رغم سعي صنّاعه لخلق أبطال في الفيلم الذي يدور حول قضية تحرش الرئيس التنفيذي لشركة فوكس روجر أيلس بموظفات شركته، لكن لا يوجد أبطال في فيلم Bombshell (القنبلة).
الفيلم يضم طاقم عمل استثنائيا، إذ تلعب نيكول كيدمان دور جريتشن كارلسون، وتلعب تشارليز ثيرون دور المذيعة ميجان كيلي، فيما تلعب الأسترالية مارجو روبي دور كايلا بوسبيسيل.
نساء فيلم “القنبلة” جميلات بنفس درجة صلابتهن، ورغم ذلك كن عاملا مساعدا في ترسيخ ثقافة كراهية النساء التي يحتَججن عليها حاليا.
الكاتبة جيل فيليبوفيتش، ترصد في مقال رأي نشرته على شبكة “سي إن إن” الأمريكية، تأثير فيلم مثل “القنبلة” على وضع النساء في أمريكا والعالم.
وترى الكاتبة أن الفيلم لا يحاول أن يجمل الحقيقة القبيحة، إذ يرصد أزمة تحرش روجر أيلس بمساعدته “كايلا” بوضوح، ولا يحاول تلميع شخصية رئيس شركة “فوكس”، وفي الوقت ذاته يصدم المشاهد بطبيعة العلاقة بين السلطة والابتزاز الجسدي والإهانة في كثير من الأحيان.
ونوهت الكاتبة بأن كثرة القراءة عن التحرش الجسدي أفقدته تأثيره، أما رؤيته مجسدا على الشاشة يمثل تذكرة ضرورية بتأثير “أيلس” وغيره من المتحرشين على حياة النساء، ويرجع الفضل هنا لأداء الممثلات الممتاز لشخصياتهن في الفيلم.
يحاول “القنبلة” تسليط الضوء على مشكلة التمييز والتحرش بالنساء بشكل عام، وتوضيح أن التمييز الجنسي -وإن كان غير مرتبط بمجتمعات بعينها- تكون احتمالية انتشاره وشيوعه في المجتمعات الذكورية أكبر، كونهم لا يخشون التصريح بانحيازهم، وشركة “فوكس” أكبر مثال.
ومن هنا جاءت صعوبة جعل المشاهدين يتعاطفون مع بطلات الفيلم، لأنهن كن سعداء في البداية بالعمل تحت قيادة شخصية كارهة للنساء، تحقر من شأنهن وتؤمن بأن الشركة قائمة على مجموعة من الشقراوات بتنانير قصيرة.
نجاح صناع فيلم “القنبلة” في تحدي كسب تعاطف الناس كان أمرا محيرا، خاصةً مع علم المشاهدين أن هؤلاء النساء بنين مسيرتهن المهنية في مكان مثل فوكس نيوز عن اقتناع ورضا تام.
وأوضحت الكاتبة أنه رغم تركيز صناع الفيلم على معاناة نساء شركة “فوكس نيوز” مع التمييز الجنسي، فإنهن لم يظهرن بأجنحة ملائكة، إذ أظهر صناع الفيلم طموحهن وجشعهن، اللذين كانا السبب في غضهن الطرف عن كثير من انتهاكات الشركة ورئيسها.
يقدم فيلم “القنبلة” النساء بصورة معقدة، بصفتهن بطلات العمل، وشريرات ثانويات أيضا، في حين يلعب الممثل جون ليثجو دور “أيلس”، الرئيس الذي لا يرحم ولا يخشى عواقب أفعاله، إلى أن يجني ثمرة ما يستحقه في النهاية.
وترى الكاتبة أن مشكلة شركة فوكس لم تكن في رجل واحد سيئ، وإنما في فساد الشركة بأكملها، وأغلب الظن أن فيلم “القنبلة” لن يقنع محبي شبكة فوكس نيوز المخضرمين بمدى سوئها، أو يحمل بطلات العمل كامل المسؤولية على أفعال “أيلس” كل هذه الأعوام، لكنه بكل تأكيد يقدم صورة حقيقية معقدة لما حدث في شبكة “فوكس”، بدلا من الصورة السطحية المتمحورة حول رجل منحرف وضحايا شقراوات، وهو ما يمثل تطورا عن القناعة القديمة بأن التحرش الجنسي مسألة سوء فهم!