وجدت دراسة جديدة أن السمنة قبل أو أثناء الحمل هي السبب الجذري الفعلي لأمراض القلب والأوعية الدموية في المستقبل، وليس المضاعفات كسكري الحمل أو تسمم الحمل كما كان يُعتقد.
وقبل هذه الدراسة التي نشرتها اليوم دورية “سيركوليشن ريسيرش”، لم يكن العلماء متأكدين من العامل الذي يلعب دوراً أكبر في خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين بعد سنوات من الحمل، هل هو السمنة أو المضاعفات أثناء الحمل.
وتمتاز الدراسة بأنها من الأبحاث القليلة التي تابعت المشاركات فيها منذ بداية الحمل الأول وحتى عدة سنوات بعد الولادة، وكان نصفهن تقريباً تعانين من زيادة الوزن أو السمنة.
وأجريت الدراسة في جامعة نورث ويسترن، وقالت الدكتورة سعدية خان الباحثة الرئيسية: “أثبتنا، لأول مرة، أن نتائج الحمل الضارة هي في المقام الأول مؤشرات وليست السبب الجذري لصحة القلب في المستقبل”.
وأضافت: “هذا يعني أن الحمل يكشف فقط عن خطر الإصابة بأمراض القلب الموجود بالفعل. فالحمل، كما نعلم، هو اختبار إجهاد طبيعي للقلب”.
الوزن سبب جذري
وتابع الباحثون الحوامل في 8 مراكز في ولايات أمريكية مختلفة، بما في ذلك جامعة نورث وسترن. وكان عمرهن 18 عاماً أو أكثر، ولم يكن لديهن أي تاريخ لارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري قبل الحمل.
وتعرض ما يقرب من 15% من جميع المشاركات لمضاعفات تتعلق بارتفاع ضغط الدم.
وأنجبت 11% منهن طفلاً منخفض الوزن عند الولادة؛ وولد 8% من الأطفال قبل الأوان. وأصيبت 4% بسكري الحمل.
وفي السنوات التالية للحمل، كانت من عانين من مضاعفات تتعلق بارتفاع ضغط الدم أكثر عرضة بنسبة 97% للإصابة بارتفاع ضغط الدم، وأكثر عرضة بنسبة 31% للإصابة بارتفاع نسبة الكوليسترول.
ولم يكن لدى الحوامل اللاتي لديهن زيادة في الوزن أو السمنة مخاطر متزايدة للولادة المبكرة أو انخفاض وزن الطفل عند الولادة.
لكن كانت ذوات الوزن الزائد والسمنة اللاتي عانين من ولادات مبكرة أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع نسبة السكر في الدم أو ارتفاع الكوليسترول في الدم بعد الولادة.