إعداد: دانة النوري
تتناول الصحافة العالمية سيل من المقالات التي تتحدث عن تهديد جائحة كوفيد-19 للاجئين والنازحين السوريين، وكيف أصبحت الحياة مخيفة لهؤلاء الأشخاص الذين يعانون ظروف صعبة جدا.
ويفتقد كثير من اللاجئين والنازحين إلى مقومات الرعاية الطبية الأساسية، والمعدات الضرورية لاكتشاف المرض والتعامل معه.
في خضم انشغال العالم ب “بورصة ” معدلات انتقال العدوى لهذا الفيروس الجديد ومدى فتكه بالأرواح، تدرك منظمة الصحة العالمية والحكومات حجم المشكلة التي تتربص باللاجئين والنازحين، إلا أن مد يد المساعدة لهم يظلأمر هزيل.
يذكر تقرير نشر على موقع (فورن بولسي) بعنوان (الموجة الثانية من فيروس كورونا ستصل إلى الغرب من لاجئي سوريا) “أن كثير من مناطق الشرق الأوسط تعاني جائحة كوفيد-19 التي استعرت في العالم، إلا أن منطقة إدلب السورية، والتي هي بمثابة مخيم لجوء عملاق، تعد الأكثر معاناة.
إن فيروس كورونا المستجد لا يشكل تهديد للسوريين فحسب، لكنه كالحرب بحد ذاته، يشكل تهديد لمنطقة الشرق الأوسط وما حولها. فالفيروس لا يحترم منع السفر، والحدود المغلقة، وقطع التجارة“.
يوضح التقرير أنه منذ ديسمبر 2019 خرج نحو مليون من المدنيين نصفهم من الأطفال، بسبب الحرب في إدلب، مما جعلهم عالقين على الحدود التركية–السورية، أما الآن فأصبح هؤلاء بين سندان اللجوء ومطرقة جائحة كوفيد-19.
تعلو أصوات المنظمات الإنسانية والأطباء في شمال غربي سوريا لافتة أنظار العالم إلى ما تعانيه مستشفيات إدلب من نقص في الأدوات الطبية وغرف العناية الفائقة، علماً أن نصفها أصبح خارج الخدمة.
أفادت بينار دوست، نائب مدير المجلس الأطلسي في تركيا، في تقرير أعدته بعنوان (فيروس كورونا يأجج الوضع المتزعزع للاجئين والنازحين السوريين) بأن منظمة الصحة العالمية تتخوف من “الأوضاع المأساوية التي تشهدها منطقة شمال إدلب، فاللاجئون والنازحون يجدون صعوبة في تلبية احتياجاتهم الأساسية، مما يجعل منع انتشار فيروس كورونا المستجد أمرا صعبا للغاية، ما لم تتخذ بصدده إجراءات صارمة.“
وأشارت إلى أن منظمة الصحة العالمية وفرت معدات الكشف عن فيروس كوفيد-19 في إدلب، ونوهت إلى قيام المسؤولين الأتراك بتدشين حملة توعوية حول الإجراءات اللازم اتباعها للوقاية من انتشار الفيروس. كما أفادت في تقريرها أنه “في 27 مارس، أعلنت الحكومة التركية أن اللاجئين العالقين على الحدود التركية –اليونانية سيستقرون بشكل مؤقت في تسع مدن كإجراء وقائي لمنع انتشار كوفيد-19″.
تطرقت بينار دوست في التقريرإلى أنه “في 17 مارس، ذكرت المفوضوية السامية للأمم المتحدة للاجئين والمنظمة الدولية للهجرة أنهما ستقومان بشكل مؤقت بمنع رحلات إعادة توطين اللاجئين بسبب القيود على الرحلات والتزايد القلق بسبب التعرض للفيروس في الوقت الذي قامت العديد من الدول بشكل ملحوظ بتخفيض الدخول إلى أراضيها ووقف التوطين.“
تطرقت بينار دوست إلى مسألة مقلقة بشأن الاتهام غير المثبت ضد اللاجئين والنازحين إذ جعل منهم البعض شماعة يعلقون عليها سبب تفشي الفيروس. ونوهت “هذه الأخطار تزيد من التشويه والحساسية اللتان يعاني منها المهاجرين في أوروبا، كما أنها ستقف حائل ضد من يتقدم بطلب العلاج في حال الإصابة بالفيروس.”
اختتمت بينار دوست تقريرها مؤكدة على مفارقة أنه “فيما تحاول العديد من دول العالم أن تحكم قبضتها على جائحة كوفيد-19 المستعرة، تبرز حقيقة الخطورة التي تتربص بوضع اللاجئين فالأحوال المعيشية السيئة التي يرزحون تحتها تنذر بتفشي الوباء، فلقد وقعت الجائحة في مشهد متزعزع سلفاً، ولا تبد أي بارقة أمل تلوح في مستقبل إدلب والاتفاق التركي–الأوروبي.
ويقع على عاتق المجتمع الدولي وخاصة الاتحاد الأوروبي مسؤولية زيادة المساعدات الإنسانية وتقاسم العبء بينهم لاستضافة اللاجئين والعمل على توفير اللجوء بما يتلائم مع القوانين الدولية وقانون الاتحاد الأوروبي. كما يجب أن يضمنوا العلاج المناسب والإجراءات لعلاج حالات كورونا المستجد بين طالبي اللجوء. الوقت كالسيف، على المجتمع الدولي أن يتخذ الخطوات اللازمة بأسرع وقت، لتفادى تفاقم وضع اللاجئين والنازحين غير المستقر.”