(كونا) – قال سفير سلطنة عمان لدى دولة الكويت الدكتور صالح الخروصي اليوم السبت إن زيارة دولة التي سيقوم بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – سلطان عمان إلى دولة الكويت بعد غد الاثنين تؤكد عمق الروابط والتعاون الوثيق بين قيادتي البلدين الحكيمتين وما تثمره من نتائج إيجابية تعود بالنفع على الشعبين والبلدين الشقيقين في شتى المجالات.
وأضاف السفير الخروصي في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن زيارة دولة التي قام بها مؤخرا حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت حفظه الله ورعاه إلى بلده الثاني سلطنة عمان في فبراير الماضي كان لها اعتبارات مهمة لاسيما أنها كانت الزيارة الأولى التي يقوم بها سموه إلى السلطنة بعد توليه مقاليد الحكم.
وذكر أن زيارة سموه جاءت لتترجم الرغبة القوية الصادقة والحرص الجاد بين قيادتي البلدين في رعايتهما السامية لهذه العلاقات القائمة على قواعد متينة وقواسم مشتركة وتمضي بخطى واثقة ومتواصلة بما يعود بالخير والنماء على البلدين الشقيقين.
وأشار إلى توجهات قيادتي البلدين الحكيمتين بأن يكون هناك تنسيق مباشر على أعلى مستوى بين الجانبين في مجالات متعددة مبينا أنه تم وضع آليات تختص بالعلاقات الثنائية المباشرة منها لقاءات على مستوى القمة حيث سيقوم حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – سلطان عمان ب(زيارة دولة) هي الأولى التي يقوم بها جلالته إلى دولة الكويت.
وأكد أن العلاقات الثنائية بين سلطنة عمان ودولة الكويت تعد نموذجا إقليميا ودوليا يحتذى به فهي تمتد لجذور تاريخية عريقة ووشائج اجتماعية بين الشعبين العماني والكويتي ما زالت تتفاعل إيجابا حتى اليوم.
وأوضح أن هذه الأخوة الصادقة وهذا التعاون أديا إلى تعزيز وتجاوز الطابع التقليدي للعلاقات بينهما في مختلف الصعد حيث بلغت هذه العلاقات مستويات عالية في الجوانب الرسمية والشعبية مستندة على ما يجمع البلدين من إرث تاريخي واجتماعي ومواقف سياسية مشتركة وواضحة طالما أعلنها الجانبان تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية.
وبين أن هذه العلاقات ليست وليدة اليوم وإنما هي امتداد للعلاقات الوثيقة بين الجانبين على مستوى القيادة السياسية في البلدين الشقيقين قديما وحاضرا بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – سلطان عمان وأخيه حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت حفظه الله ورعاه ولطالما أثمرت اللقاءات المتبادلة بين قيادتي ومسؤولي البلدين الشقيقين العديد من الإنجازات التي تصب في مصلحة الشعبين الشقيقين العماني والكويتي وترسخ دعائم البيت الخليجي.
وقال إن مشروع مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم الذي تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – سلطان عمان بأن شمل برعايته السامية في السابع من شهر فبراير 2024 الماضي حفل افتتاحه بحضور أخيه حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت حفظه الله ورعاه يعد إنجازا عظيما يفخر به البلدان الشقيقان نظرا لكونه أكبر مشروع استثماريٍ مشترك مدمج بين مجموعة أوكيو العمانية وشركة البترول الكويتية العالمية برأس مال جاوز 9 مليارات دولار.
وأضاف أن افتتاح المشروع كان بمثابة تجسيد للعلاقات المتجذرة بين البلدين منذ القدم وتتويج لهذا الإرث المشترك الذي تكاتفت جهود الجانبين لتحقيقه كما يعد أكبر مشروع استثماري بين دولتين خليجيتين في القطاع النفطي.
وأوضح أن ذلك لم يكن هو الإنجاز الوحيد خلال تلك الزيارة فقد تم بالتزامن مع افتتاح مصفاة الدقم إتمام مشروعين آخرين هما مشروع شركة مرافق الذي يدعم المصفاة فيما يخص الطاقة والمياه باستثمار بلغ 196 مليون ريال عماني (حوالي 510 ملايين دولار) ومشروع الشركة العمانية للصهاريج الذي يرفد أعمال المصفاة فيما يخص تخزين النفط في رأس مركز باستثمار قدره 200 مليون ريال عماني (حوالي 520 مليون دولار).
