الوزير مازن الناهض: لجنة مركزية عُليا لوضع خارطة تحوّل الكويت… رقمياً

أكد المتحدثون خلال مؤتمر «الكويت: نحو اقتصاد رقمي» وجلساته النقاشية، والذي نظّمته The Business Year» (TBY)»، بالشراكة مع هيئة تشجيع الاستثمار المباشر، أهمية التحوّل الرقمي في صياغة مستقبل الاقتصاد الكويتي، وتسهيل الأعمال وتعزيز القيمة المضافة للاقتصاد.

وناقش المؤتمر الذي عُقد في فندق فورسيزونز الكويت، وجمع قياديين عن القطاعين العام والخاص، إضافة إلى مجموعة من المبتكرين والمستثمرين، تحت سقف واحد، الفرص المشتركة لتعزيز التحوّل الرقمي وتبني التكنولوجيا، مع تسليط مزيد من الضوء على مكانة الاقتصاد الكويتي في مجتمع الأعمال العالمي.

وفي كلمته الافتتاحية خلال المؤتمر، كشف وزير التجارة والصناعة وزير الدولة لشؤون الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مازن الناهض أن الوزارة على وشك تشكيل اللجنة المركزية العليا، بمشاركة الوزراء والجهات الحكومية ذات الصلة كافة، لوضع الخارطة الوطنية للتحوّل الرقمي للدولة، وتوحيد كل المشاريع تحت نظام رئيسي شامل.

وقال الناهض إن الوزارة تعمل حالياً على تطوير الحوسبة السحابية الآمنة والفاعلة لتمكين المؤسسات من استخدامها بشكل متكامل، وتعظيم الاستفادة منها في توفير التوسع والمرونة، من خلال الحوكمة والإجراءات والسياسات المناسبة التي تخضع حالياً للمراجعة من جانب الهيئة العامة للمعلومات المدنية.

تقدم متسارع

وبيّن أن المتابع للمشهد العالمي، وبالنظر للتقدّم المتسارع للتحوّل الرقمي، سيدرك تماماً أهمية التحوّل الرقمي وتأثيره المباشر على الاقتصاد وتطوّر الدولة، منوهاً إلى أنه «في الوزارة وبتوجيهات القيادة السياسية ومجلس الوزراء سنواصل العمل مع شركائنا الإستراتيجيين في مجال التكنولوجيا لدفع التحوّل الرقمي عبر المؤسسات العامة في الكويت لتحقيق رؤيتها 2035، وتحويل الدولة إلى مركز مالي وتجاري إقليمي ودولي».

وأضاف الناهض: «مما لا شك فيه أن جائحة كورونا أدت إلى تسريع وتسهيل التعاون وتقوية العلاقات بين القطاعين العام والخاص من خلال التركيز على تبني التقنيات الذكية الواعدة وشراكتنا الإستراتيجية مع عمالقة التكنولوجيا مثل (غوغل) و(أمازون) و(مايكروسوفت) و(هواوي)، لتسريع التحّول الرقمي بشكل أكبر وتحسين جودة الخدمات لمواطنينا، والمقيمين، والشركات، وتشمل الأمثلة الناجحة التطبيقات الحكومية الموحدة (سهل) و(سهل للأعمال)، بالإضافة إلى (هويتي) ومنصة حجز المواعيد الحكومية المركزية (متى) وغيرها»، مشيراً إلى العمل بنشاط لجعل الخدمات الحكومية أكثر كفاءة وشفافية ومتاحة للجمهور من خلال التحوّل الرقمي، ويشمل ذلك تنفيذ خدمات الحكومة الإلكترونية، واستخدام التقنيات الرقمية لتبسيط العمليات الإدارية.

الاستفادة التكنولوجية

وأشار إلى أن الوزارة تعمل على دعم وتنويع الاقتصاد الكويتي عبر تعزيز نمو الصناعات والتقنيات الجديدة، مثل البيانات الضخمة، وتطوير البرمجيات، والذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والواقع الافتراضي، كما نسعى لإنشاء بيئات محفّزة للابتكار عبر تعزيز البحث والتطوير، وتشجيع التعاون بين الأوساط الأكاديمية والصناعة، ودعم الشركات الناشئة والصغيرة.

