يلعب نوع الكولاجين الثاني عشر دورًا رئيسيًا في تنظيم مصفوفة الورم، وفقًا لدراسة جديدة من معهد «غارفان» للأبحاث الطبية.
فقد اكتشف فريق من العلماء بقيادة البروفيسور المساعد توماس كوكس رئيس مختبر المصفوفة والنقائل، أن المستويات العالية من الكولاجين XII يمكن أن تحفز خلايا سرطان الثدي للانتشار من الورم إلى أجزاء أخرى من الجسم؛ وهي عملية تعرف باسم ورم خبيث، وذلك حسبما نشر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص، نقلا عن دراسة جديدة نشرت بمجلة «نيتشر كوميونيكيشنز» العلمية.
ووفق الموقع، فان البيئة الدقيقة للورم هي النظام البيئي الذي يحيط بالورم (أحد مكوناته هو المصفوفة خارج الخلية). إذ تتفاعل الخلايا السرطانية باستمرار مع البيئة المكروية للورم، ما يؤثر على كيفية نمو الورم. فيما يعتبر الكولاجين جزءًا مهمًا من هذه البيئة الدقيقة للورم. لكن لم يتم فهم كيفية تأثيره على الأورام.
وفي هذا الاطار، لا يزال هناك الكثير مما لا نعرفه عن دور المصفوفة خارج الخلية في الورم الخبيث.
وتظهر الدراسة الجديدة «أن الكولاجين XII يلعب دورًا مهمًا في تطور سرطان الثدي والورم الخبيث»، وفق ما يقول كبير مؤلفي الدراسة البروفيسور توماس كوكس؛ الذي يوضح قائلا «تخيل الخلايا السرطانية كبذور، وأن البيئة الدقيقة للورم هي التربة. ومن خلال دراسة التربة (المصفوفة خارج الخلية) يمكننا البدء في فهم ما يجعل بعض الأورام أكثر عدوانية من غيرها. وبالتالي، نبدأ في تطوير طرق جديدة لعلاج السرطان».
ويعتقد البحث الجديد أن قياس مستوى الكولاجين XII في خزعة الورم لدى المريض يمكن أن يستخدم كأداة فحص إضافية لتحديد سرطانات الثدي العدوانية مع معدلات أعلى من ورم خبيث، كما هو الحال في النوع السلبي الثلاثي من سرطان الثدي.
وعلاوة على ذلك، قد يكون الكولاجين XII هدفًا محتملاً للعلاجات المستقبلية.
جدير بالذكر، التلوين هو تمثيل مرئي لكيفية تنظيم ألياف الكولاجين في مصفوفة صحية ومصفوفة ورمية؛ إذ تؤدي زيادة الكولاجين XII إلى إنتاج ألياف كولاجين أكثر سمكًا وتماسكًا؛ حيث يعمل الكولاجين XII على تغيير بيئة الورم لمساعدة الخلايا السرطانية على غزو المصفوفة خارج الخلية.
و«المصفوفة» عبارة عن شبكة ثلاثية الأبعاد تتكون من حوالى 300-400 جزيء أساسي، بما في ذلك العديد من بروتينات الكولاجين.
وتوفر هذه المصفوفة الدعم الهيكلي والوظيفي للخلايا والأنسجة في جميع أجزاء الجسم.
وفي الدراسة الجديدة، صنف الباحثون كيف تتغير مصفوفة الورم بمرور الوقت؛ إذ قاموا بإنشاء قاعدة بيانات شاملة لهذه التغييرات؛ والتي تمت إتاحتها مجانًا للباحثين.
وقد ركز الفريق على الكولاجين XII، وهو واحد من 28 نوعًا من الكولاجين في الجسم.
ويلعب كولاجينXII دورًا مهمًا في تنظيم الكولاجين الآخر ويمكن أن يكون له تأثيرات عميقة على البنية ثلاثية الأبعاد للمصفوفة خارج الخلية.
كما درس الباحثون الأورام في نماذج الفئران من المراحل الأولى قبل السريرية للسرطان وصولاً إلى الأورام في المراحل المتأخرة، ووجدوا أنه مع تطور الأورام تغيرت العديد من جزيئات المصفوفة. والأهم من ذلك أن مستوى الكولاجين XII قد زاد أيضًا.
وفي ذلك يقول المؤلف الأول للدراسة مايكل بابانيكولاو العامل بمعهد «غارفان» «يبدو أن الكولاجين XII يغير خصائص الورم ويجعله أكثر عدوانية… إنه يغير كيفية تنظيم الكولاجين لدعم الخلايا السرطانية التي تهرب من الورم وتنتقل إلى مواقع أخرى مثل الرئتين».
واستخدم فريق الدراسة بعد ذلك الهندسة الوراثية لمعالجة إنتاج الكولاجين XII ونظر في تأثيرات ورم خبيث على الأعضاء الأخرى. ووجد أنه مع زيادة مستويات الكولاجين XII زادت أيضًا النقائل. فيما تم تأكيد هذه النتائج بعد ذلك بخزعات الورم البشري؛ التي أظهرت أن المستويات العالية من الكولاجين الثاني عشر ترتبط بارتفاع ورم خبيث ومعدلات بقاء عامة أقل.
ووفق فريق الدراسة، ستركز الأبحاث الإضافية على دراسة المزيد من العينات البشرية والتحقيق في المسارات العلاجية المحتملة.