– الدعم الكويتي ساهم في تسريع أدوات المكافحة والتوسع في توزيع اللقاحات
– إسهامات الكويت ساعدت في الوصول إلى الفئات الأكثر حاجة لخدمات الرعاية الصحية
أشاد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية – اقليم شرق المتوسط الدكتور أحمد المنظري اليوم الثلاثاء بالدعم الكبير الذي تقدمه الكويت للعمل الإنساني لمنظمة الصحة العالمية بما في ذلك الاستجابة لفيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19) ودعم تطوير وتوزيع اللقاحات لمكافحة الفيروس.جاء ذلك في لقاء للدكتور المنظري مع وكالة الأنباء الكويتية بعد مشاركته في جلسة نقاشية افتراضية بعنوان (جرعة من الأمل: هل اللقاحات تعني نهاية الجائحة في الأفق القريب) نظمتها مؤسسة قطر بالتعاون مع مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش).
وقال ان الكويت تعد أحد أهم الشركاء العالميين الاستراتيجيين لمنظمة الصحة العالمية في مكافحة تفشي الأمراض بما في ذلك الحصبة في لبنان والكوليرا في اليمن والإيبولا وجائحة (كوفيد 19) كما انها تعد واحدة من أعلى المساهمين للفرد في أعمال الطوارئ وشريكا قويا في حماية الأشخاص المعرضين للخطر.واضاف ان الكويت كانت واحدة من أكبر الجهات المانحة على مستوى العالم في دعم صندوق الاستجابة للتضامن من أجل مكافحة فيروس (كورونا) التابع لمنظمة الصحة العالمية كما أنها كانت من ضمن أوائل الدول التي دعمت مبادرة تسريع أدوات مكافحة الفيروس التابعة للمنظمة.وافاد بان تلك المبادرة تم إطلاقها لتسريع تطوير وإنتاج وتوزيع اللقاحات والتشخيصات والعلاجات الخاصة ب(كوفيد 19).
واوضح المنظري انه بدعم من الكويت تمكنت المنظمة من تطوير الاستراتيجية الأساسية والميزانية المخصصة لمبادرة تسريع أدوات مكافحة (كورونا) ونجحت في التوسع في توزيع اللقاحات والتشخيصات والعلاجات الفعالة فضلا عن تعزيز مجالات البحث والتطوير الأساسية مثل اللقاحات وإجراء الاختبارات وإيجاد العلاجات الفعالة وتطوير السياسات وتقديم الإرشاد والتوجيه الفني للدول الأعضاء.وقال ان ذلك سمح للمنظمة بتطوير أدوات لتسريع توزيع اللقاحات الجديدة بما في ذلك عمليات مجموعة الخبراء الاستشارية الاستراتيجية المعنية بالتمنيع بشأن استخدام لقاحات (كورونا) وبتطوير آلية محددة لتخصيص اللقاحات عبر (مرفق كوفاكس) الذي يعنى بالتوزيع العادل للقاحات الآمنة والفعالة.
واضاف انه كان للمبالغ التي قدمتها الكويت لدعم أعمال المنظمة في مكافحة (كوفيد 19) أهمية بالغة إذ ساهمت في دعم أنظمة الرعاية الصحية في الدول المتلقية إلى جانب تعزيز إمكانات المنظمة على نطاق مستوياتها الثلاثة.وردا على سؤال حول نشاط الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية الذي قدم منحا ومساعدات مالية لعدد من دول العالم لتمكينها من مواجهة تحديات الوباء ودعم إنشاء مركز للأوبئة في أفريقيا قال المنظري ان الكويت كانت دائما من الجهات المانحة التي دأبت بشكل استباقي على دعم جهود المنظمة لا سيما في الاستجابة للاحتياجات الصحية والإنسانية في الدول التي تواجه أزمات وحالات طوارئ وصراعات طويلة الأمد.
