرنسا، خصوصا في مجال العلوم السياسية والطب والقضاء والدفاع والبحوث العلمية، مشيرة إلى أن بلادها ترغب في تعزيزعدد الباحثين الفرنسيين الى الكويت للتعاون مع مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ومعهد الأبحاث العلمية.
كما أشارت الى الدور الذي يقوم به المعهد الثقافي الفرنسي في نشر اللغة الفرنسية، متمنية أن يعاد فتح المؤسسات الثقافية الفرنسية بعد انتهاء ازمة كورونا، منوهة الى أن عدد الطلاب الذين يدرسون اللغة الفرنسية ارتفع خلال ازمة كورونا. التبادل التجاري وبالحديث عن القطاع التجاري والاستثماري، كشفت عن ارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال 2019، لافتة الى أن سبب ارتفاع التبادل التجاري هو صفقات الأسلحة.
وثمنت اختيار الخطوط الجوية الكويتية لعلامة الإيرباص، حيث جرى تسليم الكويت 5 طائرات جديدة مؤخرا، لافتة الى زيارة وفد استثماري فرنسي للكويت.
وأضافت: ان فرنسا كانت أول دولة أوروبية تستثمر في الكويت، كما أن هناك 2000 فرنسي يعملون في الكويت، كاشفة عن زيارة لوفد اقتصادي فرنسي للكويت قبل شهر رمضان المقبل.
وذكرت أن الاستثمارات الكويتية في فرنسا تشهد ارتفاعا بسبب قانون تشجيع الاستثمار، الذي أقره الرئيس الفرنسي بخفض الضرائب وإعطاء امتيازات للمستثمرين الأجانب.
عضوية الفرانكوفونية لفتت ليجيندر بأن الكويت هي أول دولة خليجية أدخلت منهج اللغة الفرنسية في التعليم الحكومي، لافتة الى أن أننا نعمل بالتعاون مع وزارة التربية لتدريس اللغة الفرنسية في المدارس الحكومية للمرحلة المتوسطة لتمكين الطلاب الكويتيين من إتقان اللغة الفرنسية، لافتة إلى أن بلادها تسعى لأن تنضم الكويت لعضوية المنظمة الفرانكوفونية، مؤكدة أنها اجتمعت مع سفراء الدول الفرانكوفونية لدى البلاد لدعم ملف انضمام الكويت للمنظمة.
وأوضحت أن فرنسا تحارب التطرّف لذلك كان لدينا تحالف قوي مع عدد كبير من الشركاء من بينهم الكويت، مؤكدة التزام بلادها بمحاربة داعش في العراق. وزير الدفاع الفرنسي في البلاد 17 الجاري كشفت عن أن وزير الدفاع الفرنسي سيزور البلاد الأحد المقبل الموافق 17 يناير الجاري، كما أن هناك زيارة مرتقبة لعدد من المسؤولين الفرنسيين للبلاد في الأشهرالقليلة المقبلة لاحياء ذكرى القتلى الفرنسيين المشاركين في حرب تحرير الكويت والبالغ عددهم 10 من أصل 14 الف جندي فرنسي شاركوا في تحرير البلاد.
إيران والاتفاقية النووية في معرض ردها على سؤال حول تفاؤلها برؤية الادارة الأميركية الجديدة تجاه ايران والملف النووي، أشارت ليجيندر إلى تصريحات الرئيس المنتخب جو بايدن بحل هذا الملف سلميا، مؤكدة على ضرورة إظهار نيات ايران واستعدادها للالتزام ببنود الاتفاق النووي، كوّن ايران قد أعلنت مؤخرا عن رفع نسبة التخصيب لديها بما يتعارض مع بنود الاتفاقية النووية معها وذلك حفاظا على استقرار المنطقة.
المصالحة الخليجية اشادت ليجيندر بالدور المحوري الذي لعبته الكويت في المصالحة الخليجية والعديد القضايا الشائكة في المنطقة، مثمنة الدور الذي قام به وزير الخارجية د.أحمد الناصر في لم الشمل الخليجي من خلال قمة العلا.
لا تأشيرات سياحية حالياً لحين فتح الحدود بخصوص إعادة فتح مركز التأشيرات الفرنسية، قالت ليجيندر: إننا نخضع لقرار الاتحاد الاوروبي في مسألة فتح الحدود، ورغم ارتفاع أعداد الإصابات في فرنسا، لكنها تعتبر الأقل مقارنة بالدول المجاورة، مبينة أن السفارة لا تصدر التأشيرات السياحية حاليا، لكن يمكن تقديم الطلبات للراغبين في السفر الى فرنسا والنظر فيها لحين فتح الحدود.
محاربة الإرهاب لفتت ليجيندر إلى أن الكويت وفرنسا شريكان في محاربة الاٍرهاب في العراق، حيث إنهما عضوان في التحالف الدولي لمحاربة داعش، مشددة على أن بلادها ملتزمة بأمن الكويت من خلال الاتفاقية الامنية الموقعة بينهما ووجود عدد من القوات الفرنسية في الكويت.
أبرز القضايا والملفات ركزت السفيرة الفرنسية على جملة قضايا وملفات أبرزها:
1 – الكويت شريك محوري في القضايا والأحداث.
2 – استمرار التنسيق المشترك والتدريب العسكري والأمني.
3 – تعاون طبي مكثف في مواجهة وباء «كورونا».
4 – التأكيد على احترام الدين الإسلامي وحرية الأديان.
5 – تعزيز التعاون التجاري والاستثماري.
6 – تعاون مكثف بين البلدين في مكافحة الإرهاب.
7 – إشادة متواصلة بدور الكويت في المصالحة الخليجية.