كشف تقرير صادر عن إدارة الخدمات المصرفية الاستثمارية في شركة المركز المالي الكويتي «المركز»، عن تراجع في عدد صفقات الاندماج والاستحواذ في الأسواق الخليجية، حيث شهدت الأسواق الخليجية إتمام 128 صفقة اندماج واستحواذ خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2023، وهو ما يعني تراجعا بنسبة 22% على أساس سنوي.
وحلت الإمارات العربية المتحدة في صدارة دول مجلس التعاون الخليجي بإتمام 77 صفقة، تلتها المملكة العربية السعودية بإجمالي 30 صفقة. وفيما عدا قطر والسعودية، شهدت بقية الأسواق الأخرى تراجعا كبيرا في أنشطة الاندماج والاستحواذ على أساس سنوي.
وتصدرت شركة كيو القابضة قائمة أكبر صفقات الاندماج والاستحواذ في دول الخليجي خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2023، حسبما ذكر تقرير أصدرته إدارة الخدمات المصرفية الاستثمارية في شركة المركز المالي الكويتي «المركز».
وقد أبرز التقرير الصفقة التي أعلنت عنها الشركة الإماراتية بقيمة 7.0 مليارات دولار، حيث كشفت عن خططها لدمج «ايه دي كيو القابضة للاستثمارات العقارية والفندقية» و«آي إتش سي كابيتال القابضة»، لتشمل الصفقة شركة مدن العقارية، ومركز أبوظبي الوطني للمعارض، وأصولا أخرى في ملكية كيو القابضة.
وحلت شركة جازان المتكاملة لتحويل الغاز والطاقة في المرتبة الثانية بقائمة أكبر الصفقات بعد إتمام استحواذها على المجموعة الثانية من الأصول لمشروع التغوير والدورة المركبة المتكاملة بجازان من أرامكو السعودية بقيمة 4.8 مليارات دولار.
وقد تمت صفقة الاستحواذ مرحليا بالاستحواذ على المجموعة الأولى من أصول المجمع بقيمة 7.2 مليارات دولار في 18 أكتوبر 2021 باتفاق تمويل من خلال تسهيلات ديون ممتازة. وحل صندوق الاستثمارات العامة السعودي في المرتبة التالية، بعد أن أبرم توقيع اتفاقية ملزمة مع الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) جرى بمقتضاها الاستحواذ على أسهم الشركة السعودية للحديد والصلب، بقيمة إجمالية تقديرية بلغت 3.3 مليارات دولار، وسيتم الإفصاح عن سعر البيع النهائي مع اقتراب موعد الإتمام النهائي للصفقة.
وضمن كبرى الصفقات، كان عرض شركة «بروكفيلد أسيت منجمنت» وتحالف «سي في سي كابيتال بارتنرز ليمتد» و«فرانسسكو بارتنرز» بمليارات الدولارات الأميركي للاستحواذ على «نتورك انترناشونال» الإماراتية.
ففي البداية، تقدمت «سي في سي كابيتال» و«فرانسسكو بارتنرز» بعرض نقدي قيمته 387 بنسا للسهم، أي ما يعادل نحو 2.7 مليار دولار للحصول على كامل ملكية الشركة، ولاحقا تقدمت «بروكفيلد» الكندية بعرض غير ملزم للاستحواذ على كامل ملكية الشركة الإماراتية بسعر 400 بنس للسهم الواحد، أي ما يقدر بنحو 2.7 مليار دولار.
وفي آخر الصفقات الكبرى، أعلنت شركة فيرفاكس المالية القابضة المحدودة عن نيتها الاستحواذ على حصة إضافية بنسبة 46% في مجموعة الخليج للتأمين مقابل 263.7 مليون دينار (858.4 مليون دولار) من شركة مشاريع الكويت القابضة. وبعد إتمام الصفقة، سوف تصبح فيرفاكس أكبر مساهم في مجموعة الخليج للتأمين بحصة تبلغ نحو 90% من ملكية الشركة.
وتم تنفيذ أغلب الصفقات التي تمت في الأشهر التسعة الأولى من عامي 2023 و2022 من قبل كيانات مستحوذة خليجية، وهو ما يتماشى مع الاتجاهات السابقة. وخلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2023 تحديدا، كان للشركات المستحوذة من دول مجلس التعاون الخليجي زمام المبادرة، بعد أن أتمت نحو 73% من إجمالي الصفقات، بينما كانت حصة الكيانات الأجنبية 27%. وكذلك كان الحال في نفس الفترة من العام 2022، حيث استحوذت الشركات الخليجية على 71% من إجمالي عدد الصفقات، بينما ساهمت الشركات الأجنبية بنسبة 24%. أما النسبة المتبقية، وهي 6%، فتشمل الصفقات التي لم يفصح عن الطرف المشتري فيها.
ونوه التقرير إلى أن الشركات الخليجية المستحوذة استثمرت بشكل أساسي في شركات داخل أسواقها المحلية، وكذلك في أسواق دولية، واستهدفت شركات إقليمية ولكن بدرجة أقل. فخلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2023، أبرمت الشركات الخليجية المستحوذة ما مجموعه 80 صفقة داخل أسواقها، مقارنة بـ99 صفقة في الأشهر التسعة الأولى من عام 2022.
كما أبرمت الشركات الخليجية المستحوذة 63 صفقة عبر الحدود خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2023، مقارنة بـ64 صفقة عبر الحدود في الفترة ذاتها من عام 2022. ويذكر أن الكيانات الإماراتية المستحوذة تصدرت هذا النشاط عبر حدودها، لتمثل نحو 60% من إجمالي عدد الصفقات التي تمت عبر الحدود، في حين تليها شركات سعودية وقطرية، بنسبة 19% و13% على التوالي.
ولاحظ تقرير «المركز» تراجعا طفيفا في مستوى اهتمام المستثمرين الأجانب بالأسواق الخليجية خلال الفترة موضوع التقرير. فقد أبرموا 34 صفقة، وهو ما يقل نوعا عن 39 صفقة أبرمت خلال نفس الفترة من العام الماضي، بما يمثل انخفاضا بنسبة 13% على أساس سنوي. والجدير بالذكر أن الشركات الإماراتية استمرت كعامل جذب رئيسي للمشترين الأجانب، حيث مثلت 25 صفقة في الأشهر التسعة الأولى من العام 2023.
وذكر تقرير «المركز» أن الصفقات المبرمة في الأشهر التسعة الأولى من العام 2023 غطت قطاعات متنوعة، الأمر الذي يؤكد وجود اتجاه ثابت ملحوظ في الأرباع السنوية الأخيرة. وبرزت قطاعات الخدمات الاستهلاكية والصناعية وتكنولوجيا المعلومات باعتبارها الأكثر نشاطا، لتمثل معا ما نسبته 37% من صفقات الفترة.
وبنهاية الأشهر التسعة الأولى من العام 2023، وصل إجمالي الصفقات المعلنة قيد التنفيذ إلى 81 صفقة، بما يمثل انخفاضا كبيرا مقارنة بذات الفترة من العام السابق.