وصفت النيابة العامة أفعال المحكومين السبعة الذين نُفذ بهم حكم الإعدام شنقاً اليوم بأنها «مما تهتز له ضمائر البشر، ويخلع هولها القلوب، وتزول منها الجبال، فكان حقا وصدقا وعدلاً أن يؤخذوا بأشد العقاب بإعدامهم جزاء وفاقاً؛ ردعاً لهم، وزجراً لغيرهم ممن قد تسول له نفسه ويزين له شيطانه الاقتداء بأفعالهم الظالمة».
وقالت النيابة العامة في بيان:
“في هذا المقام المهيب الذي غمر الخلائق عياناً وسماعاً تصدع بحقيقة أن المحكوم عليهم قد خرقوا القوانين السماوية والبشرية بارتكاب أشد الجرائم وهي جريمة القتل، وتنوعت أساليبهم فيها وتعددت بواعثهم عليها، فمنهم من قتل تحت جنح الليل حين تزيد غفلة الناس ويقل الرقباء وتتوارى نوازع الخوف وتستحكم نوازع الشر، ومنهم من خان عهد الصداقة وميثاقها فقتل صديقه غدراً، ومنهم من تجردت الإنسانية من روحها وانسلخت الرحمة من قلبها فقتلت خادمتها من غير التفات إلى ضعفها أو أنها أمانة لديها سادرة في غيها وضلالها، ومنهم من بلغت في الغي حدآ جاوز كل حد حين تنكرت لليد التي أحسنت إليها وقتلت مخدومتها غيلة أثناء نومها ونحرتها من مقدم رأسها، ومنهم من نحر دائنه غدراً بأبشع صورة بأن فصل رأسه عن جسده ليتخلص من الدين الذي له في ذمته، ومنهم من اجترح خطيئة العلاقة المحرمة فنشأ عن ذلك رغبة مستخفية من وراء النزوة المتأثلة في غور الظلام فأودت به شقوته إلى ارتكاب جريمة القتل العمد دون رحمة أو هوادة؛ كل ذلك قد كان دون مراعاة لحرمة بما أسفر عن الحقيقة التي لا تحول دونها الحجب، وهي أن المحكوم عليهم قد بلغوا في الغي حدا جاوز كل حد؛ إذ الجريمة في طبيعتهم شر مستطير وبلاء ماحق.
لما كان ذلك؛ وكان المحكوم عليهم قد عمدوا إلى قتل الأنفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، وأزهقوا بأفعالهم الآثمة أرواحاً بريئة بغير ذنب، وحرموا المجني عليهم من أقدس حقوقهم في الدنيا وهو حق الحياة، بأن أطاعوا أهواءهم واتبعوا شياطينهم معتدين -تطاولا وعتوا- على حق الله تبارك وتعالى الذي تفرد به سبحانه بأنه هو الذي يحيي ويميت وهو القابض للأنفس التي خلقها، وكانت أفعالهم مما تهتز له ضمائر البشر، ويخلع هولها القلوب، وتزول منها الجبال، فكان حقا وصدقا وعدلاً أن يؤخذوا بأشد العقاب بإعدامهم جزاء وفاقاً؛ ردعاً لهم، وزجراً لغيرهم ممن قد تسول له نفسه ويزين له شيطانه الاقتداء بأفعالهم الظالمة”.