تعتبر «العيدية» أحد أهم طقوس الاحتفال بعيد الفطر السعيد، فهي ذات أهمية وقيمة كبيرة خاصة بالنسبة إلى الأطفال الذين يتوقون للحصول عليها من عيد إلى عيد باعتبارها مصدراً للسعادة والبهجة وتعكس روح العيد. لكن مع أجواء الحظر الكلي في الكويت للعمل على الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، كيف ستكون لذة العيد هذا العام؟ وهل سيكون للأطفال نصيب من تلك العيادي خاصة مع الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه الكثيرون بسبب هذه الأزمة؟ وكيف ستكون أجواء الاحتفال هذا العام، وما هي جوانب اختلافها؟
كلها أسئلة طرحناها في استطلاع مع عدد من الفنانين الذين تقاربت أفكارهم نوعاً ما والتقت في الحفاظ على منح العيادي وأيضاً على الاحتفال بالعيد في المنزل.
في البداية، قال الفنان جاسم النبهان إن «العيدية هذا العام تختلف عن الأعوام السابقة بسبب الظروف التي تمر بها البلاد من وباء كورونا»، موضحاً أن العيدية سيحتفظ بها للأطفال وسيتم إعطاؤها لهم بعدما تتحسن الأوضاع.
وأعرب النبهان عن أمله في أن «تكون الأمور طيبة ونجتمع مرة أخرى في العيد المقبل (عيد الأضحى المبارك) ونعطي العيدية»، مشيراً إلى أنه سيقضي أيام عيد الفطر في البيت «حالي حال جميع الناس، وفي الواقع هذا ليس بأمر سيئ على الإطلاق، إذ من المهم أن نستعد للعطل والمناسبات السعيدة تماماً كما نستعد لإنجاز عمل مهم، حتى لا تفقد روعتها بالملل وبأوقات الفراغ الكثيرة، وقديماً قالوا: (من لا يحسن فن الراحة لا يحسن فن العمل)».
وعن التهاني والتبريكات بالعيد، قال النبهان «أنا لا أستخدم تطبيق (الواتس اب)، وبالتالي سيكون الأمر عن طريق الاتصال الهاتفي».
من جانبها، تحدثت الفنانة زهرة الخرجي، وقالت إنها قطعت وعداً لكل أطفال العائلة ممن اعتادت إعطاءهم العيدية في كل عام، بأنها ستخبئها لهم بسبب الظروف الحالية لحين الانتهاء من هذا الوباء، وعندما تلتقي سيحصلون عليها. وأوضحت «قصدي اليهال الصغار حيل، أما الكبار منهم ممن يمتلكون حساباً مصرفياً، فسوف أقوم بتحويل العيدية إليهم مباشرة، كما طلبت منهم جميعاً الدعاء لله أن يرحمنا ويخلصنا من هذا الوباء سريعاً».
وتابعت الخرجي أن «أجواء الاحتفال في العيد لن تختلف كثيراً، إذ ستبدأ بأداء صلاة العيد ثم تناول الإفطار، أما نقطة الاختلاف بالنسبة إليّ سوف تكون متمثلة بأسلوب التواصل، لأنه سيكون عن طريق اتصال الفيديو مع الجميع كباراً وصغاراً، لكن ما نقول إلا الحمد لله على كل حال».
وختمت الخرجي قائلة «في هذه الأيام السعيدة أيضاً، يجب ألا ننسى وجود عائلات كثيرة تفتقد أهاليها بسبب الحظر الكلي وأيضاً ظروف العمل، ومثال على ذلك والدتي التي تتواجد حالياً في تركيا عند خالاتي، وبالتالي لن أحظى بفرصة تقبيل رأسها وتهنئتها وجهاً لوجه، لكن (video call) سوف يخفف عليّ نوعاً ما، وتخيل أن عيديتها التي اعتدت أن أعطيها إياها منذ أن اشتغلت قد جهزتها لها من الآن في ظرف حتى أسلمها لها حينما تعود بالسلامة بإذن الله»، موضحة أن العيد الحقيقي والكبير والفرحة ستكون مع زوال هذا الوباء بشكل نهائي.