وافاد بان إسهامات الكويت ساعدت المنظمة في الوصول إلى الفئات الأكثر حاجة لخدمات الرعاية الصحية والإمدادات وتشغيل المرافق الصحية المتضررة معربا عن الشكر للكويت على دعمها السخي وروح التضامن التي أبدتها.وحول تقييمه لاستجابة الكويت للجائحة وتعاملها معها أوضح ان الكويت قدمت نموذجا رائدا في استجابتها الوطنية للجائحة وتضامنها على المستويين الإقليمي والعالمي مضيفا ان اجراءاتها اتسمت بالحسم والسرعة والشمولية ومنها تعزيز نطاق الرقابة على نقاط الدخول إلى البلاد وفي المراكز الصحية وإجراء الفحوصات لجميع المسافرين القادمين من البلدان الموبوءة فضلا عن تدريب العاملين في الخطوط الأمامية في مواجهة الوباء.
واضاف المنظري انه مع رفع القيود وفتح الحدود واستئناف رحلات النقل والطيران وتخفيف القيود المفروضة في العديد من الدول “فنحن على ثقة بأن الكويت ستواصل جهودها في احتواء الوباء من خلال تطبيق العلاجات اللازمة وتتبع المخالطين”.وعن دور اللقاحات في الحد من انتشار الوباء قال المنظري ان اللقاحات ستشكل أداة مهمة في الكفاح ضد الفيروس مبينا اننا نشهد الآن تطوير العديد من اللقاحات التي ستعمل جميعها على إنقاذ الأرواح والسيطرة على هذه الجائحة.واضاف ان ضمان جودة اللقاحات وسلامتها وفاعليتها يأتي ضمن أهم أولويات منظمة الصحة العالمية التي تعمل مع السلطات الوطنية لضمان وضع القواعد والمعايير العالمية وتنفيذها لتقييم جودة اللقاحات وسلامتها بما في ذلك اللقاحات الخاصة بفيروس (كورونا).
وافاد بأن اللقاحات الآمنة والفعالة ستغير قواعد اللعبة وستسهم في تعزيز الانتعاش الاقتصادي العالمي مبينا ان اللقاحات ليست وحدها قادرة على حل أزمة الوباء بل كذلك سرعة التشخيص والعلاجات اللازمة ضرورية من أجل السيطرة على الوباء وتسريع التعافي العالمي ولن تكون هذه الأدوات فعالة إلا إذا كانت متاحة لجميع البلدان.واشار الى وجود حاجة ملحة من الحكومات لتؤدي التزاماتها السياسية والمادية مضيفا ان خير مثال على ذلك هو النموذج الذي قدمته الكويت والذي بدونه لن يكون (مرفق كوفاكس) قادرا على تزويد الجميع في كل مكان باللقاحات كما هو لازم.وقال المنظري “نحن لسنا فقط أمام تحد بل كذلك أمام فرصة للدول للاستثمار في جاهزيتها وقدرتها على الاستجابة ولتدعم بعضها البعض على النواحي الفنية والمالية واللوجستية وفقا للوائح الصحية العالمية” مضيفا انه يمكن احتواء الفيروس لكن ذلك يتطلب جهودا جماعية واستثمارات أكبر ولن يكون أحد في مأمن إلا إذا كان الجميع كذلك.
وذكر في ختام حديثه ان “تظافر الجهود وتوحيدها هو الذي سوف يساعدنا على احتواء الوباء وعلى حماية صحة أفراد مجتمعاتنا من الأمراض المعدية ويعمل على تعزيز أنظمتنا الصحية ويجعلنا أقرب من تحقيق هدفنا في ضمان صحة وسلامة جميع الأفراد في كل مكان”.
يذكر ان الجلسة الافتراضية التي حضرها ممثلون عن منظمة الصحة العالمية وقادة الرعاية الصحية وعلوم اللقاحات اكدت ضرورة أن يؤدي المجتمع العالمي دورا فاعلا من أجل القضاء على فيروس (كورونا) عن طريق الحصول على اللقاحات ومواصلة اتباع الإرشادات الصحية الوقائية بعد التطعيم.