قال الكاتب عبدالوهاب سليمان حديثه إنه ظهر على مستوى العالم على مدار التاريخ الكثير من القصص حول الجاسوسية، والتي تميزت بطابع الغموض والإثارة، وقدر كبير من التشويق والصراع.
كان ذلك خلال محاضرة أقامتها منصة “تكوين” للكتابة الإبداعية أونلاين على صفحتها بانستغرام بعنوان “التجسس على الكلمات: علاقة المخابرات بالأدباء”.
وذكر سليمان أنه سيوضح العلاقة بين جهاز المخابرات بالأدب والأدباء والثقافة، وطرح تساؤلا: هل الأدب يعد سلاحا من أسلحة المخابرات؟، وأعطى نبذة عن بداية أجهزة المخابرات، مشيرا إلى أنها بدأت ظهورها منذ العصر الفرعوني، واستدل في حديثه بكتاب “تاريخ المخابرات من الفراعنة حتى وكالة الأمن القومي الأميركية” للمؤرخ الألماني وولفغانغ كريغر، لافتا إلى أنه مع تطور أجهزة المخابرات في الوقت الحالي اتجه إلى ترويج وجهات النظر، وفكر معين، وتكريس أسماء معينة تخدم وجهات نظر هذه الأجهزة.
أما عن طبيعية علاقة أجهزة المخابرات بالثقافة، فقال عبدالوهاب: “برزت أكثر بعد الحرب العالمية الثانية، وتحديدا مع بداية الحرب الباردة عام 1947، نجد أن أكثر النماذج لتلك العلاقة في هذه الفترة على وجه الخصوص، وأن الاشتغال على الثقافة والأدب قد أخذ شقين رئيسيين هما: دعم وترويج منتج ثقافي، والتعامل مع المبدع أو المثقف نفسه، والذي يندرج منه عدة فروع، فهناك أكثر من حالة تعاملت فيها أجهزة المخابرات مع المبدعين”.
بعض الكتاب
وثم انتقل عبدالوهاب في حديثه إلى إعطاء أمثلة ونماذج لبعض الكتاب الذين انخرطوا في العمل الجاسوسي، ومنهم على سبيل المثال الروائي والكاتب المسرحي سومرست موم، الذي عمل جاسوساً للمخابرات البريطانية أثناء الحرب العالمية الأولى، وكتب روايته المشهورة “كنت جاسوسا”، والتي حققت مبيعات هائلة.
أما الروائي البريطاني غراهام غرين، التي أدت رحلاته إلى تجنيده في جهاز الاستخبارات البريطاني على يد أخته إليزابيث، التي عملت في الوكالة، فصدر له 25 رواية أشهرها “الأميركي الهادئ”.
وأضاف أن الكاتب الشهير جورج أورويل وُضع تحت رقابة عملاء المخابرات البريطانية أكثر من 10 سنوات، للشك في ميوله واتجاهاته السياسية، وأورويل معروف بأعماله الأدبية مثل “1984”، و”مزرعة الحيوانات”، وتعاون لاحقاً مع أجهزة المخابرات، وتم تحويل رواياته إلى أفلام كرتون وسينمائية.
وتطرق عبدالوهاب إلى مؤلف ومبتكر شخصية الجاسوس البريطاني جيمس بوند، وهو إيان فليمينغ، الذي استخدم خبرته في الجاسوسية في كتابة شخصية جيمس بوند، التي ذاعت شهرتها في عالم الرواية، ومن بعدها في أفلام التجسس.
وذكر أن رواية “دكتور زيفاغو” استغلتها المخابرات الأميركية لضرب الاتحاد السوفياتي، حيث حظرت الحكومة السوفياتية الرواية، ولكن بعد نشرها غضبت موسكو وشعرت بالحرج من النجاح الذي حققته.