الفنانون على Tiktok.. هل الربح المادي أصبح الغاية من الشهرة؟

وسط تساؤلات غامضة ترافق ولوج أشهر فناني الوطن العربي لخاصية البث المباشر عبر منصة تيك توك، ورغم أن أعداد المقبلين لاقتحام خاصية اللايف تشهد إقبالاً يوماً بعد يوم، تثار الأسئلة حول ما إذا كان الربح المادي يقف وراء التوجه لهذه المنصة، أم لخلق حالة جماهيرية عربية أكثر امتداداً.

تيك توك منصة تقوم على إثارة الجدل

تيك توك ليست المنصة الأمثل حتى يصل الفنان لجماهيره

المدون عبر منصة تيك توك، ومالك صفحة “بيروت بليونير” أحمد عبلة، يرى أن “توجه المشاهير لخاصية بثوث تيك توك لا إشكال فيه، إلا أن الجماهيرية الواسعة للفنان تضع عليه عبء مضاعفاً عن غيره، باعتباره شخصية عامة قبل أن يكون مدوّناً”.
ويضيف عبلة لـ 24: “عند توجه الفنان لفتح خاصية لايف، المحافظة على صورته الجماهيرية، التي شكلها في أذهان محبيه”، معتبراً “إمكانية دخول الفنان لمنصة تيك توك، لا يشترط بثه لخاصية اللايف، إلا إذا كان المقصد منها مادياً”.

وائل شرف..ومنصة تيك توك

كان الممثل السوري وائل شرف، أحد المشاهير الذين اقتحموا تطبيق تيك توك من خلال لايفات يتحدث بها إلى جمهوره ومحبيه، ولم يتوقف هنا، بل نافس رواد المنصة بالدخول إلى التحديات والجولات وتطبيق الأحكام.


وعلى غراره، تقدم الممثل السوري يزن السيد، إلى هذه المنصة لإشهار خاصية اللايف برفقة عدد من النجوم السوريين، وبمنافسة رواد تيك توك من مختلف أنحاء الوطن العربي، في جولات تنافسية تنتهي بأحكام قاسية أو مخلّة بالذوق العام في بعض الأحيان.


وبإسدال الستار على أسماء أخرى، أدركها محبوها من خلال منصة تيك توك، تقوم ببث خاصية اللايف، كانت شمس الكويتية التي احتوت بثوثها أحاديث بينها وبين متابعيها، أو خوض جولات مع تيكتوكرز آخرين.

تيك توك يتغذى على الترند

من جهته، يتحدث الناقد الفني رامي عبدالرازق لـ 24 عن تأثير اقتحام الفنانين للمنصات الرقمية مثل تيك توك، قائلاً: “مسألة ولوج الفنان لمنصة تتغذى على التريند، ضارة لمسيرته من كل النواحي”.
ويستثني في حديثه الجزء التسويقي الذي تطلبه شركات الإنتاج من الفنان، معتبراً أن التوسع التسويقي للفنان مهم، لكنه لا يبرر التوجه الذي بات يتخذه الفنان من منصة تيك توك كمصدر دخل يستطيع من خلاله تحقيق الأرباح.

تيك توك ليس منصة آمنة للفنان

ويضيف عبدالرازق “كان الممثل يتصل بجمهوره من خلال المسلسلات والأفلام أو الألبومات الغنائية عبر التلفزيون أو السينما”، معتبراً أن صلة وصل الفنان بجمهوره أزلية، إلا أن تيك توك من وجهة نظره “ليس المنصة الأمثل، حتى يصل الفنان لجماهيره ويطل بها بأداء حقيقي يمثله”.


وبدا الحديث أكثر جدية عندما شدد عبدالرازق على أن “جميع الفنانين يتجهون لمنصة تيك توك لأغراض ربحية وتسويقية”، موضحاً أن “الفنان سيجد نفسه مضطراً لتطويع موهبته لطبيعة المنصة التي يود الانتشار من خلالها، والرضوخ لشروطها وآلية عملها”.


لذا يرى “أن كشف الفنان عن حياته، أو التمايل أو التعري” نتاج التنازلات التي يخضع إليها في منصة تقوم على إثارة الجدل.
وفي سرد الحالة المجتمعية التي يسلفها دخول الفنانين لمنصة تيك توك الجماهيرية، يستأنف عبدالرازق قائلاً: “الفنان سيخسر جمهوره الحقيقي، ولن يكسب مطلقاً جمهور التيك توك”.

التنازل لغايات الربح المادي

“الجماهير على تيك توك ترضخ لعدة معتقدات، مثل الرقص في الجولات أو المشاهد الماسخة لحصد جماهيرية أوسع، فلن يستطيع الفنان في بداية وجوده أن يتنازل لرغبات الجمهور، ولن يستطيع منافسة هذه الفئة، فيضطر أن يطوع أدواته لهم”، بحسب عبدالرازق.


يعزو عبدالرازق هذه الظاهرة إلى “أن الفنان ينظر إلى نفسه ككيان تجاري وليس كحالة فنية، معتبراً أن الغاية من شهرته، استغلال أكبر قدر ممكن من الربح، أياً كانت طبيعة المواد المقدمة للجماهير”.

غياب الرقابة المهنية عن تيك توك

الأكاديمي والخبير في مجال الإعلام والتنمية، طارق الناصر يشير إلى أنه “لا يمكن الجزم أن منصة تيك توك تلتزم بالأخلاقيات المهنية الإعلامية، لتكون بيئة آمنة لولوج المشاهير في وسائل الإعلام والفن إليها”.
ويضيف “التزام الشبكات الاجتماعية بالأخلاقيات أو القيم المهنية والمجتمعية، يعود إلى خبرة القائمين على إدارة الموقع بهذه القيم وبطبيعة الجماهير المقدمة إليه”، مؤكداً أن “معظم روادها أو نشطائها أفراد وهواة، وأغلب المحتوى المقدم، قائم على البعد الفردي وليس المؤسسي”.

“بالرغم من أن هذه الشبكة تمنح المشاهير والمؤسسات وصناع المحتوى الأصلي، ميزات تنافسية داخل الشبكة تسمح لهم بالوصول إلى جماهير أكبر وربما تحقيق أرباح أكثر، إلا أن الهدف من إقبال المشاهير على منصة تيك توك يعود إلى الوصول إلى جمهور أكبر، ومضاعفة شهرتهم في تحقيق أرباح إضافية” بحسب الناصر.
تترتب مسؤوليات أخلاقية ومهنية على القادم من خلفية حقيقية وفقاً للناصر “يجب أن يلتزم القادم من وسائل الإعلام التقليدية إلى العوالم الافتراضية، بعدم المساس بقيم المجتمع ومعتقداته”.

Exit mobile version