ونوّه الناهض إلى أنه «في ظل رؤية الكويت 2035، لا تألو الوزارة أي جهد من شأنه تعظيم الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لدفع التنويع الاقتصادي، وخلق صناعات جديدة، وتعزيز القدرة التنافسية في السوق العالمية، وتسريع النمو في الاقتصاد الرقمي وخلق المزيد من فرص العمل للشباب الكويتي، من خلال منطلقات عدة، منها تمكين البنية التحتية، حيث تركز الوزارة على تطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتعزيز الربط الرقمي في الدولة، كما سنواصل مشاريع استكمال شبكة الألياف الضوئية (الفايبر) من خلال الشراكة بين القطاعين العام والخاص، إضافة إلى تنمية القوى العاملة ورعاية الجيل القادم من القادة بتمكينهم بالمهارات الرقمية المناسبة من خلال مسارات تدريبية متخصصة».

وأفاد «لا شك أن الحوسبة السحابية والأمن السيبراني أصبحت جوانب مهمة لسلامة التعاملات وسيادة الدولة، وفي هذا الصدد تعمل الوزارة وبالتعاون مع الجهات المعنية، على رفع مستوى الوعي بالأمن السيبراني».

الجيل الجديد

من جهته، أوضح رئيس اتحاد مصارف الكويت رئيس مجلس إدارة البنك التجاري الكويتي الشيخ أحمد الدعيج الصباح أن التحوّل الرقمي بات أمراً واقعاً لاسيما أن الجيل الجديد بات يستخدم التقنيات الحديثة في مجالات الحياة كافة، والتي أصبحت متلازمة أساسية في أسلوب حياته، الأمر الذي يعني أن الجيل الحديث تربى وتعلّم على الرقمنة في ظل وجود تطبيقات وحياة رقمية كاملة.

ولفت الدعيج إلى الدور الحيوي لاتحاد مصارف الكويت في تحفيز التحوّل نحو الرقمنة وسعيه الدائم نحو حث القطاع المصرفي الكويتي والبنوك الكويتية لاستدخال التكنولوجيا الرقمية في الصناعة المصرفية، مبيناً أن رقمنة العمليات المالية ستؤدي بالطبع إلى تحسين كفاءة العمليات المصرفية في الكويت.

وأكد أن النجاح المستمر للتحوّل الرقمي بشكل عام من جهة، والخدمات المصرفية والتمويلية الرقمية في الكويت من جهة أخرى، سيعتمد على عوامل عديدة منها البنية التحتية للتكنولوجيا ومدى تأقلم متلقي الخدمات المالية والمصرفية الرقمية لهذه الخدمات، وكذلك الأطر التنظيمية المرتبطة بتقديمها.

وأضاف أن القطاع المصرفي قام بخطوات كبيرة وأحرز تقدماً هائلاً في مجال التحوّل الرقمي، سواء من خلال التطبيقات الرقمية أو شركات (فينتك)، منوهاً إلى أن البنوك كافة لاحظت هذا التحوّل من خلال أن احتياجات هذه البنوك من الموارد البشرية تنصب في معظمها على مهندسي التكنولوجيا، إذ إن الطلب كبير على الخدمات التقنية بقدر الخدمات المصرفية.

تبني التحوّل

من ناحيته، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة بيت التمويل الكويتي «بيتك» بالتكليف، عبدالوهاب الرشود، في كلمته خلال المؤتمر إن «بيتك» من أولى المؤسسات التي تبنّت التحوّل الرقمي في أعمالها وعملياتها.

