كونا – جدد الفلسطينيون تمسكهم بحقوقهم كاملة غير منقوصة في الفعاليات الشعبية التي نظموها أمس الاحد في الضفة الغربية وقطاع غزة إحياء للذكرى ال 74 للنكبة وتشريدهم من أراضيهم وقراهم ومدنهم التي دمر الاحتلال اكثر من 531 منها بالكامل.
ففي (رام الله) شارك الالاف في مسيرة انطلقت من أمام ضريح رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات باتجاه وسط المدينة حيث أقيم مهرجان مركزي رفع المشاركون خلاله اعلام فلسطين ورايات سوداء رسم عليها مفتاح العودة وخريطة فلسطين التاريخية فيما دوت صفارات الحداد مدة 74 ثانية بعدد سنوات نكبة الشعب الفلسطيني.
وتقدمت فرق الكشافة المسيرة ومن خلفها الاف الكبار والصغار من مختلف القرى والبلدات ومخيمات اللجوء في الضفة الغربية في رسالة موحدة ومتجددة بأن جرح النكبة ما زال مفتوحا وان النضال سيستمر الى حين عودتهم رغم بطش الاحتلال وجرائمه.
وفي تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) قال خيري حنون من بلدة (عنبتا) في طولكرم والذي يرتدي اللباس التقليدي الفلسطيني ويحمل (المفتاح) الذي يرمز الى العودة “جئت الى رام الله من اجل المشاركة في المسيرة والمهرجان لأقول ان الحق الفلسطيني لن يسقط وجرح النكبة لن يندمل الا بحصولنا على حقوقنا وعودتنا الى ارضنا”.
اما ليلى الفار البالغة من العمر (70 عاما) فقالت ل (كونا) انها من مدينة (اللد) في الداخل المحتل وتسكن في مدينة (قلقيلية) شمال الضفة الغربية وبالنسبة لها هذه محطة مؤقتة حتى العودة.
وذكرت الفار انها تحتفظ بقصص مؤلمة عن اللجوء ووعود بالعودة للقرية استمعت اليها من عائلتها وتوارثها الاجيال الجديدة.
من جانبها استذكرت رقية نزال من (قلقيلية) التي عاصرت النكبة وكان عمرها آنذاك ثمانية أعوام أفواج اللاجئين الذين وصلوا الى المدينة بعد تشريدهم من قبل العصابات الصهيونية مطالبة العالم بان ينظر لمعاناة الفلسطينيين ونكبتهم المستمرة طوال 74 عاما.
اما الطفل قصي صافي من مخيم (الجلزون) فقال انه يشارك في فعالية النكبة ليقول للعالم إن الفلسطيني يجب أن يعود الى أرضه.
من جانبه قال نائب رئيس حركة (فتح) محمود العالول ل (كونا) “إن الشعب الفلسطيني يعاني طوال تلك الاعوام من التشرد واللجوء والمعاناة والالم لكنه صامد على ارضه ويستمر في مقاومة الاحتلال وتقديم الشهداء والجرحى والأسرى”.
واكد العالول انه “مقابل هذا الثمن الباهظ لا يمكن ان نقبل الا بحريتنا واستقلالنا وحقوق شعبنا غير منقوصة”.
اما عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رئيس (دائرة شؤون اللاجئين) احمد أبو هولي فقال في كلمته “لن نقبل بالحلول المجتزأة لقضية اللاجئين ونعاهد أبناء شعبنا بأن حق العودة حق ثابت لا يسقط بالتقادم”.
وفي قطاع غزة نظمت القوى الوطنية والإسلامية مسيرة شعبية جابت شوارع المدينة وصولا الى مقر الأمم المتحدة لمناشدة القوى والهيئات الدولية لإنهاء مأساتهم التي استمرت على مدى هذه الاعوام الطويلة.
وحمل المشاركون عشرات اللافتات التي تنادي بحق العودة والمطالبة بتطبيق القرارات الأممية واخرى تؤكد صمودهم وعدم نسيان قراهم ومدنهم التي هجروا منها.
وفي السياق ذاته قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية محمود خلف ل (كونا) “إن أكثر من ستة ملايين لاجئ فلسطيني ينتظرون لحظة ممارسة حقهم في العودة الى أراضيهم وفقا للقرار الدولي (194) القاضي بحق عودتهم الى ديارهم التي هجروا منها”.
واشار خلف الى ان “المجتمع الدولي وعلى مدار 74 عاما لم يعمل على تطبيق قراراته التي اقرها على الأرض ويكيل بمكيالين فيما يخص القضية الفلسطينية” مشددا على ان “حق العودة لا يمكن ان يسقط بالتقادم وانه آن الاوان ان يكون الشعب الفلسطيني سيدا على ارضه ويمارس حقه في العودة ويعيش في ظل دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة”.
واكد ان “الشعب الفلسطيني سيبقى يناضل ويكافح على الأرض في مجابهة آلة القتل الإسرائيلية والاستيطان والعربدة حتى يفوز بدولة ذات سيادة عاصمتها القدس المحتلة”. وكانت اسرائيل قد شردت حوالي 800 الف فلسطيني من قراهم ومدنهم من اصل 1ر4 ملايين كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية.
وذكر (الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني) في بيان اليوم ان الاحتلال سيطر في النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية كما دمر 531 منها بالكامل وما تبقى تم اخضاعه الى كيان الاحتلال وقوانينه.
واشار البيان الى ترافق عملية التصفية العرقية مع اقتراف العصابات الصهيونية اكثر من 70 مجزرة ادت الى استشهاد ما يزيد على 15 الف فلسطيني كما شكلت عمليات الاعتقال الممنهجة للاحتلال أبزر السياسات التي اتبعها خلال النكبة.
من جانبه قال (نادي الأسير) في بيان إنه “رغم عدم توفر بيانات دقيقة حول أعداد الاسرى في حينه فأن التقديرات تشير الى أكثر من مليون فلسطيني واجهوا الاعتقال منذ سنوات الاحتلال”.