تحل اليوم الذكرى الـ 60 لانضمام الكويت إلى جامعة الدول العربية في خطوة رائدة في تاريخ المسيرة العربية والعمل العربي المشترك وتعزيز العلاقات العربية ـ العربية ورفع مكانة الجامعة في المحافل الدولية.
وجاء انضمام الكويت الخطوة التالية لاستقلال البلاد حيث كان أول أمر قام به الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح حينها عقب إعلان الاستقلال هو تقديم طلب لجامعة الدول العربية وتم قبول عضوية الكويت في 20 يوليو عام 1961.
ووقتئذ كلف الشيخ عبدالله السالم ـ طيب الله ثراه ـ مدير المعارف عبدالعزيز حسين بتسليم الطلب حرصا على أن تكون الكويت جزءا لا يتجزأ من الكيان العربي ولتساهم في التضامن مع الدول العربية الشقيقة في كل ما يعود بالخير والتقدم على الأمة العربية.وقد حاولت الكويت الانضمام إلى عضوية الجامعة العربية في سبتمبر 1958 ولكن حال عدم استقلالها دون إتمام عضويتها رسميا في الجامعة وعقب إعلان استقلال البلاد عن بريطانيا في 19 يونيو عام 1961 طالب رئيس الوزراء العراقي عبدالكريم قاسم آنذاك بضم الكويت إلى العراق.
وكانت الكويت قد تقدمت إلى جامعة الدول العربية في 23 يونيو 1961 بطلب قبول عضويتها في الجامعة وتقرر البت في الطلب بتاريخ 4 يوليو العام ذاته لكن الجامعة أخفقت في اتخاذ قرار في الموضوع وقررت تأجيل الجلسة إلى 12 يوليو ذاته ريثما ينتهي أمين عام الجامعة العربية من الاتصال مع الحكومات المعنية بالأزمة.وفي 20 يوليو أصدرت الجامعة العربية قرارا بقبول الكويت في الجامعة وطلبت الكويت من بريطانيا سحب قواتها لإحلال قوات عربية محلها ووصلت قوات من الجمهورية العربية المتحدة والأردن والسودان.
وانتهت الأزمة بمقتل عبدالكريم قاسم بانقلاب عسكري جرى في 8 فبراير 1963 وجراء ذلك انسحبت القوات العربية نهائيا من الكويت في 20 فبراير من العام ذاته.ومع قبول طلب انضمام الكويت، قال الأمين العام للجامعة العربية للشؤون السياسية حينذاك د.سيد نوفل «إن الجامعة يسعدها أعظم السعادة انضمام الكويت إلى الأسرة العربية»، مضيفا «أن الكويت في الواقع تمارس مظاهر العضوية الكاملة في الجامعة العربية منذ وقت بعيد سواء في الميادين السياسية أو الاجتماعية أو الثقافية».كما أصدر مجلس الجامعة قرارا ينص على «مساعدة الكويت على الانضمام إلى عضوية الأمم المتحدة»، وجاء هذا القرار ترجمة لما جاء في المادة الثانية من ميثاقها والذي ينص على «توثيق الصلات بين الدول المشتركة فيها وتنسيق خططها السياسية تحقيقا للتعاون بينها وصيانة لاستقلالها وسيادتها والنظر بصفة عامة في شؤون البلاد العربية ومصالحها».