(كونا) — أكد مساعد وزير الخارجية الكويتي لشؤون المنظمات الدولية عبدالعزيز الجارالله اليوم الاثنين إيمان الكويت وسعيها لتخفيف وطأة الإنسان على البيئة سواء أثناء الحروب والنزاعات أو أوقات السلم داعيا المجتمع الدولي إلى إدانة ومحاسبة أي جهة تخل بالمواثيق الدولية في الحفاظ على البيئة واستدامتها.
جاء ذلك في كلمة ألقاها ممثلا عن وزير الخارجية الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح برعاية فعالية بمناسبة اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والنزاعات العسكري بعنوان (تداعيات الألغام على البيئة) والتي نظمتها الجمعية الكويتية لحماية البيئة ومؤسسة البترول الكويتية متمثلة بشركة نفط الكويت وبمشاركة وزارة الدفاع والحرس الوطني.
وقال الجارالله ان للكويت دورا محوريا في الاحتفاء بهذه المناسبة التي تأتي تزامنا مع ذكرى ال32 لإطفاء آخر بئر نفط من آثار الغزو العراقي الغاشم على الكويت ضمن أجندة منظمة الأمم المتحدة عام 2001 وإيمانا منها بأهمية البيئة واستدامتها من أجل خير البشرية ونشر السلام.
وأضاف ان الكويت شهدت استخدام البيئة كوسيلة حرب بعد ان أشعلت قوات النظام العراقي السابق النار بأكثر من 730 بئرا نفطيا كويتيا أثناء نزوحها من أرض الكويت عام 1991 ملحقة بالضرر العميق في بيئات الكويت البحرية والبرية ونفخت بالمحروقات السامة لأكثر من 2000 كيلومتر حولها إذ تعد من أكثر الجرائم البيئية بشاعة وتأثيرا في وقتنا المعاصر.
وبدورها قالت رئيسة مجلس ادارة جمعية “حماية البيئة” الدكتورة وجدان العقاب في كلمة مماثلة ان فعالية هذا العام تأتي للاستفادة من التجربة الكويتية وتتسق مع مجريات الأحداث التي تشهدها المنطقة بما تتعرض له الأراضي الفلسطينية المحتلة وبخاصة قطاع غزة الذي “يلاقي أهوال الإبادة الجماعية والقهر والتهجير وغيره من الجرائم الانسانية”.
وأكدت العقاب ضرورة توجيه تهمه الإبادة البيئية من قبل المحاكم الدولية للاحتلال الاسرائيلي على جرائمه في استهداف المنشآت الصناعية التي تلوث إمدادات المياه الجوفية والممرات الهوائية إضافة إلى القصف المتعمد لملاجئ الحياة البرية وغيرها من النظم البيئية.
ودعت الدول العربية إلى إحياء هذا اليوم لنشر ثقافة حماية البيئة والتوعية وإجراء تقييم للأثر البيئي للحروب والنزاعات التي تخلف وراءها تشوهات بيئية مستعصية تستمد على مدى أجيال لافتة إلى أنها تحتاج إلى جهود كبيرة لتعافيها وإعادة تأهيلها.
وتخللت الفعالية تكريم شهداء الواجب الذين رفعوا الألغام في أرض الكويت والمصابين منها اضافة إلى تنظيم معرض (أحمد الجابر للنفط والغاز) بمشاركة وزارة الدفاع ووزارة الداخلية والحرس الوطني وجمعية “حماية البيئة”.
وشملت الفعالية تنظيم ورشة عمل حول (تداعيات الألغام على البيئة) لتسليط الضوء على تجربة الجيش الكويتي ووزارة الداخلية والحرس الوطني في التخلص والتعامل مع الألغام ومخلفات الغزو وتحديات العمل التي واجهتها مؤسسة البترول الكويتية في تلك الأثناء.