أقام نادي «رقي» بمقر الملتقى الإعلامي العربي بدسمان جلسة حوارية تحت عنوان «مسيرة عطاء» استضاف فيها الفنانة القديرة حياةالفهد والإعلامي المحامي خالد الراشد.
وأدار الجلسة الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي ماضي الخميس، الذي قال: حياة الفهد من الرموز الفنية الكبيرة بالكويت، ومسيرتها حافلة بالعطاء، وتاريخها زاخر بالأعمال العظيمة التي تظل خالدة في وجدان الأجيال المختلفة، مشيدا بدورها في خدمة الوطن والثقافة وتعزيز العادات والتقاليد الأصيلة.
من جانبها، عبرت الفنانة القديرة حياة الفهد في البداية عن سعادتها بحضور الجلسة، وهنأت المملكة العربية السعودية بمناسبة اليوم الوطني، متمنية أن يعم السلام على الأمتين العربية والإسلامية، ثم تناولت المشاكل في مجالي التلفزيون والمسرح، وقالت: ليس لدينا مشكلة، بل مشاكل مع الأسف، ووزارة الإعلام قادرة على اتخاذ إجراءات في هذا الجانب، لكنها تواجه تحديات كبيرة بسبب الانفلات الأخلاقي في بعض الأعمال، وهذه التجاوزات غير مقبولة وتضع الفن الكويتي في خطر، وكفنانين لا نستطيع أن نتكلم أو نعترض لأن هناك من سيعقد المقارنات بيننا ويرجع الأمر إلى انه حروب أو «غيرة»، لكننا تجاوزنا بأعمارنا تلك الفكرة، نحن نخاف على اسم الكويت وعلى تاريخها الفني فهي رائدة وأخرجت العديد من النجوم الذين لهم بصمتهم.
وأكدت الفهد أهمية الالتزام بالقيم الثقافية والاجتماعية في الأعمال التلفزيونية والمسرحية، وضرورة معالجة التحديات التي تواجه الفن الكويتي الرائد في المنطقة، والتصدي بقوة لكل من يسيء الى الكويت، جاء ذلك عند حديثها حول واقع الفن الكويتي وتحدياته، في الجلسة النقاشية التي.
وأوضحت أن هناك تسارعا في كل شيء، خاصة في رغبة البعض في المال والشهرة، مما أثر على جودة الأعمال الفنية، ملمحة إلى أن الانتشار السريع قد يغطي على القيم الحقيقية للفن. وأردفت: الانتشار الآن يحدث في غمضة عين، «الواحد يطلع له بمشهد واحد ثاني يوم يصير مشهور».
وبخصوص المسرح أشارت إلى جهود الشباب الرامية الى تقديم أعمال مسرحية أفضل، لكنها أعربت عن قلقها من الخلط بين المسرح كمنبر للإصلاح وبين العروض التي تفتقر إلى الهدف، خاصة تلك الموجهة للأطفال. وقالت: أصبح الطفل «ضحية» ويتم ظلمه بمسرحيات الهدف منها إفراغ «جيوبه» من النقود في الأعياد، دون تقديم قيمة حقيقية، أرجو ألا يزعل احد مني، فأنا لا أحاربهم، لكن أقول لهم «احترموا المسرح»، مؤكدة ان تعدد العروض مقبول لكن بحدود. واستطردت: هل يعقل أن يتم تقديم عروض لإحدى المسرحيات من الساعة التاسعة صباحا إلى العاشرة مساء في اليوم الواحد؟ هذا طمع واستغلال غير صحيح للمسرح، مشددة على أهمية تقديم قيمة للمجتمع قبل السعي وراء الربح المادي، معتبرة أن المسرحيات السابقة كانت تحمل رسائل مهمة مثل «بني صامت» التي تنبأت بأحداث «سوق المناخ»، ومسرحية «الكويت سنة 2000» التي تنبأت بما يجري الآن، مؤكدة أن تاريخ الكويت مليء بالقصص والحكايات التي يمكن تحويلها إلى مسرحيات ذات قيمة، او تقديم أعمال عالمية هادفة بعد إعدادها بشكل مناسب.
