في موقف تصعيدي، إثر احتدام التوتر بين الجارتين النوويتين، بسبب رسو سفينة حربية صينية في ميناء بسريلانكا، اتهمت الهند لأول مرة الصين بـ «عسكرة» مضيق تايوان.
ووجهت الهند انتقاداتها للصين، أمس، في معرض بيان صدر عن المفوضية الهندية العليا بسريلانكا، الجزيرة الواقعة جنوب الهند، في وقت تتحدث تقارير غربية عن نفوذ متزايد لبكين فيها خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً أن القروض الممنوحة من الصين تشكل نحو 10 في المئة من إجمالي ديون سريلانكا، لكن بدءاً من العام الحالي، بادرت الهند بدورها إلى إقراض سريلانكا ما يقارب 3.8 مليارات دولار، لمساعدتها على تجاوز الأزمة الاقتصادية.
وهذه أول مرة تلجأ فيها الهند إلى ذلك «التوصيف» في الحديث عن شؤون المضيق، في وقت يوجد خلاف حدودي بين البلدين الآسيويين الكبيرين منذ فترة طويلة. وفي وقت سابق، من أغسطس الجاري، كانت السفينة الصينية «يوان وانغ 5» للبحوث العسكرية رست في ميناء «هامبانتوتا» السريلانكي أسبوعاً. وأوضح خبراء أن «يوان وانغ 5» واحدة من بين مجموعة سفن يديرها الجيش الصيني لمواكبة إطلاق الصواريخ البالستية والأقمار الاصطناعية.
وجرى تأخير رسو «يوان وانغ 5» عدة أيام بعد اعتراض الهند، وسط مخاوف من أن تتخذ الصين الميناء السريلانكي قاعدة عسكرية.
من جانبها، أوضحت وزارة الخارجية الصينية أن السفينة كانت تجري بحوثاً بحرية، في إطار احترام تام للقانون الدولي، لافتة إلى أن الأمر لا يمس المصالح الاقتصادية ولا الأمنية لأي دولة.
وطالما اتهم اقتصاديون غربيون الصين بتقديم قروض سخية لبعض الدول النامية، من أجل الإيقاع بها، فيما يصفونه بـ «الفخ»، حتى تصبح «أدوات طيعة» في يد بكين.
ويحتدم هذا التنافس المحموم بين الصين والهند، في وقت تعيش سريلانكا حالياً أسوأ أزمة اقتصادية لها، حتى اضطر رئيس البلاد السابق للفرار إلى الخارج، وسط حراك شعبي عارم.