وأوضح أنه في عام 2022 ارتفعت نسبة استخدام المعاملات المصرفية الإلكترونية التي نفذها العملاء عبر خدمة «OnlineKFH» وتطبيق الموبايل بنسبة 35 في المئة، في حين وصل إجمالي عدد العمليات المصرفية الإلكترونية التي نفذها العملاء إلى أكثر من 210 ملايين عملية، مبيناً أن تطبيق «KFHOnline» يقدم أكثر من 150 خدمة، في حين توافر أجهزة «XTM» وفروع «KFHGo» الذكية 50 خدمة مختلفة، ما يتيح للعميل فرصة الاختيار من بين 200 خدمة إلكترونية مقدمة من خلال التطبيق وغيرها من الوسائل المختلفة.

وأضاف الرشود أن هذه الإنجازات تؤكد التزام «بيتك» نحو التحوّل الرقمي وتحقيق رؤية الكويت وتعزيز التحوّل الرقمي محلياً من خلالِ لعب دورٍ أكبر في تعظيم دور التكنولوجيا لتحقيق الشمول المالي وتوسيع محفظة عملائه وحصته السوقية، إضافة إلى تعزيز جودة خدمات «بيتك» وسهولة الوصول إليها.

وأكد مواصلة «بيتك» جهوده في تعزيز التعاون مع مزوّدي خدمات التكنولوجيا المالية الذين يقدمون حلولاً وخبرات فريدة بهدف تطوير بيئة تقنية مبتكرة تعمل على تسريع وأتمتة العمليات المصرفية، كما يتمتع «بيتك» بميزة تنافسية قوية بفضل موظفيه المؤهلين وذوي الخبرة، باعتبارهم الجوهر الأساس للحفاظ على تقدم «بيتك» كمؤسسة مالية إسلامية رائدة عالمياً.

وأفاد بأن «بيتك» يمتلك نقاط قوة تميزه عن غيره من المؤسسات كونه أكبر بنك في الكويت وثاني أكبر بنك إسلامي في العالم من حيث الأصول، مضيفاً «لدينا مكانة رائدة في سوقين محليين هما الكويت والبحرين، ويعتبر (بيتك) المرجع الثابت للتمويل الإسلامي من خلال حفاظه على مركزٍ مالي قوي، وقاعدة عملاء كبيرة ومتنامية، وموظفين ذوي خبرة، وعمليات قوية، وأداءٍ مستقر، وانتشارٍ جغرافي، وحلولٍ مبتكرة، ومنتجاتٍ حديثة ومتنوعة».

كويت جديدة

وأوضح أنه تماشياً مع رؤية الكويت 2035 «كويت جديدة»، تركّز الدولة على تنويع اقتصادها من خلال تبني التحوّل الرقمي لابتكار خدماتها وتحسين جودة الحياة، مع زيادة الكفاءة التشغيلية وأداء القطاعات الرئيسية، موضحاً أن «القطاع الخاص، لاسيما القطاع المصرفي، مهيّأ لإضافة قيمة إلى خطة التنمية الوطنية الطموحة، ومن خلال نظرة على الاقتصاد الكويتي، يتضح أنه على غرار الاقتصادات النظيرة، يمر بمرحلة انتقالية كبيرة بسبب التغلغل السريع للتحوّل الرقمي في جميع مجالات الأعمال».

ولفت الرشود الى أن الكويت تتمتع بمستويات عالية من أصول مالية وخارجية متراكمة ولديها مزايا تنافسية كبيرة لتكون مركزاً عالمياً للتجارة والاستثمار، وبالمثل فإن البنوك الكويتية تُبدي حرصها على الاستثمار في الخدمات المصرفية الرقمية والتكنولوجيا المالية والتحوّل الرقمي.

تكريم نهال المسلم من «بيتك»… المرأة القيادية

كرّمت مجموعة «ذا بزنس يير» نائب المدير العام للمنتجات التمويلية لمجموعة بيت التمويل الكويتي «بيتك» نهال المسلم كشخصية قيادية نسائية.