وفيما تعد هذه الإنجازات علامة فارقة في طريق النجاح بين البلدين الشقيقين أكد السفير العماني استمرار العمل بين الجانبين العماني والكويتي لتأمين التشغيل الآمن والمربح للمصفاة لكي تصبح صرحا عالميا للابتكار والريادة في صناعة التكرير العالمي وسط التحديات الكبيرة التي تعصف بصناعة النفط والغاز وأهمها التوجه العالمي للتحول بالطاقة.
وبين أن هذا التعاون الذي يترجم الشراكة الكويتية العمانية لاسيما في الاستثمار في الصناعات البتروكيماوية يبلور الرؤى الحالية والمستقبلية المشتركة للجانبين ومدى تطلعهما إلى مزيد من التعاون الهادف إلى ترسيخ العلاقات الوطيدة التي تجمع البلدين الشقيقين وتحقق مصالحهما لما فيه خير شعبيهما الكريمين.
وأشار إلى دور اللجنة العمانية الكويتية المشتركة التي تأسست في عام 2003 وتنعقد دوريا بالتناوب في عاصمتي البلدين وكان آخرها الدورة التاسعة التي عقدت في مسقط في مارس الماضي للتنسيق في مختلف جوانب التعاون الثنائي الوثيق بين البلدي الشقيقين.
وأردف أن اللجنة توصلت خلال الدورات التسع الماضية إلى كثير من المشروعات وبرامج التعاون المشترك في القطاعات الاقتصادية والثقافية والفنية والعلمية والرياضية بالإضافة إلى مشروع مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية كما أن هناك استثمارات في مجالات اقتصادية أخرى منها الاستثمار في القطاع العقاري والصناعي والتعدين.
وذكر أن الإحصاءات والأرقام في مجالات التعاون الثنائي تعكس تطورا كبيرا في العلاقات الاقتصادية والتي يسعى البلدان للبناء عليها والعمل على زيادتها كما ونوعا حيث يحظى هذا الجانب برعاية واهتمام من قيادتي البلدين وتوجيهاتهما.
واستعرض بيانات للمركز الوطني للإحصاء والمعلومات حيث بلغ الاستثمار الكويتي المباشر في السلطنة حتى نهاية سبتمبر 2023 ما قيمته 3ر922 مليون ريال عماني (حوالي مليارين و400 مليون دولار) بزيادة أكثر من 125 مليون ريال (حوالي 325 مليون دولار) عن العام الماضي فيما بلغ حجم التبادل التجاري عام 2023 حتى نوفمبر 790 مليون ريال (حوالي ملياري دولار) بزيادة حوالي 300 بالمئة مقارنة بالعام السابق الذي بلغ حجم التبادل التجاري فيه نحو 280 مليون ريال (حوالي 728 مليون دولار).
وأشار السفير الخروصي إلى سعي الجانبين لعقد (المنتدى الاقتصادي العماني والكويتي) بإشراف وزارتي التجارة والصناعة وغرفتي التجارة والصناعة في البلدين لاستعراض الفرص والتحديات وتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية في القطاعين الحكومي والخاص بحضور رجال الأعمال وممثلي المؤسسات والشركات الخاصة.
وأكد أهمية التعاون الثقافي بين الجانبين والذي بدأ منذ عصر النهضة الحديثة حيث تم توقيع اتفاقية تعاون ثقافي بين البلدين عام 1974 ومنذ ذلك الوقت تم إنجاز كثير من المشروعات بالمجالات الثقافية والإعلامية والفنية فيما يتعلق بالمسرح والموسيقى والبرامج التلفزيونية والإذاعية والصحافة والتعاون بين وكالتي الأنباء في البلدين اضافة إلى تنظيم معارض ومؤتمرات وفعاليات ثقافية وعلمية.
وذكر أن لدى الجانبين قواسم مشتركة في السياسة الخارجية والدبلوماسية ينتهجانها إزاء معظم الملفات والقضايا الإقليمية والدولية من خلال النهج الدبلوماسي الذي يتبعه الجانبان تجاه العديد من القضايا من أجل التوصل لحلول سلمية للأزمات والنزاعات ودعمهما جهود ومساعي دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الرامية لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم.
وأعرب عن أمله في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة والإقليم داعيا الله جل جلاله أن يوفق قيادتي البلدين الشقيقين في مساعيهما نحو تحقيق تطلعات الشعبين العماني والكويتي وكافة الشعوب الخليجية والعربية إقليميا ودوليا.