الصندوق الكويتي للتنمية: نساند جهود «إيفاد» في تحقيق الأمن الغذائي

أكد المدير العام للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بالوكالة وليد البحر اليوم الأربعاء مساندة الكويت لهدف الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) في شأن تسريع العمل وزيادة الاستثمارات لتحقيق الأمن الغذائي في مواجهة «الأزمة الغذائية العالمية غير المسبوقة».

وقال البحر في مقابلة مع وكالة الأنباء الكويتية بمناسبة رئاسته وفد الكويت المشارك في أعمال الدورة 46 لمجلس محافظي (إيفاد) إن الكويت التي شاركت في إنشاء الصندوق وباعتبارها عضوا في المجموعة (ب) تآزر مهمة الصندوق الدولي المهمة «انطلاقا من مبادئ التضامن الإنساني والتنموي من منطلق استراتيجي وحضاري».

وأضاف أن الكويت التي سارعت بقوة كعادتها في تقديم جميع أشكال الإغاثة والمساعدات الإنسانية والدعم على المستويات الرسمية والأهلية والشعبية كافة تدرك تاريخيا الترابط بين البعدين الإنساني والتنموي وكذلك العلاقة بين مكافحة الفقر لتعزيز الاستقرار باعتبار ذلك أساسا للأمن والسلام والرخاء سواء على المستوى المحلي أو والعالمي.

وشدد على «أننا في الكويت من هذا المنطلق وفي ضوء الأزمة الغذائية العالمية غير المسبوقة حريصون بشكل خاص على دعم التنمية الزراعة ومساعدة الفقراء في الدول النامية وهو ما أخذته الدولة على عاتقها» باعتبار ذلك «رسالة وسياسة راسخة تؤديها بكل الاتجاهات ومنها المساهمة النشطة في مهمة (إيفاد) الحاسمة».

وذكر في هذا الصدد أن قيمة القروض المقدمة في القطاع الزراعي من الصندوق الكويتي للتنمية بوصفه الأداة التنموية لسياسة الكويت الخارجية بلغت نحو 2.1 مليار دولار وتشكل 10 في المئة من القروض المعقودة.

وأكد دعم الكويت «الكامل» للهدف الذي اتخذه مجلس محافظي الصندوق هذا العام المتمثل في «تسريع العمل على تحقيق الأمن الغذائي» وبالتالي في تعبئة مساهمات الدول الأعضاء في التجديد 13 لموارد الصندوق وتعزيز استثماراته المباشرة والمشتركة.

وأشار البحر في هذا السياق إلى مهمة الصندوق الكويتي للتنمية الذي أنشئ عام 1961 لدعم التنمية في الدول العربية ليتوسع في جهوده في السبعينيات من القرن الماضي لدعم التنمية في إفريقيا وآسيا ثم إلى بلدان الاتحاد السوفيتي السابق ودول أميركا اللاتينية والكاريبي.

وأوضح البحر أن مشروعات الصندوق الكويتي التي تغطي في الوقت الحالي 105 دول حول العالم تولي اهتماما كبيرا للتنمية في قطاع الزراعة سواء من خلال مشروعات مع الدول المستفيدة أو من خلال مشروعات يسهم في تنفيذها مع مؤسسات زميلة ومنها (إيفاد) الذي ساهمت الكويت في موارده بنحو 218 مليون دولار.

وبين أن الصندوق الكويتي يشارك مع (إيفاد) في «مشروع ناجح» في غينيا بيساو ويسعى لإيجاد فرص جديدة للشراكة التنموية في مشروعات أخرى مشددا على أهمية التعاون المتبادل والاستفادة من خبرات (إيفاد) «الابتكارية المتراكمة» في مضمار تحقيق الأمن الغذائي عبر المشروعات صغيرة النطاق.

وأضاف أن نمط المشروعات التنموية الناجح والتي بلغت استثمارات الصندوق الكويتي فيها أكثر من خمسة مليارات دينار (نحو 16.33 مليار دولار) صار بدوره «نموذجا يستفيد منه العديد من الصناديق التنموية الأخرى».

وفيما يتعلق بالدورة 46 لمجلس محافظي (إيفاد) التي ستختتم أعمالها في وقت لاحق اليوم قال البحر إن الدورة تركز هذا العام على قضايا الأمن الغذائي المتصلة بتفشي الجوع و«الأزمة الغذائية العالمية غير المسبوقة» مشيرا إلى ارتباط الفقر بسوء وقلة التغذية المناسبة الأمر الذي يعاني منه أكثر من 828 مليون نسمة غالبيتهم العظمى في المناطق الريفية.

وأضاف أن أولئك في قلب مهمة الصندوق الدولي والموجهة لدعم تنمية الزراعة والحرف والمجتمعات الهشة المرتبطة بها في المناطق الريفية باعتبار ذلك استراتيجية هيكلية لمعالجة أسباب الفقر والجوع لتمكين هذه الفئات الفقيرة من تحسين قدراتها في إنتاج الغذاء والمساهمة الفعالة في التنمية الشاملة والقضاء على الجوع.

وكشف المدير العام للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بالوكالة عن أن الجهود الفعالة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة وفق أجندة 2030 تعرضت في الفترة الأخيرة لانتكاسة بسبب التداعيات الواسعة غير المباشرة لجائحة فيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19) ثم الحرب الروسية – الأوكرانية على سلاسل إمدادات المواد الغذائية. كما تطرق إلى التداعيات المباشرة في مناطق الطوارئ وأحدثها تلك التي أحدثها «الزلزال المدمر» في سورية وتركيا مخلفا دمارا هائلا للبنى التحتية للنسيج السكاني مع عشرات الآلاف من الضحايا والمشردين.

يذكر أن وفد الكويت المشارك في أعمال الدورة 46 لمجلس محافظي (إيفاد) يضم في عضويته نائب مدير العمليات لشؤون المنظمات بالصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية خالد الخالد.

 

 

 

Exit mobile version