وتحدثت «أم سوزان» عن بعض المنتجين الذين يتجاهلون القيم والمبادئ، ما يؤدي إلى تجاوزات في الأعمال المسرحية، قائلة: الفن يؤسس للقواعد المهمة للمجتمع ولا يهدم قيم وعادات سائدة بين الناس، وتوجد في المسرح رسائل مهمة لكننا فقدنا هذا كله منذ فترة، ونداء إلى المسؤولين في الكويت لا بد أن نوقف هذا الشيء، فهل يعقل أن يكون الشخص لديه مبلغ مادي معين يذهب ويؤجر صالة ويقوم بعمل مسرحية، وان تكون صالات العرض شبه ملكية لأشخاص معينين في وقت لا تجد فرق أخرى مكانا لتقديم أعمالها، ناهيكم عن كثرة عدد المسرحيات الذي يشتت الجمهور بالأفكار والمواضيع المطروحة التي أغلبها فيها خروج عن النص وتطاول، نحن نريد مسرحا وطنيا يتناول قضايا لصالح البلد، أرجو أن يتم وقف تراخيص تلك الصالات لأنها كثرت «وقاعد تضر ما تفيد».
وتناولت الفهد مستوى الممثلين الحاليين، مشيرة إلى وجود فنانين موهوبين، ويحبهم الجمهور، لكنها انتقدت البعض لمشاركتهم في أعمال غير مناسبة لمجتمعهم، وفيها جرأة زائدة، وأوضحت: أنا مع الجرأة المحدودة، لكن إذا تمادى أحد أو كان الطرح «مقززا» يجب أن يكون العقاب رادعا أو أن يمنع من يتجاوز من التمثيل، مؤكدة على ضرورة التدقيق عند إجازة النصوص الفنية ومنع أي إضافات غير ملائمة بعد الحصول على التصاريح، واستطردت: للأسف هناك منتجون لا يهمهم الكويت أو الخليج، ولا يهمهم ما الذي يعرض على الشاشة، يريدون فقط «الفلوس»، أتمنى أن يكون هناك تنظيم في التعامل مع هؤلاء لأنهم أساؤوا، خاصة للمجتمع الكويتي. لا بد أن نحافظ على اسم الكويت، وأن تكون العقوبة شديدة لأي منتج يقوم بمثل هذا الأمر أو من يتعامل معه من الفنانين.
وردت «أم سوزان» على بعض الأسئلة التي وجهها إليها الحضور، ومنها سؤال عن الاتحاد الكويتي لشركات الإنتاج المسرحي والفني وصناعة الترفيه، كونها نائب رئيس مجلس الإدارة، مشيرة إلى أن الاتحاد سيكون له قوانين تهدف إلى تنظيم الفوضى الحالية، داعية الفنانين إلى التعاون معه لضمان مستقبل أفضل للفن الكويتي، وقالت عن نقابة الفنانين والإعلاميين الكويتيين: هي نقابة عمالية، لا علاقة لها بالفن ولا الفنانين الكويتيين، ولا تخصنا، «وما لها شغل بينا»، أتمنى أن يتوقف الترويج لها لأنها لا تفيدنا.
وفي سياق مختلف، اعتبرت الفهد الأعمال التراثية جزءا أساسيا من الثقافة والفن الكويتي، حيث تعكس تاريخ المجتمع وقيمه الأصيلة، وأردفت: كان هناك تركيز على مثل هذه النوعية في الماضي، وكان يوجد مصحح لهجة لكي تخرج العبارات من الممثلين بصورة صحيحة ومن دون أخطاء، وأنصح أي فنان يعرض عليه نص تراثي أن يبذل مجهودا ويبحث عن المفردات ويحفظها، فلهجتنا الكويتية جميلة، قائلة فيما يتعلق بعودتها إلى المسرح: العمر والصحة لهما أحكام، لذا المسرح بالنسبة لي انتهى.
وفي ختام الجلسة، وجهت الفنانة القديرة حياة الفهد نصيحة للشباب، أشارت خلالها إلى أهمية اختيار النصوص بعناية، مؤكدة أن المال والشهرة ليسا الهدف الأسمى، ودعتهم إلى ترك أثر إيجابي في مجالاتهم، مشيدة بجهود بعض الفنانين الذين يسعون الى تقديم محتوى هادف.