أكدت الكاتبة نوف المضف في حوارها لـ «الأنباء» أن طموحها ليس له نهاية، وأنها مستمتعة برحلتها، واعتبرت أن السينما هي حلم من أحلامها، ورأت أن الجرأة تكون جرأة الطرح والقدرة على ملامسة الجرح ومعالجته.
المضف تحدثت عن نجاح عملها «جنة هلي» الذي عرض في الموسم الرمضاني الماضي، وعن علاقتها المتميزة بالقديرة سعاد عبدالله، وتحدثت كذلك عن محاور أخرى وفيما يلي التفاصيل:
كيف وجدت النجاح الذي حققه مسلسل «جنة هلي»؟ وهل شعرت بالرضا؟
٭ الحمد لله كانت ردة الفعل جيدة جدا وهذا ما استشعرته من خلال المكالمات والرسائل التي وصلتني ومن التعليقات التي تصلني أيضا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
مسلسل «جنة هلي» استغرقت كتابتك له عاما ونصف العام بسبب المرحلة البحثية، فما مدى اهميتها؟
٭ نعم صحيح، ومرحلة البحث جدا مهمة قبل وأثناء كتابة النص، وأعتبر عملية البحث من طقوس الكتابة عندي وهذا ليس بالأمر الجديد بل أتبعه منذ دخولي إلى المجال لأهميته وللعمق الذي يضيفه على النص.
«جنة هلي» طرح الحياة المعاصرة عبر قصة عائلة «عمران وأديبة»، فكيف خلقت التوازن في طرح القضايا وحسب الشخصيات وخلفياتها؟
٭ التوازن يأتي من عمق الشخصية وأبعادها فكلما عرفت شخصياتك أكثر عبرت عنها وعن همومها بشكل أفضل.
قالب الأسرة الممتدة ألا ترين أنه طرح بكثرة في الدراما الخليجية؟
٭ الأجواء العائلية محببة لدى المشاهدين وتنوع الشخصيات في العائلة يعطيك مجالا للتنوع في طرح القضايا، فلا مانع من تكرارها إذا كانت هناك قضايا وخطوط متميزة وجديدة وليست مكررة، وأحيانا تتميز القصة أو العمل بأسلوب الطرح عندما يكون مختلفا.
طرحت العديد من القضايا في «جنة هلي» ومن زوايا مميزة فماذا عن «الانتحار» الذي كان أحد أبرز أحداث الحلقات الأولى؟
٭ الانتحار هو أقصى حالات اليأس والاكتئاب، لذلك فضلنا أن تبدأ الشخصية من تلك النقطة أي من قاع المعاناة لتتصاعد الحالة وتمر بتحديات كثيرة تجعلها تعيد التفكير في حياتها وتعطي الأمل بالحياة.
كم الشخصيات الذي قدمتيه في هذا المسلسل ادى لإثراء الأحداث أم جعل المتفرج مشتتا؟
٭ لو لم تكن كل شخصية مهمة لما استمرت لآخر الحلقات، فكل الشخصيات استفزتني لأروي قصتها.
تقديم هذا الكم الهائل من الشخصيات في العمل كان مفيدا لك ككاتبة؟
٭ يعتبر تحديا بالنسبة لي والشخصيات الكثيرة تحتاج إلى وقت وجهد أكبر، وهو أمر مرهق نفسيا أثناء الكتابة ولكنه متعة بالوقت ذاته.
هل هناك جزء ثان لـ «جنة هلي»؟
٭ لا أظن ذلك.
«جنة هلي» هو التعاون الخامس مع الفنانة الكبيرة سعاد عبدالله؟
٭ والله يطول الكلام عن الأستاذة سعاد عبدالله (أم طلال) وشهادتي فيها مجروحة، فعلاقتنا قديمة جدا من سنة 1999 عندما شاركت في حينها بكتابة حلقة من مسلسل «أبناء الغد» وكنت وقتها في بدايتي، ولله الحمد منذ ذلك الحين حتى يومنا هذا لم تنقطع علاقتنا وأحرص على اخذ نصائحها في أعمالي وحياتي وفي كل شيء تقريبا، والتعامل معها ممتع والله يعطيها الصحة والعافية فهي مدرسة وتحترم الجميع وتدعمه وتشجعه وحنونه مع الجميع، فـ«أم طلال» نور اللوكيشن وتعطي روحا حلوة في كل مكان تكون موجودة فيه، وتهتم بأن تستمع للجميع فطاقتها إيجابية والعمل معها من أحلى فرص الحياة.
