دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي امس الاحد إلى “إعلاء المصالح القومية ونبذ الخلافات والفتن التي يستهدف مشعلوها طمس الهوية العربية والعبث بمقدرات الشعوب”.
جاء ذلك في كلمة للرئيس السيسي ألقاها نيابة عنه وزير القوى العاملة المصري حسن شحاتة خلال افتتاح أعمال الدورة ال(48) لمؤتمر العمل العربي الذي تنظمه منظمة العمل العربية تحت رعاية الرئيس المصري ويستمر حتى ال25 من سبتمبر الجاري بالقاهرة. وقال إن التحديات والمتغيرات المتلاحقة على المستوى الدولي تستدعيان من الأمة العربية التي تمر بتحديات سياسية واقتصادية واجتماعية إعطاء العمل العربي المشترك أولوية ليكون نموذجا مشرفا لحضارة عريقة قادرة على الاستمرار في بناء المستقبل والحفاظ على التراث والماضي العريق.
وأضاف الوزير شحاتة أن الأوضاع الجديدة تستدعي “وقفة حقيقية” لمراجعة وتقييم حقيقي وواقعي لجميع المتغيرات الحالية على المستوى الدولى والإسراع لتحقيق التكامل الاقتصادي العربي والتحرك نحو وحدة الصف في سبيل النهوض والتطور والمعرفة والإبداع والابتكار.
وأكد أهمية “الأخذ بزمام المبادرة نحو قطع الطريق على الطامعين والعابثين بمقدراتنا وذلك من خلال تحديد أهداف واقعية قابلة للتنفيذ وفقا لبرامج زمنية محددة وواضحة”.
وشدد الوزير على أن مصر حكومة وشعبا ستظل داعمة ومساندة لجميع قضايا الأمة العربية قائلا “إننا حريصون على استقرار ونماء كل شعوب المنطقة ولن نكف عن السعى لأي خيار يؤدي الى التسوية الشاملة لجميع المشكلات في منطقتنا العربية لا سيما في أرض فلسطين العربية”.
وأشار الى أن جدول أعمال المؤتمر يتصدى للعديد من الموضوعات التي تشكل مجموعة من أهم القضايا المعاصرة والتي تتمثل في الاقتصاد الرقمي وقضايا التشغيل إضافة إلى موضوع الذكاء الاصطناعي وأنماط العمل الجديدة وكذلك موضوع رقمنة أنظمة الحماية الاجتماعية وحوكمتها.
ومن جهته قال وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل في المملكة المغربية وبدوره رئيس المؤتمر يونس سكوري في كلمته ان “الظروف الجديدة المعقدة وبالغة الدقة التي تتصادف مع أعمال هذا المؤتمر فرضت على الدول كافة أنماطا جديدة للحياة والعمل وإجراء العديد من الاصلاحات فى سياستها وخطط عملها لمواجهة تلك الظروف”.
وأشار إلى أن “منظمة العمل العربية تتفرد عن غيرها من المنظمات بأنها ثلاثية التركيب أي إنها في طبيعة الحال تجمع الحكومات بأرباب العمل والنقابات” مؤكدا أهمية دور المنظمة في مواجهة الظروف التي يمكن ان تطرأ على المجتمعات العربية.
وشدد سكوري على أهمية وجود مقاربة مجتمعية للاصلاح الاقتصادي تأخذ بعين الاعتبار عددا من الركائز الأساسية ومنها “الاستباقية” مبينا أن هذا ظهر في أزمة فيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19).
وأشار في هذا الصدد الى أهمية الرقمنة والاقتصاد الرقمي لافتا الى أن “كل مجتمع أو دولة أو إدارة عمومية او مقاولة لم تكن تعمل بالتكنولوجيا والتقنية الرقمية وجدت صعوبات حقيقية في التعامل والتأقلم مع الوضع”.
وأضاف الوزير سكوري أن من بين الركائز أيضا “وجود إدارات قوية تعد لاستراتيجيات بمعزل عن العمل السياسي لتعد العدة لخدمة المواطنين والمواطنات”.
وتشارك دولة الكويت في أعمال المؤتمر بوفد يضم كلا من المدير العام للهيئة العامة للقوى العاملة الدكتور مبارك العازمي والمدير العام لغرفة التجارة والصناعة رباح الرباح ورئيس الاتحاد العام لعمال الكويت ناصر العازمي.
كما يشارك في المؤتمر وزراء عمل ورؤساء وأعضاء وفود من منظمات أصحاب الأعمال واتحادات عمالية من 21 دولة عربية بالاضافة الى ممثلي الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والمنظمات العربية والدولية وعدد من السفراء والشخصيات العامة.