أكد الفنان القدير داود حسين ان الحجر المنزلي بالنسبة له أمر طبيعي ولا يتذمر منه ابدا، خصوصا انه «بيتوتي» بطبعه، ولا يخرج كثيرا في الأيام العادية، وقال: «انا ما اطلع وايد سواء بوجود كورونا او من غير كورونا»، ولا اذهب الى الدواوين او المولات او المقاهي الا ما ندر، لكن اخرج إذا ارتبطت بمسلسل، وبعد انتهاء أوردر التصوير أعود الى البيت.
وتابع بوحسين: الجلوس في المنزل بالنسبة لي هو استرخاء واسترجاع لطاقتي مرة ثانية، لافتا الى انه يستغل وقته في مشاهدة الأفلام وقراءة النصوص الدرامية، مشددا على انه لا يحب «الكآبة» ويعشق «الغشمرة» والفرح، مستدركا: الناس الآن مضغوطة بسبب الحجر ولابد ان يكون لديهم لحظات سعادة لهم ولأسرهم.
وعن الصداقات في الوسط الفني في الماضي مقارنة بالآن، والخلافات بين الفنانين، قال: اي مجال في الدنيا يوجد فيه خلافات، ولا يمكن ان نفصل الماضي عن الحاضر في الوسط الفني لأن الواقع واحد لكن الظروف تغيرت، ففي الماضي كانت هناك أيضا خلافات لكن لم تكن «السوشيال ميديا» موجودة، أما حاليا فكل شيء ينتشر بسرعة، بمعنى انه في السابق كان اي خلاف يظهر فقط بالتلفزيون أما الآن فينتشر بالتلفون، في النهاية نحن زملاء وإخوان واي خلاف بيننا ينصهر بمكالمة هاتفية، مستدركا: كل إنسان يتعامل بأخلاقياته وتربيته، ويجب على الفنان ان يكون ذكيا، ويقتدي بالفنانين الكبار، ويتعلم منهم طريقة التعامل مع الآخرين، وكيفية انخراطهم بحب ومودة مع الكل، فالموضوع ليس فقط تمثيلا لكن ايضا قيم ومبادئ حياتية.
وأردف: تعلمت الكثير في حياتي العملية والشخصية من الراحل عبدالحسين عبدالرضا، وكنت احترم وقوفي أمامه على المسرح لأنه جبل فني، فالفضل بعد الله سبحانه وتعالي في تحقيق حلمي بالتمثيل لهذا العملاق والذي لن أنسى دعمه وتشجيعه لي، مشيرا الى انه لم يكن يعترض أبدا على أي دور يسنده له أبوعدنان، مضيفا: كنت أقول في آخر أيامه رحمه الله: «أنا مستعد أبيع تذاكر في مسرح عبدالحسين عبدالرضا» تقديرا لهذا الهرم الكبير وتاريخه الطويل الزاخر بالأعمال الفنية الخالدة.
وبسؤاله عن سبب هجرانه للمسرح، رد بوحسين في لقاء مع الإعلامي بركات الوقيان ببرنامج «قول وأنا اقول» على صفحة «انستاشعر» بـ «انستغرام»: لأنني أحتاج معي الى فريق فنانين يكون كبيرا ومتجانسا، و«يد واحدة لا تصفق»، لذلك انا كسول في هذه المسالة، وللعلم «استانس» عندما أشاهد مسرحا يقدم أعمالا ناجحة، مثل مسرح أخوي حسن البلام وفريقه، وأخوي طارق العلي وفريقه، وغيرهما من الفنانين الذين كونوا فرقا مسرحية متميزة، «والله يقدرنا ونسعد الجمهور».
وتحدث عن اتجاهه الفترة الأخيرة للمسلسلات التراجيدية اكثر من الكوميديا، قائلا: هي مساحات للفنان، وأنا طوال عمري أقدم في أعمالي «كراكترات» وأقلد، حتى عرضت علي الفنانة القديرة سعاد عبدالله والكاتب د.حمد الرومي والمخرج منير الزغبي المشاركة في «عبرة شارع» ووجدتها فرصة، خصوصا انني أعجبت بالنص والدور، فتحديت نفسي، وبالفعل حصلت عنه على جائزة «احسن ممثل»، ومن بعده جاء «موضي قطعة من ذهب» وحصد نجاحا باهرا، وهذه السنة كنت أتمنى تقديم دور كوميدي لكنني لم أجد النص المناسب، وعندما عرض علي «في ذاكرة الظل» وجدت في الشخصية مساحة كبيرة من السوداوية والشر، والحمد لله العمل حاز إعجاب المشاهدين، مستطردا: يسعدني جدا عندما يقول لي الجمهور «خليتنا نكرهك في المسلسل» لأن هذا دليل نجاح وانني أديت دوري كما يجب ان يكون.
أما عن تقديم البرامج التلفزيونية، وسبب الاستعانة به، فقال الفنان القدير داود حسين: تم استقطابي لتقديم البرامج بسبب جماهيريتي، بالاضافة الى انني كممثل كوميدي استطيع ان اكون اكثر مرونة في إدارة الحوار، مردفا: «طالما عندي مقدرة ان أقدم برامج فلابد ان أظهرها.. ليش أخبيها؟»، لافتا الى انه قدم برامج كثيرة ناجحة في الكويت والخليج، مؤكدا انه لا يحب تقديم البرامج السياسية، ولكن اذا جاءه برنامج منوعات فيه افكار جديدة فسيقبل به.