المخرج حمد النوري: فخور بفوز «روح القدس» كأفضل فيلم وثائقي طويل في «مهرجان كان 2024»

أعرب المخرج حمد النوري عن سعادته، لفوز فيلمه (روح القدس) كأفضل فيلم وثائقي طويل في مهرجان الأفلام العالمية (كان)- فرنسا 2024، مؤكداً فخره بالحصول على هذا التقدير الكبير، الذي يُعد إشادة بجودة الأعمال الكويتية وقدرتها على المنافسة العالمية.

وحول الفيلم، أوضح النوري أن «روح القدس» يتناول المسجد الأقصى، بكل ما يحويه وما حوله من حجر وبشر، من خلال استعراض مرئي للقدس، مدعماً برواية درامية تعكس تلك الروح المقدسية وما فيها من تفاصيل ومشاعر وقصص.

وأضاف أن الفيلم نجح في التطرُّق إلى موضوعات ومواقع جديدة لم يتطرَّق لها أحد من قبل، بكل ما تحمله من قدسية وتأثيرها على مرتاديها، وذلك يمثل قصة واقعية حقيقية بتطورها الدرامي، حيث يبدأ الفيلم بمرحلته الأولى بالتعريف بمربع الأقصى وأهم ما يحويه من مواقع، على سبيل المثال: المسجد القبلي، ومسجد قبة الصخرة، والباحات، وحائط البراق، وأهمية هذا الموقع وقداسته، فهو «الموقع الذي عرج منه نبينا الكريم إلى السماوات السبع، وهنا تمثل تلك البقعة المقدَّسة المركز الذي تدور حوله الأحداث».

مدينة داود

وأكد النوري أن الفيلم حرص على استعراض ما حول الأقصى من مواقع تاريخية مرتبطة جغرافياً وروحياً ببيت المقدس، على سبيل المثال: كنيسة القيامة، ومسجد عمر بن الخطاب، ومستشفى المقاصد، ومدينة داود، إضافة إلى حي الشيخ جراح، وسوق القطانين، وحارات القدس، ومسجد المطار، وأرض الجستمانية.

ولفت إلى أنه باستعراض تلك المواقع، خصوصاً المقدس، والولوج في تفاصيلها وتفاصيل حياة قاطنيها ومرتاديها وزائريها، يتبيَّن مدى الروحانيات التي يتمتعون بها جراء التواجد في الأقصى وأكنافه، وأثر ذلك في تميزهم وقوتهم الإيمانية، وصبرهم ومواجهتهم الصعاب في سبيل بقائهم في الأقصى ودفاعهم عنه.

معاناة المقدسيين

وحول صعوبات ومعاناة الحياة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قال النوري: «المرحلة الثانية من الفيلم استعرضت المعاناة التي يلاقيها المقدسيون، جراء ما يواجهونه من تضييق من سُلطات الاحتلال، ويتضح ذلك من رواياتهم لتلك المعاناة بأنواعها، النفسية، والجسدية، والمعيشية، والتي تمثل تضييقاً عليهم وعوائق أمام أبسط تفاصيل حياتهم».

وتابع: «مع التقدُّم الزمني للفيلم والتطور الدرامي له نعرج به بل يعرج بنا إلى المرحلة الثالثة، حيث إصرار المقدسيين على الصمود، رغم كل ما يلاقونه ويواجهونه من صلف الاحتلال، جنوداً ومستوطنين، فيكون ذلك الصمود الأسطوري بمنزلة ملحمة تاريخية يقوم بها شعب أعزل ضد قوات احتلال مدججة بأحدث الأسلحة».

وحول رؤية ورسالة الفيلم، قال النوري: «العمل وصل في مراحله الأخيرة إلى ختام القصة، والتي لم يكتب لها نهاية حتى الآن على أرض الواقع، نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المقدسة، لكن الفيلم وجد في التحدي والأمل في التحرير رؤية متفائلة حول المستقبل، حيث لا تكاد تجد مقدسياً يعيش في القدس وأكنافها إلا ويكون التحرير أمراً واقعاً ماثلاً أمامه، وأمل التحرير لا تجده في نفوس المقدسيين فحسب، بل تشعر به واقعاً وأنت تغوص في روح الأقصى والقدس تشعر به في كل ميدان وحارة وزاوية، وكل حجر، وكأنه ينطق بهذا الأمل والإيمان الواثق بالله، وهو سر هذا الثبات للبشر والحجر في وجه المحتل».

مهرجانات دولية

وعن المشاركة في المهرجانات الدولية، كشف نوري أنه شارك بفيلم «روح القدس» في عدة مهرجانات، منها: سياتل السينمائي الدولي في واشنطن، والأقصر السينمائي الدولي، والحفل السينمائي العالمي في لندن، ومهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر الأبيض المتوسط، ومهرجان الفيلم العربي بالمتحف الوطني العربي الأميركي، ومهرجان الفيلم الإسلامي الدولي، ومهرجان هوت سبرينغر للأفلام الوثائقية بالولايات المتحدة الأميركية، وغيرها من المهرجانات.

يذكر أن الفيلم فكرة وإخراج حمد النوري، سيناريو دخيل النبهان، مونتاج وتلوين خالد حسين، موسيقى تصويرية عمار البني، تعليق صوتي عبدالحكيم باحريش، ترجمة في النجادة، وإنتاج شركة إتش أيه ميديا للإنتاج الفني.

 

المصدر: الجريدة
Exit mobile version