شهد حفل افتتاح مهرجان القرين الثقافي الـ 26 عرضا سينمائيا أوركستراليا للفيلم الروائي «العاصفة» للمؤلف د ..سليمان الديكان، وذلك على مسرح الفنان عبدالحسين عبدالرضا، بحضور ممثل راعي المهرجان سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد الجبري، وعدة شخصيات ثقافية وإعلامية وفنية بينهم محمد السنعوسي، محمد المنصور، إلى جانب قيادات المجلس الوطني الأمين العام كامل العبدالجليل، والأمين المساعد لقطاع الثقافة د.عيسى الأنصاري، والأمين المساعد لقطاع الفنون د.بدر الدويش، وبحضور جماهيري غفير، حيث قدم فقرات الحفل المذيع عبدالعزيز الدرويش.
تكريم الصُنّاع
قبل البدء في عرض «العاصفة»، قام الوزير الجبري، والأمين العام العبدالجليل بتكريم صناع الفيلم المخرج الإعلامي القدير محمد السنعوسي، وبطلي العمل الفنانين الراحليــن عبــدالحسين عبدالرضا وخالد النفيسي، والمؤلف الراحل عبدالأمير التركي، كما تم تكريم مونتير الفيلم مساعد محمد المنصور، ومساعدي المخرج عبدالرحمن الشايجي، وأحمد عبدالله البخشي، وفرقة حمد بن حسين للفنون البحرية، وكرم ايضا مايسترو فرقة الشباب الأوزبكية كمال الدين أورنفاي، ومؤلف الرؤية الفنية للعمل الموسيقي «العاصفة سيمفوني» د.سليمان الديكان.
شخصية المهرجان
وخلال الحفل، ألقى الجبري كلمة نيابة عن راعي الحفل سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، جاء فيها: لقد اعتاد مهرجان القرين الثقافي على اختيار شخصية مؤثرة في المشهد والعطاء الثقافي تتجاوز الحدود الجغرافية لتكون إضافة نوعية متميزة للمهرجان، وكان أن اختير الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين من الكويت «شخصية المهرجان»، نظرا لكونه شخصية بارزة دخلت تاريخ الثقافة العربية والعالمية من أوسع الأبواب، فقد اجتهد ونجح وتألق، وكتب اسمه في التاريخ، وصار أحد أعلام الثقافة العربية، يؤثر فيها مثلما يؤثر في الثقافة العالمية، وعمل على نشر اللغة العربية وتكريس حضورها بين اللغات العالمية، داعيا إلى التعايش والتسامح مع الآخرين، ومد جسور المحبة والسلام بين الشعوب.
وقال الجبري: أصبح مهرجان القرين منذ انطلاقته الأولى علامة ثقافية تبرز ألوان الإبداع وتجلياته المختلفة من ثقافة وفن وأدب، وأردف: لقد أولت الكويت منذ مرحلة ما بعد الاستقلال أهمية كبيرة للشأن الثقافي بمختلف روافده، وبما يمثله من عنصر مهم لحياة المجتمع، ومحور أساسي من محاور التنمية المستدامة الشاملة، ودافع لتنشيط المبادرات الإبداعية بما يفيد ويعزز الرصيد الثقافي والمخزون الفكري للمجتمع.
وأردف: استكمالا لمسيرة الكويت الثقافية نأمل أن نلتقي في العام المقبل على أرض الكويت الحبيبة أرض السلام والتسامح، لنحتفل باختيارها «عاصمة الثقافة العربية» مرة أخرى بعد قرار الدورة العشرين لمؤتمر وزراء الثقافة في الوطن العربي بهذا الشأن، تقديرا للكويت ولمكانتها الثقافية المتميزة ودورها الثقافي العربي.
تجارب فنية
بعد الكلمة التي ألقاها الوزير محمد الجبري، بدأ العرض السيمفوني الذي جمع بين الأوركسترا الموسيقية والمشاهدة السينمائية احتفالا بمرور 57 عاما على إنتاج أول فيلم روائي كويتي، وكان الحفل فرصة للاطلاع على التجارب الفنية الكويتية وإبراز وجه الكويت الحضاري وتفاعلها مع ثقافات العالم المختلفة، وفق أدبيات تاريخ الإعلام الكويتي.
اتسم العرض بين الفرجة البصرية والمتعة الموسيقية، حيث عزفت الفرقة الضخمة المكونة من عازفين عالميين بمصاحبة فرقة حمد بن حسين البحرية، موسيقات متنوعة بالتزامن مع عرض مشاهد الفيلم، في امتزاج فني فريد من نوعه تفاعل معه الحضور تفاعلا كبيرا، فلم يتوقفوا عن التصفيق والثناء على الإبهار والرؤية الفنية الجميلة للدكتور سليمان الديكان.
ركيزة السينما الكويتية
يعتبـــر فيلم «العاصفة»، الذي عرض في حفل افتتاح المهــرجان، أول عمل سينمائي روائي كويتي من إنتاج تلفزيون الكويت في العام 1965، وهو فكرة وإخراج الإعلامي القدير محمد السنعوسي، والعمل شكل ركيزة أساسية في صناعة السينما الكويتية، حيث تعامل مع مرحلة اكتشاف النفط في الكويت كنقطة انطلاق نحو الجانب الروائي في الفيلم ليعكس أثر «العاصفة» في تغيير بعض المفاهيم الاجتماعية الراسخة، إضافة الى أن المخرج حرص في الفيلم على إظهار كويت ما قبل النفط، واستعان بفرقة «حمد بن حسين» البحرية ليحفظ لنا جانبا من الفن البحري، إلى جانب بعض المشاهد الخارجية في جزيرة فيلكا، والفيلم مدته 27 دقيقة وبالأبيض والأسود، من تأليف الراحل عبدالأمير التركي، وإخراج محمد السنعوسي، وبطولة عبدالحسين عبدالرضا، وخالد النفيسي، وجوهر سالم.