الرياض- هاشتاقات الكويت:
يرى الكاتب السعودي محمد الأحيدب، أنه مهما كان سبب هروب الفتاة السعودية رهف القنون من أسرتها، كان من الممكن تفادي الأمر في حال وجود برنامج أمان أسري جاد يقوم عليه متخصصين اجتماعيا أو نفسيا.
وقال الأحيدب في مقاله لصحيفة “عكاظ” السعودية: “هروب رهف والاستقبال الحافل الذي وجدته من رئيس وزراء كندا واحتفاء بعض الإعلام الغربي، كان يمثل لنا خدمة وطنية كبيرة ما كانت لتتحقق لو لم تهرب رهف”.
وتابع “لقد جاءت قضية رهف بعد حادثة وفاة الزميل جمال خاشقجي مباشرة لتثبت أن الاهتمام الغربي إعلاميا بقضية خاشقجي لم يكن الهدف منه الانتصار لصحفي فُقد ثم اتضح أنه توفي، بل أن ذلك الاهتمام البالغ والمبالغ فيه سببه الوحيد أن جمال خاشقجي سعودي”.
وأضاف: “وكان كل منصف أو حتى معتدل في تناوله للقضية يذكر شعوب العالم أن صحفيين كثرا قتلوا أو خطفوا أو فقدوا ولم تحدث ذات الضجة، بل أن تركيا شهدت اغتيال السفير الروسي أندري كارلوف في مسرح معرض فنون أنقرة على الهواء مباشرة وأمام أعين الجميع دون حماية تذكر ولم يحدث ما حدث مع قضية جمال خاشقجي”.
وأوضح الأحيدب، أن التفاعل المبالغ فيه مع رهف جاء لينبه العالم أن التفاعل مع خاشقجي كان لذات المغزى المشترك “حقدا على السعودية لا حبا لإنسانية رهف أو جمال”.
وأضاف “بدليل أن قضية رهف عادية عابرة، ومشكلة خلاف أسري، يمكن أن تمر دون إثارتها إعلاميا ودون أن تلفت انتباها أو تحرك في الإعلام الغربي ساكنا أو تحرك في الحكومة الكندية شعرة لو لم تحدث في السعودية وأن كون السعودية طرفا هو العنصر المهم، وهذا ما أدركته الشعوب بسرعة”.
وأكمل “الشعوب الواعية لا تمر عليها التناقضات والازدواجية دون توقف وانتقاد، فهذه مشردة كندية انتشر لها مقطع في (اليوتيوب) تنتقد فيه مواقف رئيس الوزراء المتناقضة المتمثلة في موقفها مع رهف وموقف حكومتها من المشردين داخل كندا، ثم خرجت أصوات تذكر أن الكنديين الأصليين يعانون مع حكومة رئيس الوزراء أكثر من معاناة رهف مع أسرتها”.
وفرت رهف القنون من أسرتها وتحصنت داخل غرفة في فندق بمطار بانكوك الدولي لتجنب ترحيل السلطات التايلاندية لها، ثم سمحت لها السلطات بمغادرة المطار بعد محادثات مع وكالة الأمم المتحدة للاجئين.
ووصلت رهف محمد القنون صاحبة الـ18 عاما إلى بانكوك، يوم السبت الخامس من يناير/كانون الثاني، قادمة من الكويت وقالت إنها تخشى أن تقتلها أسرتها إذا أجبرت على العودة لبلادها.