زار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، محافظة البصرة والتقى عدداً من المسؤولين، سعياً لتهدئة موجة الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي تشهدها المحافظة منذ أيام، بسبب سوء الخدمات وانعدام فرص العمل، وبعد مقتل متظاهر الأحد الماضي.
وذكر مكتب العبادي في بيان، أن العبادي عقد اجتماعاً مع القيادات الأمنية والعسكرية في قيادة عمليات البصرة واستمع منهم لتقرير مفصل عن الأوضاع في المحافظة.
وتوجه العبادي إلى البصرة، آتيا من بروكسيل، حيث كان يشارك في اجتماع التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» وقبل أن يجتمع مع قيادة العمليات العسكرية للمحافظة.
وفي خطوة لامتصاص الغضب الشعبي، أعلنت اللجنة الوزارية المكلفة من قبل العبادي لمتابعة الأوضاع في البصرة، أمس، عن تخصيص ملياري دينار لتوفير المياه الصالحة للشرب لأهالي المحافظة، كما كشفت أن فرص العمل «العشرة آلاف» التي اعلن عنها أول من أمس، سيتم توزيعها على وزارات الصحة والتربية والنقل، مؤكدة أن الوضع الأمني بالمحافظة جيد جداً والشركات النفطية تعمل بشكل طبيعي.
وفي وقت سابق تجددت التظاهرات قرب ميناء أم قصر غرب المدينة للمطالبة بتحسين الواقع الخدمي وإيجاد فرص عمل للعاطلين، حيث أغلق المحتجون الطريق المؤدي للميناء ومنعوا الشاحنات من المرور فيه.
واستهدفت التظاهرات الحقول النفطية في المحافظة والطرق المؤدية إلى المنافذ الحدودية إلا أن وزارة النفط وهيئة المنافذ الحدودية أكدتا في بيانات منفصلة أن إنتاج الحقول وعمل المنافذ لم يتأثرا بالتظاهرات.
في غضون ذلك، حمَّل المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني الكتل السياسية مسؤولية «الأوضاع المزرية» التي تشهدها البصرة الجنوبية، متهماً إياها بالفشل في إدارة المحافظة بسبب المحاصصة والفساد.
وطالب ممثل السيستاني في كربلاء عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة من داخل الصحن الحسيني في المدينة، الحكومتين المركزية والمحلية بالتعامل بجدية مع مطالب المتظاهرين في البصرة، مشدداً على ضرورة اتباع سياسة حازمة ضد الفاسدين والاستعانة بالخبراء وأصحاب الكفاءات ومن «لا يجاملون» على حساب الحقيقة.
وأكد أن «المسؤولين في الحكومتين المركزية والمحلية مطالبون بالتعامل بجدية وواقعية مع طلبات المواطنين والعمل على تحقيق ما يمكن تحقيقه منها بصورة عاجلة، ووضع برنامج واضح ومدروس لحل بقية المشكلات القائمة بوتيرة متصاعدة».
وأضاف «لا يسعنا إلا التضامن مع المواطنين في مطالبهم الحقة»، موضحاً أن «البصرة هي شريان العراق الاقتصادي، وﻻ يمكن أن يكون وضعها بالشكل الذي هي عليه» حالياً.
من جهة أخرى، طالب الشيخ سعد الشمري، وهو أحد شيوخ عشيرة شمر في محافظة صلاح الدين وسط العراق، بضرورة أن تسلح الحكومة رجال العشيرة للدفاع عن أنفسهم ولمنع عودة «داعش» لمناطقهم.
وقال الشمري لموقع «روسيا اليوم» إن «داعش يستهدف عشيرة شمر بشكل مستمر، لما قامت به من دور في الحرب ضده ورفضها تأييده أثناء سيطرته على مناطق واسعة من البلاد، لذا تحاول جيوبه الموجودة في صلاح الدين وأماكن أخرى، استهدافنا بشكل مستمر».
وأضاف «على الحكومة تسليحنا وتقديم الدعم العسكري لمناطقنا، من أجل أن نتعاون لمنع أي عودة أو أي حركة جديدة يريدها التنظيم، فعمليات الخطف التي قام بها أخيراً، يجب ألا تتكرر».
في سياق منفصل، أكدت وزارة الخارجية العراقية، أول من أمس، عدم صحة الأنباء في شأن إيقاف إصدار التأشيرات للإيرانيين.
وقال الناطق باسم الوزارة أحمد محجوب: «أصدرت الوزارة تعميماً لجميع بعثاتنا باستئناف إصدار التأشيرات للزوار بعد توقف ليومين لأسباب تتعلق بإجراءات فنية لنظام إلكتروني جديد (النافذة الموحدة)».
ولفت إلى أنه «سيتم اعتماد هذا النظام في وقت لاحق لحين استكمال جميع متطلباته الفنية والإدارية»، مشيراً إلى أنه «لا صحة لما يتم تداوله من تفسيرات وتأويلات من بعض وسائل الإعلام عن إيقاف إصدار التأشيرات للجنسيات الإيرانية أو اللبنانية أو غيرها».
وجاء الموقف العراقي بعد أن نشر عدد من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي أخباراً، أفادت فيها بأنه تم إيقاف منح سماح الدخول للإيرانيين حتى إشعار آخر.