استنكرت المنظمة الدولية للهجرة مقتل 30 مهاجرا في إطلاق نار يوم الأربعاء تورط فيه مهرب في ليبيا، ودعت السلطات الليبية إلى فتح تحقيق فوري وتقديم المسؤولين عن الجريمة إلى العدالة.
ووصف رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا، فيديريكو سودا، في بيان، جريمة مقتل المهاجرين باللاعقلانية والتي تذكّر بالفظائع التي يضطر المهاجرون إلى تحمّلها على أيدي المهرّبين والمتاجرين في ليبيا.
وقد حصلت المأساة في مستودع للتهريب في مدينة مزدة قرب مدينة غريان، جنوب غرب طرابلس، حيث تم احتجاز مجموعة من المهاجرين، ونُقل على إثرها 11 مهاجرا أصيبوا بجراح بالغة إلى المستشفى.
وقال سودا: “تستغل هذه الجماعات الإجرامية حالة عدم الاستقرار والوضع الأمني لافتراس على الأشخاص اليائسين واستغلال نقاط ضعفهم“.
آثار تدل على التعذيب
وفي السياق ذاته، أفاد الطاقم الطبي التابع للمنظمة والذي أحال بعض من هم في حالة حرجة إلى عيادات في العاصمة بأن أجساد بعض المهاجرين تظهر آثار ضرب وإيذاء بدني قديمة.
تستغل هذه الجماعات الإجرامية حالة عدم الاستقرار والوضع الأمني لافتراس الأشخاص اليائسين واستغلال نقاط ضعفهم — فيديريكو سودا
وقالت المنظمة إنه مع استمرار النزاع بلا هوادة في العاصمة والمناطق المحيطة بها، تتدهور بسرعة أوضاع المدنيين، ولاسيّما المهاجرون والنازحون.
وبحسب التقارير، فقد تم اعتراض أو إنقاذ نحو أربعة آلاف شخص في البحر وإعادتهم إلى ليبيا في عام 2020. والعديد ممن أعيدوا إلى ليبيا بعد اعتراض قواربهم أو إنقاذهم في عرض البحر، نُقلوا إلى مراكز احتجاز غير رسمية، حيث يمكن أن يقعوا بسهولة في أيدي المهرّبين وتجّار البشر.
وقد أبلغت المنظمة الدولية للهجرة في السابق عن حالات اختفاء من هذه المرافق، وعدم القدرة على معرفة مكان مئات إن لم يكن الآلاف ممن أعادهم خفر السواحل إلى ليبيا.
دعوة إلى إيجاد ملاذ آمن للمهاجرين
وقال بيان المنظمة، إن الحوادث الأخيرة والعديدة التي تنطوي على قوارب في محنة في البحر الأبيض المتوسط، وإحجام البلدان عن توفير ملاذ آمن من الدولة الواقعة في شمال أفريقيا التي مزقتها الحرب، تشير مرة أخرى إلى الحاجة إلى تغيير النهج في الوضع في ليبيا.
ودعت المنظمة إلى وضع مخطط بديل للإنزال الآمن من السفن، يتم بموجبه نقل المهاجرين إلى ميناء يشعرون فيه بالأمان بعيدا عن النزاعات والعنف ويضمن تأمين احتياجاتهم وحمايتهم.