«لا يمكن تحقيق النجاح إلا إذا أحببت ما تقوم به».
لعل هذه المقولة الشهيرة للأديب الأميركي ديل كارنيجي، أضحت لسان حال المخرج الشاب حمد النوري، الذي أفصح عن حبه وانحيازه للأعمال الواقعية والمتفردة، في الدراما التراثية والمعاصرة، التي قال إنه يُفضّلها على غيرها من الأعمال التي عادة ما تكون أقرب إلى الخيال، وبعيدة عن التراجيديا الجادة المستوحاة من وحي المجتمع.
النوري، الذي يعيش هذه الأيام نشوة النجاح على خلفية أصداء مسلسله التراثي والتأريخي «رحى الأيام»، أوضح أن فترة النجاح الحالية تُحتّم عليه البحث الدؤوب عن الأعمال الجيدة للمراحل المقبلة، مشيراً إلى انهماكه حالياً بين قراءة النصوص من جهة، واطلاعه على عروض المنتجين، من جهة أخرى.
واستدرك قائلاً: «لكنني لم أستقر لغاية الآن على نص بعينه، كما لم أبرم أي اتفاق مع أي جهة، فهناك الكثير من الأعمال التي أحاول المفاضلة بينها، بتأنٍ ومن دون تسرّع، خصوصاً أن الوقت لا يزال مبكراً للشروع في التنفيذ، لما يشهده الوسط الفني في الوقت الراهن من حالة ركود، إزاء أزمة كورونا»، مردفاً: «كما أن مسألة الاختيار لنص جيد لن تكون مهمة سهلة على الإطلاق، لا سيما وأن هناك شحاً في النصوص المهمة، وندرة في الكتّاب المتميزين».
ومضى يقول: «إن شهادة الجمهور بنجاح مسلسل (رحى الأيام)، الذي يعد أول أعمالي الدرامية كمخرج، بعد مجموعة من الأعمال السابقة التي شاركت بها كمخرج منفذ، تدفعني إلى المضي قدماً لتقديم الأفضل في المواسم المقبلة، وهذا ما أسعى إليه جاهداً خلال هذه الفترة».
وعمّا إذا كانت لديه النية لتقديم عمل تراثي آخر يُوّثق من خلاله بعض الأحداث التي مرّت بها الكويت ومنطقة شبه الجزيرة العربية، مثل سنة تفشي مرض الطاعون القاتل في القرن الثامن عشر، ردّ قائلاً: «(سنة الطاعون) تم التطرق إليها في عدد من الأعمال السابقة، وكما أسلفت هناك الكثير من الأفكار التي تدور في بالي، وأعمل على ترجمتها درامياً، وهي حتماً لن ترتكز على قدم الزمان فحسب، بل قد تكون أعمالاً (مودرن) ولكنها ذات قيمة عالية، وغير مستهلكة».
وحول رؤيته الخاصة في الإخراج، ألمح النوري إلى أنه في «رحى الأيام» حاول زرع «كراكترات» مهمة لشخصيات كويتية قديمة، «مثل شخصية (النوخذة) لعبدالله الخضر، حيث شكلت شخصيته مزيجاً بين القائد الحازم وخفيف الدم في الوقت نفسه، بالإضافة إلى دور الفنان مشاري البلام الذي جسد شخصية (عبدالرزاق الزبيري) الذي يعمل بائعاً في محل للأقمشة، وغيرهما من الشخصيات الأخرى التي تنوعت لهجاتها وأصولها»، لافتاً إلى أنه تعمد الاستعراض في بعض المشاهد التي تطلبت ذلك، كما عاد في مشاهد أخرى إلى الصورة البسيطة، المريحة للعين.
وكان المخرج حمد النوري قد شارك في عدد من الأعمال السابقة كمخرج منفذ، بينها مسلسلات «بعد النهاية» و«تستمر الأيام» و«قرقاشة».
الراي