قبل مئة يوم من الانتخابات الأوروبّية، يحظى حزب التجمّع الوطني اليميني المتطرّف بتأييد واسع في فرنسا، بقيادة رئيس لائحته الشابّ جوردان بارديلا.
وأطلق بارديلا (28 عاماً) أمس الأحد، حملته في أوّل تجمّع ضخم بمرسيليا (جنوب شرق)، في محاولة لتأسيس ديناميكيّة لا يبدو أنّ ثمّة شيئاً قادراً على إيقافها حالياً.
وقال أمام 5 آلاف شخص: “ما تسبب به قادتنا والاتحاد الأوروبي يداً بيد، هو المحو الكبير لفرنسا”، وأضاف “إنه محو كبير يُترجَم تراجعاً لفرنسا في الداخل ولكن أيضاً في أوروبا والعالم، من خلال خراب الدولة، من خلال تفكك البلاد”، مستهدفاً بالخصوص “الماحي الكبير إيمانويل ماكرون”.
وردّت رئيسة لائحة الحزب الرئاسي فاليري هاير، على قناة “بي إف إم تي في”، بأنّ “الامّحاء هو مشروع التجمع الوطني، (مشروع) إضعاف فرنسا، تفكيك الاتحاد الأوروبي، والذي تحت ستار حماية الفرنسيين فإنه في الواقع سيضعفهم بشكل واضح جداً”.
وكانت مارين لوبان قد افتتحت التجمع، وانتقدت “استهزاء” الرئيس الفرنسي “الذي يعتقد أنه يستطيع إيجاد خلاص سياسي في مواقف حربية أثارت ذهول الفرنسيين”، في إشارة منها إلى تعليقاته الأخيرة بشأن احتمال إرسال قوات إلى أوكرانيا.
وحتّى الآن، تصدّر حزب التجمع الوطني كلّ استطلاعات الرأي المتعلّقة بنوايا التصويت، وقد حاز 30% وفقاً استطلاع أجراه BVA Xsight لراديو “آر تي إل” ونُشر الأربعاء الماضي.
وفي أقلّ من 5 سنوات، تمكّن بارديلا رئيس التجمّع الوطني منذ 2021، من فرض نفسه في مشهد سياسي يشهد تجدداً كاملاً، في وقت تستعدّ مارين لوبن للترشّح للانتخابات الرئاسيّة المقبلة.
ويقول أحد المقرّبين منه إنّ الانتخابات الأوروبّية في 9 يونيو (حزيران) المقبل، يجب أن تكلّل هذا الصعود بشرط مزدوج يتمثّل في بلوغ الصدارة، وبدرجة أعلى من عام 2019 (23.34%)، وهو طموح يعتبره منظّمو استطلاعات الرأي والخبراء معقولاً.