أفاد باحثون بأن تغير المناخ أدى إلى موجات حرارة غير مسبوقة العام الماضي في دول غرب إفريقيا، التي تمثل نحو 70% من الإنتاج العالمي للكاكاو، مما أثر سلبًا على المحاصيل وأسهم في ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية.
ووفقًا لتقرير صادر عن مجموعة الأبحاث المستقلة “كلايمت سنترال” نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، فإن ارتفاع درجات الحرارة في دول مثل ساحل العاج وغانا، وهما أكبر منتجين للكاكاو، أصبح أكثر تواترًا بسبب الانبعاثات الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري.
وباستخدام بيانات من 44 منطقة منتجة للكاكاو، وجدت الدراسة أن التغير المناخي أدى إلى تسجيل درجات حرارة تفوق 32 درجة مئوية لمدة إضافية تصل إلى ثلاثة أسابيع خلال موسم النمو الرئيس بين أكتوبر ومارس، مما يؤثر سلبًا على كمية وجودة المحاصيل.
وإضافة إلى ذلك، يواجه المزارعون تحديات أخرى، مثل تفشي الحشرات، والتغيرات في أنماط هطول الأمطار، وعمليات التهريب والتعدين غير القانوني، ما يزيد من الضغط على القطاع.
ووفقًا لبحث أجرته منظمة “كريستيان إيد”، فإن التقلبات المناخية الحادة، من الفيضانات التي أضرت بالمحاصيل في 2023 إلى الجفاف في 2024، تزيد من هشاشة قطاع زراعة الكاكاو الذي يُعد مصدر رزق رئيسيًا لملايين المزارعين الفقراء.
وفي ظل فشل المحاصيل، سجلت أسعار الكاكاو في الأسواق العالمية ارتفاعًا غير مسبوق، متجاوزة 10,000 دولار للطن في بورصة نيويورك، بعد أن كانت تتراوح لعقود بين 2,000 و3,000 دولار.
ومن جهتها، أعلنت شركة “ليندت & شبرونغلي” السويسرية أنها سترفع أسعار الشوكولاتة مجددًا هذا العام لمواجهة الزيادة في تكاليف الكاكاو.
وأكدت البروفسورة نارسيزا بريكوب، من جامعة ولاية ميسيسيبي، أن محصول الكاكاو يواجه “تهديدًا وجوديًا” بسبب الجفاف المتزايد، مشيرة إلى أن أكثر من ثلاثة أرباع الأراضي حول العالم أصبحت أكثر جفافًا خلال العقود الثلاثة الماضية.
وحذرت من أن “مكافحة التصحر لا تتعلق فقط بإنقاذ الشوكولاتة، بل بالحفاظ على قدرة الكوكب على دعم الحياة”.
