«تخيل أنك اخترت البقاء في مستشفى تحت القصف اليومي.. تخيل أنك قررت المخاطرة بحياتك لإنقاذ حياة الآخرين.. تخيل وجود هذا النوع من الشجاعة، والقيام بذلك يوماً بعد يوم لمدة خمس سنوات… وتخيل قيام طبيبة بذلك في المجتمع السوري الأبوي التقليدي.. هذا هو بالضبط ما فعلته طبيبة الأطفال الدكتورة أماني بلور»، بتلك العبارات تحدث المخرج السوري الذي لجأ إلى الدنمارك فراس فياض إلى «هوليوود لايف» عن قصة فيلمه «الكهف»، الذي أنتجته «ناشونال جيوغرافيك»، وكان مرشحاً للأوسكار.
كان فياض يصور في مستشفى آخر في سوريا. وقد وظّف مصورين في عدد من المستشفيات «السرية». وعندما وصلت إليه لقطات للدكتورة أماني التي كانت تدير مستشفى الغوطة المحاصر، وجه طاقم التصوير لمتابعة الطبيبة الشابة التي رفضت الزواج في سن مبكرة، وكرّست حياتها لعملها.
يقول: «لم تكن تنقذ حياة الأطفال فحسب، بل كانت تتحدث مع الفتيات الصغيرات. تشجعهن بالقول: يجب ألا تكوني عادية، يجب أن يكون لك دور مهم». تمكنت كاميرات فياض من نقل شجاعة الدكتورة أماني الهادئة وإنسانيتها بشكل مؤثر وهي تغرس الأمل في نفوس مرضاها.
براءة الأطفال مؤلمة للمشاهد. وجوه وأصوات حلوة وجميلة لأطفال يكبرون تحت القصف، أكثرهم تحت الأرض. واصلت د. أماني والأطباء والجراحون والممرضات وعمال الطوارئ والحراس تفانيهم في أماكن عملهم الخانقة، التي تفتقر إلى الأدوية والإمدادات الطبية والغذاء.
وحين اشتد القصف، وأصبح الوضع غير محتمل، أُجبر الجميع على المغادرة. ولجأت د. أماني إلى تركيا، حيث لا يُسمح لها بممارسة الطب هناك. لا يُسمح لها بفعل شيء.. «الأمر صعب عليها عاطفياً وعقلياً» يقول فياض آملاً قبول إحدى الدول لجوء د. أماني إليها.
المصدر: القبس الإلكتروني