وذكرت المجموعة في تكريمها أن المسلم أول امرأة تتولى منصب نائب المدير العام في تاريخ قطاع الخدمات المصرفية للأفراد في «بيتك»، فبفضل خبرتها المالية والمصرفية ساهمت المسلم في نجاح إطلاق العديد من الخدمات والمنتجات الأولى من نوعها، والتي أثرت بشكل إيجابي كبير على النتائج المالية لـ«بيتك».

وتتمتع المسلم كذلك برؤية مستقبلية قوية وتملك صفات قيادية ساعدتها على إدارة فرقِ عملٍ كبيرة بفاعلية ضمن «بيتك» البنك الاسلامي الرائد عالمياً، حيث تحرص المسلم على تمكين الموظفين من تطوير الكفاءة وزيادة الإنتاجية وتحسين خدمة العملاء.

السنان: إستراتيجية وحدة التأمين تُعزّز التحوّل الرقمي

قال نائب رئيس اللجنة العليا لوحدة تنظيم التأمين، عبدالله السنان، إن الوحدة أطلقت إستراتيجيتها الأولى للسنوات الأربع من 2023 وحتى 2027، متضمنة في أحد محاورها الرئيسية الأربعة تعزيز منظومة التحوّل الرقمي للخدمات المقدمة في القطاع.

وأضاف أن المنصات الالكترونية تساهم في معرفة المتطلبات التشريعية لشركات التأمين والمتعاملين معها، فضلاً عن دقة البيانات وزيادة مستوى الثقة في قطاع التأمين بشكل عام، مؤكداً في الوقت ذاته استخدام البيانات والتحوّل الرقمي في تطوير التشريعات والإشراف وتطبيق القوانين.

الفليج: تحديات التحوّل تُتيح للمستثمرين اتخاذ قرارات صائبة

أفاد نائب رئيس إدارة العملاء في شركة رساميل للاستثمار علي الفليج بأن تحديات التحوّل الرقمي في قطاع الاستثمار تتمثل في كيفية تسهيل العمليات والإجراءات، فضلاً عن إتاحة المجال للعميل أو المستثمر لاتخاذ قراراته بصورة سريعة وتنفيذها مباشرة.

وأوضح أن هذه التحديات تمثل في الوقت نفسه فرصة للمستثمرين بالدخول على المعلومات واتخاذ القرارات المالية المناسبة التي تصب في مصلحتهم بناءً عليها، الأمر الذي يعود بالنفع على القطاع بشكل عام، منوهاً إلى أن جائحة كورونا انعكست بصورة كبيرة في التحوّل الرقمي بالقطاع، خصوصاً في المجال المالي والمصرفي والاستثماري.

«التجاري» راعٍ فضي للمؤتمر
شارك البنك التجاري الكويتي كراعٍ فضي في مؤتمر «الكويت: نحو اقتصاد رقمي»، والذي شهد عقد العديد من الحلقات النقاشية، ومنها حلقة نقاشية تناولت تأثير التكنولوجيا المالية (Fintech) على التحول الرقمي في القطاع المالي بالكويت وغيرها من الموضوعات المرتبطة بالتحول الرقمي للاقتصاد الكويتي بشكل عام.

وحظي جناح «التجاري» في المؤتمر بزيارة وزير التجارة والصناعة وزير الدولة لشؤون الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مازن الناهض، والعديد من المسؤولين والقياديين، حيث أوضحت أماني الورع – نائب مدير عام قطاع التواصل المؤسسي بالبنك حرص «التجاري» على المشاركة في مثل هذه المؤتمرات والمنتديات التي تجمع نخبة من القياديين والمسؤولين ورواد الأعمال، لمناقشة آفاق التحول الرقمي للاقتصاد الكويتي بشكل عام والقطاع المصرفي والمالي بشكل خاص.

وتوجه جميع القائمين على «ذا بزنس يير» العالمية المتخصصة بالأخبار والأبحاث الاقتصادية بالشكر من «التجاري»، مشيدين بالرعاية التي قدمها البنك لهذا المؤتمر والتعاون الدائم فيما بين البنك ومجموعة «ذا بزنس يير».

 

Exit mobile version