الثقة الكبيرة التي بينك وبين القديرة سعاد عبدالله تجعلك محسوبة عليها بشكل كبير؟
٭ أتشرف بثقة استاذتي سعاد عبدالله، واحب العمل معها وبالنهاية النص هو من يفرض أبطاله دائما.
هل مازالت فكرة تقديم الجزء الثالث من مسلسل «نوايا» قائمة؟
vلا أعتقد، لأننا نطمح لتقديم أعمال جديدة.
كيف وجدت الموسم الدرامي الرمضاني؟
٭ جيد جدا وتنوعت الأعمال فيه بين الأعمال الدرامية والتراثية التي لابد من الاشادة بها وبجهود فريق العمل.
الدراما واجهت صعوبات بسبب تداعيات «كوفيد ـ 19» العالمية فكيف ترين تبعات هذه الجائحة؟
٭ التأثير كان على جميع المجالات فمن الطبيعي أن تؤثر على الدراما بشكل من الأشكال، فما ينعكس على العالم بشكل عام لابد وأن ينعكس على الدراما.
من الآثار المتوقعة للجائحة على الدراما هو انخفاض في ميزانيات الأعمال وأعداد الأعمال التي تنتج؟
٭ هو أمر محزن، ولكنه وباء يجتاح العالم وتلك تبعاته والتي ستنتهى في يوما من الأيام بإذن الله، ونتمنى أن يشفى العالم منها ومن آثارها ونتمنى لصناعة الدراما التقدم والتميز دائما.
التوجه إلى المنصات الالكترونية تجدينه متنفسا لكم كصناع دراما ام التواجد على بعضها يتطلب اتباع أجندات معينة؟
٭ لا أعلم، لأنني لم أخض هذه التجربة، ولكن التنوع بالعمل أمر مطلوب والمنصات الالكترونية مشاهدة بشكل كبير ولها مكانتها وقدمت أعمالا مميزة تابعتها شخصيا، والجرأة بالطرح بنظري هي بالقدرة على ملامسة الجرح ومعالجته.
برأيك لماذا يقبل المشاهدون وخاصة الشباب على متابعة الأعمال الأجنبية التي لاتزيد عن 15حلقة في حين يعزفون عن متابعتها عندما تقدم في عالمنا العربي؟
٭ لأن تلك الأعمال متميزة من ناحية الانتاج والاخراج والنص والتمثيل، وهي أعمال تشد فعلا ومختلفة من جميع النواحي، فهي متعة بصرية وحسية.
الكاتبات في الخليج عموما وكذلك في الكويت توجه إليهن تهمة مناصرة قضايا المرأة في أعمالهن؟
٭ إذا تحدثت عن نفسي فما يهمني ويستفزني القضية ذاتها سواء كانت قضايا تهم المرأة أو الأسرة بكاملها.
بدايتك كانت في عمل «أبناء الغد» عام 1999 فهل ترين انك اخذت المكانة التي تستحقينها؟
٭ طموحي ليس له نهاية، فأنا مستمتعة برحلتي ودائما أسعى لمزيد من الإبداع، واقيس كل شيء بمدى رضائي عن نفسي وعن عملي.
أين أنت من السينما؟
٭ السينما حلم من أحلامي.
وماذا عن المسرح؟
٭ لدي نص مسرحي غنائي للأطفال «يتيم» كتبت منه فصلا واحدا ولم اكمله منذ سنوات.
ما تحضيراتك للفترة القادمة؟
٭ مازالت في مرحلة البحث ومتأنية جدا في خطواتي القادمة.
تعرفين نفسك عبر منصاتك على التواصل الاجتماعي ككاتبة وانك تميلين للدراما؟
٭ نعم، فالدراما هي المجال الذي اجد فيه نفسي.
ماذا غيرت فيك الجائحة العالمية على صعيد فني وشخصي؟
٭ لم تنته الجائحة إلى الآن لذلك لا يمكن أن أحكم على الصعيد الفني، ولكن على الشخصي اعتبرها من التجارب المهمة في حياتي، وحدث غيّر نظرتي إلى بعض الأمور واعتبره من ضمن الأحداث العالمية والمحلية التي عشتها ومرت على شريط حياتي منذ الطفولة.