أما الفنانة ملاك الكويتية، فأكدت على التزامها مع بقية أفراد عائلتها طوال الفترة الماضية بالحظر مع عدم مخالطتهم لأي شخص، وأضافت أنها سوف تحرص على توزيع العيادي للأطفال، موضحة أن المبالغ المالية سوف توضع داخل أظرف معقمة من باب الحرص.
وأوضحت ملاك أن الاحتفال بطقوس العيد لن تختفي، بل ستتم داخل سور البيت عبر إقامة مجموعة من الفعاليات مثل المسابقات المتنوعة و«الكاريوكي» وغيرها، إلى جانب إشارتها بالقول إننا لم نفقد لذة العيد، وأن التواصل مع الأقارب والأهل لن ينقطع أبداً في ظل وجود التكنولوجيا التي قربت البعيد صوتاً وصورة بضغطة زر فقط «طول ما احنا بخير كل أيام الله عيد».
وختمت ملاك بالدعاء أن «يبعد الله هذا الوباء عن العالم كله وتعود حياتنا الطبيعية إلى سابق عهدها، وأن يحفظ الله الكويت ديرتنا الحبيبة من كل شر ومكروه، وبإذن الله أنها وستمرّ على خير وسلام».
من جهتها، قالت الفنانة هبة الدري إن «العيدية هذا العام مختلفة وستكون عن طريق إرسال «الآيبان» لاستلام العيدية.
وأوضحت الدري أن «أكبر عيدية هذا العام هي أن نعدي هذه الأزمة على خير ونرجع لحياتنا الطبيعية مرة أخرى»، مشيرة إلى أنها المرة الأولى التي تقضي العيد مع أولادها وزوجها وأمها، بما أنها منذ سنوات عديدة كانت تقضي العيد مع جمهورها عن طريق المسرحيات التي كانت تشارك بها في العيد.
وأضافت أن هذا العيد سيكون ناقصاً، بعد الأشياء التي تعودت عليها بالسابق، منها مقابلة جمهورها، مؤكدة أنها لن تبتعد عن جمهورها بالعيد وسوف تتواصل معهم عن طريق اللايف بحسابها بالإنستغرام، بالاضافة إلى التواصل مع الأهل والأصدقاء عن طريق الـ«Video Call».
أما الفنانة مي عبدالله، فقالت إنها تعتقد أن هذا العيد سيخلو من توزيع العيادي، لأنها لم تكن تقتصر على أولاد العائلة فقط. وبما أنها ملتزمة بالجلوس في البيت وملتزمة بقرار الحظر الكلي وعدم المخالطة، فما سيحصل هو أنه سيتم إسعاد أطفال العائلة فقط «راح نعطيهم العيدية» ونقيم بعضاً من أجواء الاحتفال داخل البيت مليئة بالفرحة والبهجة.
وأوضحت عبدالله في سياق الحديث «أن أجواء العيد هذا العام ستكون مختلفة جداً عن الأعوام السابقة، لهذا يجب على الأمهات ألا يظهروا الضيقة والحزن والقلق أمام الأطفال بسبب الوضع المعيشي الذي نمر به بسبب هذا الوباء (عسى ربي يرفعه عنا)، فالأطفال لا ذنب لهم ولن يستوعبوا حجم المعاناة التي نعيشها، لذلك لا بأس بقليل من البهجة في البيت واستخدام التكنولوجيا في التواصل مع بقية أفراد العائلة والأصدقاء (Video call)… يعني بالمختصر راح نحتفل عبر الإنترنت».
وختمت عبدالله بالقول إن «كل يوم سعيد نعيشه هو بالنسبة إليّ عيد، لكن ظروف الوقت الراهن أجبرتنا على أن نتأثر… ما نقول غير الحمدلله على كل شي، وادعو الله أن نعود قريباً إلى حياتنا الطبيعية».
بدورها، أكدت الفنانة هند البلوشي على أنها لن تلغي توزيع العيدية، وأضافت أن «الأطفال نعمة الله الكبرى وابتسامتهم أمل، ولأن براءتهم غير مشوبة، أبسط شي يفرح قلبهم وليس لهم ذنب بكل ما يجري وعقولهم لا تستوعب حجم القضية وعواقبها وما يترتب عليها، لذلك ليس هناك مانع أن يقتصر توزيع العيادي على من هم في المنزل من المقربين وهم أبنائي».
