كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة كامبريدج البريطانية أن الشعور بالوحدة له تأثيرات ضارة على الصحة، حيث يساهم في زيادة مستويات البروتينات التي تسد الشرايين، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، ويعزز احتمالية الوفاة المبكرة.
وتضمنت الدراسة تحليل عينات دم لـ42 ألف شخص من البنك الحيوي البريطاني، وكشفت عن التأثيرات البيولوجية السلبية الناتجة عن العزلة الاجتماعية.
وركز فريق البحث على التفاعلات الاجتماعية ومدى ارتباطها بالعزلة والشعور بالوحدة، حيث تم تصنيفها بناءً على تكرار التواصل الاجتماعي ومدى المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
وأظهرت نتائج الدراسة أن العزلة الاجتماعية تؤدي إلى زيادة مستويات خمسة بروتينات في الدم، من أبرزها بروتين ASGR1، الذي يرتبط بارتفاع مستويات الكولسترول ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
كما أظهرت الدراسة دور بروتينات أخرى في تطور مقاومة الإنسولين، تصلب الشرايين، وزيادة احتمالات الإصابة بالسرطان.
وأكد الدكتور تشون شين من قسم علوم الأعصاب السريرية في جامعة كامبريدج أن هذه النتائج تسلط الضوء على العلاقة بين العزلة والوحدة وتدهور الصحة.
وأشار إلى أن الدراسة تبرز دور البروتينات في هذه العلاقة، موضحاً أن الوحدة تؤدي إلى زيادة مستويات بروتينات معينة تساهم بشكل مباشر في تدهور الصحة.
وأظهرت الدراسات السابقة أن العزلة الاجتماعية تزيد من خطر الوفاة المبكرة بنسبة تصل إلى 14%، في حين أن الوحدة تعزز من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب بنسبة 30%، وعلى الرغم من ذلك، لم يتمكن العلماء من تحديد السبب المباشر لهذه الظاهرة حتى الآن.
كما أكدت الدراسة أن بروتين «ADM»، الذي يتزايد إنتاجه نتيجة للوحدة، يرتبط بتقليص حجم بعض مناطق الدماغ، ما يزيد من خطر الوفاة المبكرة.
بالإضافة إلى ذلك، حددت الدراسة 175 بروتيناً آخر يرتبط إنتاجها بالعزلة الاجتماعية، العديد منها يتفاعل مع الالتهابات والعدوى الفيروسية، مما يزيد من مخاطر الأمراض المزمنة والوفاة المبكرة.
من جانبها، قالت الدكتورة باربرا ساهاكيان، من قسم الطب النفسي بجامعة كامبريدج: “تؤكد هذه الدراسة على أهمية التواصل الاجتماعي في الحفاظ على صحتنا، إن مشاعر الوحدة تتزايد بين الناس من مختلف الأعمار، ما يجعلها قضية صحية عالمية بحاجة إلى حل عاجل.”
وأضاف البروفسور جيانفينج فينغ من جامعة وارويك: “البروتينات التي تم تحديدها توضح كيفية تأثير العزلة الاجتماعية على الصحة، مما يبرز أهمية العلاقات الاجتماعية في تعزيز الصحة العامة.”