قد تعد مشروبات الطاقة بتعزيز النشاط، لكن الخبراء يشعرون بالقلق بشكل متزايد من أن مكوناتها قد تنطوي على مخاطر صحية غير مقصودة.
ووجدت دراسة نشرت مؤخراً في مجلة جمعية القلب الأمريكية أن مشروبات الطاقة التي تحتوي على الكافيين، غيرّت من النشاط الكهربائي للقلب، وزادت من ضغط الدم.
ووفقاً لمؤلف الدراسة ساشين شاه، أستاذ الصيدلة في كلية الصيدلة والعلوم الصحية في جامعة المحيط الهادئ، فإن مدى هذه التغييرات الكهربائية يُعتبر خفيفاً بشكل عام. ومع ذلك، فالأشخاص الذين يتناولون أدوية معينة أو يعانون من نوع محدد من أمراض القلب، يمكن أن يكونوا أكثر عرضة لخطر عدم انتظام ضربات القلب عند استهلاكها.
وتقف جمعية المشروبات الأمريكية إلى جانب سلامة مشروبات الطاقة، مشيرة إلى أن العديد من مكوناتها موجودة أيضاً في الأطعمة الشائعة، وتمت دراستها بشكل صارم من أجل السلامة.
لكن خبراء الصحة مثل منظمة الصحة العالمية يقولون إنها “قد تشكل خطراً على الصحة العامة”. وبالنسبة للأطفال، تحذر الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأنهم لا يجب أن يستهلكونها.
ومع ذلك، يستمر سوق مشروبات الطاقة العالمي في النمو. فقد بلغت قيمته 39 مليار دولار في عام 2013، ومن المتوقع أن يصل إلى 61 مليار دولار بحلول عام 2021.
ماذا يوجد داخل هذه المشروبات.. وكيف تؤثر على جسمك؟
تحتوي معظم مشروبات الطاقة على كميات كبيرة من الكافيين، والسكر المضاف، والفيتامينات مثل فيتامين ب، والمنشطات القانونية مثل غوارانا “نبات ينمو في منطقة الأمازون”، وتورين وهو حمض أميني موجود بشكل طبيعي في اللحوم والأسماك، والكارنيتين وهي مادة موجودة في الجسم تساعد على تحويل الدهون إلى طاقة.
ووفقاً لما قالته كاثرين زيراتسكي، أخصائية تغذية في “مايو كلينيك” بمدينة روتشستر، مينيسوتا لـCNN سابقاً، فإن القلق هو أن هذه الفيتامينات، والأحماض الأمينية، والأعشاب، غالباً ما تكون بتركيزات أعلى من الموجودة بشكل طبيعي في الغذاء أو النباتات، ويمكن أن يزداد تأثيرها عند الجمع بينها وبين الكافيين.”
وقال الدكتور جون هيجينز، طبيب القلب الرياضي في كلية ماكغفرن الطبية بجامعة تكساس في هيوستن، والذي قاد دراسات متعددة حول مشروبات الطاقة وآثارها الصحية، لـCNN سابقاً إن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث حول كيفية تفاعل هذه المكونات، وتحديد آثارها الصحية السلبية.
ووصف مشروبات الطاقة بأنها “علبة سوداء”، مضيفاً: لا نعرف الكثير عنها، والناس بحاجة إلى أن يدركوا ذلك.
إليك نظرة على كيفية تأثر أجزاء معينة من جسمك بعد تناول كميات أكبر من الكمية الموصى بها من مشروب الطاقة، وفقًا للخبراء.
إغلاق شرايين القلب
تعرض شاب يبلغ من العمر 28 عاماً لسكتة قلبية، وقد كان يشرب 8 عبوات من مشروب الطاقة، ووجد الأطباء أن شرايين قلبه كانت مغلقة تماماً. وعندما قاموا بفتحها، كشفت كل الاختبارات بأن هذا الشخص سليم جداً، ما عدا أن لديه مستويات عالية من الكافيين والتورين.
وقال هيجينز إن التفاعل المحتمل للكافيين مع المكونات الأخرى في مشروبات الطاقة، قد يؤثر على وظيفة الشرايين عن طريق منعها من التمدد بشكل صحيح، خاصة أثناء التمارين.
وأضاف أن “الأوعية الدموية في القلب تحتاج إلى أن تكبر أثناء التمرينات؛ فهي تتمدد وتزداد حجماً، حتى يمكن تدفق المزيد من الدم إلى القلب”.
ومع ذلك، قد تؤثر كميات كبيرة من الكافيين ليس فقط على الجسم، ولكن أيضاً على العقل.
مشروبات الطاقة والدماغ
ربطت بعض الأبحاث بين استهلاك مشروب الطاقة وزيادة خطر ظهور أعراض مشاكل الصحة العقلية. ومع ذلك، أشارت دراسة نشرت في مجلة أبحاث الكافيين العام الماضي إلى عدم وجود أدلة كافية لتحديد العلاقة السلبية أو اتجاه التأثير.
والآن، بعد أن ازدادت شعبية مشروبات الطاقة، خاصة بين المراهقين، يشعر العديد من خبراء الصحة بالقلق من الآثار التي قد تحدثها على المستهلكين الشباب.
ما هي الكمية التي يمكن للبالغين والاطفال أن يستهلكوا من “مشروبات الطاقة”؟
الكميات الوفيرة من الكافيين الموجودة في مشروبات الطاقة هي السبب وراء توصية الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، بضرورة تجنب الأطفال تناول هذه المشروبات.
وبالنسبة للمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12و18 عاماً، توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بعدم تناولهم أكثر من 100 ملليغرام من الكافيين يومياً.
أما بالنسبة للبالغين، يبدو أن استهلاك ما يصل إلى 400 ملليغرام من الكافيين في اليوم آمن، وذلك فقاً لـ”مايو كلينك”.