وأردفت البلوشي أن الاحتفال سيكون بنهاية الأزمة هو العيد الكبير، مؤكدة أن المعايدات ستكون هذا العام عن بعد باستخدام اتصالات الفيديو حتى لا تنقطع العادة في معايدة الآباء والأجداد والأهل والأصدقاء.
وأكملت البلوشي «كل شيء فقد لذته هذا العام إلا لذة صلة الرحم. وبالرغم من الصعوبة، فشعورنا بالخوف على من نحب قرب البعيد وكسر الحواجز وزاد التسامح وارتفع البغض وحلت الرحمة، فلذة العيد بالزيارات والمباركات ستستبدل هذا العام بما يواكب الظروف، لكن لا أعتقد سيفقد قيمته»، معتبرة أن عام 2020 سيسجله التاريخ.
من ناحيته، قال الفنان عبدالعزيز مندني إنه لن يكون هناك عيدية هذا العام، وذلك لأنه لا توجد في هذا العيد اجتماعات مع الأهل والأطفال، موضحاً أنه سيحتفظ ببعض العيادي للمقربين جداً وسيتم إعطاؤهم بعد انتهاء الحظر المفروض حالياً.
وأضاف مندني أن التهاني بعيد الفطر ستقتصر فقط على الرسائل النصية والاتصالات الهاتفية، موضحاً أنه سوف يفتقد لذة وحلاوة العيد مع الأصدقاء والأحبة والأهل، «كما لا يوجد شراء ملابس جديدة وصلاة العيد ستكون في المنزل وسنفتقد الإفطار والغداء مع الأهل و(اللمة)، ما سيفقدنا ذلك الإحساس بالعيد هذا العام».
وقالت الفنانة فاطمة الدمخي: «سأقضي هذا العيد مع الوالدة وأولادي، حيث سأصلي صلاة العيد مع أولادي في البيت التزاماً بالحظر، وبعدها سأقوم بإعداد فطور العيد المميز ومن ثم أوزع العيدية».
وأعربت الدمخي عن أملها في أن يكون العيد المقبل أفضل و«نرجع للتجمع مع الأهل والأصدقاء».
أما الفنانة إيمان جمال، فقالت إنها لن تقطع عادة إسعاد الأطفال كما اعتادت، لهذا سوف تحرص على توزيع العيادي هذا العام لكن بصورة مختلفة، كونها ستحاول إسعاد أكبر عدد من المحتاجين والأطفال الفقراء من خلال روابط التبرع للجمعيات الخيرية التي بدورها سوف تتكفل بإعطائها لمن يستحقها فعلاً، مؤكدة أن هذه الخطوة من شأنها أن تمنحها راحة كبيرة وطاقة إيجابية لا حدود لها.
وبسؤالها عن أجواء الاحتفال بالعيد هذا العام، أوضحت بالقول إنها لن تختلف تماماً عن السنوات الماضية، والسبب أنها اعتادت دائماً على قضائه في البيت، وبالتالي لن يكون هناك اختلاف بتاتاً مع استمرارية الحظر الكلي، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن «العيد هذا العام بالنسبة إليّ فقد لذته وحلاوته وبهجته وكل شيء جميل فيه، والسبب فقداني لوالدي وأخي قبل فترة قصيرة، وبالتالي مع فقدان الأحبة الذين كنت أسعد معهم وأقضي أجمل الأوقات، زال كل شيء ولم يعد له طعم بتاتاً».
وقال الملحن والفنان ناصر المانع إن «العيدية تعوض، ولكن صحة الإنسان لا تعوض، والأهم حالياً هو الالتزام بالبيت وبعد الانتهاء من هذا الفيروس سنعوض أطفالنا بالعيدية بما أنها من العادات والتقاليد القديمة»، موضحاً أن «أي إنسان يكون بخير، فهذا يعتبر في حد ذاته أفضل عيدية».
وأضاف المانع «حالياً نمتلك أحدث وسائل التكنولوجيا الحديثة التي عن طريقها أصبح التواصل أسهل، إذ من الممكن أن نتواصل عن طريق (الفيديو كول) مع الأهل والأصدقاء ونقدم لها التهاني والتبريكات بمناسبة عيد الفطر المبارك».
الراي