أقامت مؤسسة «انتصار» احتفالا بمناسبة تخريج الدفعة الأولى من ورشة عمل المسرح لتنمية المهارات القيادية والسلام، حيث تم تنفيذ هذا البرنامج من قبل مؤسسة «انتصار» بالشراكة مع سفارة المملكة المتحدة وجامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا GUST، وهو برنامج يهدف إلى تمكين الشابات اقتصاديا في الكويت، وذلك بحضور وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا اللورد طارق أحمد من ويمبلدون، وسفيرة المملكة المتحدة لدى الكويت بليندا لويس، ومؤسسة «مؤسسة انتصار»، الشيخة انتصار الصباح، والبروفيسور بسام علم الدين القائم بأعمال رئيس جامعة GUST.
في البداية، أوضحت الشيخة انتصار ان فكرة إنشاء مؤسسة «انتصار» عندما ظهرت كانت فكرة جامحة، وثورية ورائدة للغاية، فهي تهدف لاستخدام العلاج بالمسرح والدراما لدعم النساء ليصبحن قائدات وصانعات سلام في العالم العربي.
وأضافت: نشهد اليوم تخريج مجموعة من الشابات، وهدفنا الأساسي في المؤسسة هو تزويد هؤلاء الطالبات بالمهارات الأساسية الأساسية التي تعتبر حاسمة لزيادة تمثيل المرأة في المناصب القيادية وتعزيز التمكين الاقتصادي.
وأشارت إلى ان هناك العديد من تقنيات المسرح والعلاجات الدرامية التي يمكنها تمكين الطلاب ومساعدتهم على تطوير الثقة والإبداع ومهارات القيادة مثل: لعب الأدوار، الارتجال، السرد القصصي، التعبير الجسدي، لافتة إلى ان هذا البرنامج الذي طورته مؤسسة انتصار لا ينمي المهارات القيادية لدى الطلاب فحسب، بل يعزز أيضا السلام والتعاطف، ويساعدهم على التواصل مع الآخرين على مستوى أعمق، وكسر الحواجز وتنمية الشعور بالإنسانية. وتابعت: ان البرنامج لا ينمي المهارات القيادية فحسب، بل يساعد على معالجة القضايا الاجتماعية، وتسهيل الحوار، وتنمية الثقة بالنفس واستكشاف الذات، وإلهام العمل، فهو يسهم في خلق مساحة آمنة وسلام ومجتمع أكثر شمولا.
وقالت الشيخة انتصار: ان تقارير هيئة الأمم المتحدة للمرأة تفيد بأن هناك 31 دولة تشغل فيها 34 امرأة منصب رئيس دولة أو حكومة، لكن على الجانب الآخر، كشف المنتدى الاقتصادي العالمي أن العالم لن يتمكن من تحقيق المساواة بين الجنسين في العمل بحلول عام 2030، حيث أن 85% من الرؤساء التنفيذيين في قائمة فورتشن 500 هم من الرجال.
وأكدت إن برامج مؤسسة انتصار في العالم العربي يتم توثيقها وتقييمها بدقة، وسيمكن جمع البيانات من نشر بحث في المجلات الأكاديمية والمقالات والتقارير للدعوة إلى أهمية التمكين الذاتي للمرأة قبل دخول مكان العمل.
تمكين المرأة
بدوره، قال اللورد طارق أحمد: نحتفل هذا العام بمرور 125 عاما على العلاقات الديبلوماسية الرسمية بين بلدينا، ولكن هناك ما هو أكثر بكثير من مجرد الديبلوماسية.
وأضاف: يسعدني أن أكون هنا للمشاركة في العرض الملموس والقوي للشراكة حول موضوع أساسي يهم كلا من المملكة المتحدة والكويت: تمكين المرأة.
وتابع: نحن نؤمن إيمانا راسخا بأنه فقط من خلال دعم وتمكين المرأة من المساهمة بشكل كامل وعلى قدم المساواة في المجتمع والسياسة والاقتصاد، يمكننا حقا إطلاق العنان للإمكانات الحقيقية للديموقراطيات والمؤسسات الصحية المستدامة، ولا يمكن تحقيق التمكين إلا من خلال النشاط الاستباقي والمثابرة، وقد أظهرتم جميعا هنا اليوم هذه السمات من خلال المشاركة في هذا البرنامج البريطاني الكويتي.
وتحدث اللورد طارق أحمد عن أول النصائح التي قدمتها له رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر عندما قابلته وسألته عن اسمه، فقال لها أحمد وقدمت له بعض النصائح وقالت له «انظر حولك، لا يوجد الكثير من الأشخاص مثلك هنا، ولكن لا ينبغي أن يكون ذلك رادعا أبدا. سيخبرك الناس أنك لا تستطيع تحقيق ما تستطيع، ومن ثم نظرت مباشرة لعيني وقالت عدني ألا تستسلم أبدا».
وأضاف في حديثه للفتيات «لا تدع أي أحد يعيقك ممن يستخدمون الدين والثقافة بين الحين والآخر فخديجة بنت خويلد في الإسلام كانت أول من آمن بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومريم بنت عمران لها مكانتها في الدين المسيحي وغيرهن الكثيرات في مختلف الأديان نظرا لأن المرأة كان لها دور تأسيسي أساسي في جميع جوانب المجتمع، ولا ينبغي أبدا أن ينسى ذلك أبدا، لذا ألهموا أنفسكم».
وشدد على الديبلوماسية لإحلال السلام في الشرق الأوسط، وتوفير ذلك المستقبل وأفق السلام والمساواة لجميع الشعوب والمجتمع، لكنك تعلم أن الشيء الرئيسي عندما تنظر إلى كل صراع في الماضي هو أن النساء لم يشاركن فيه، لأنه لا يمكنك استبعاد 50% أوأكثر من السكان، فالأمم لن تتقدم إلا بالتعاون، لذا اقبل التحدي، واغتنم الفرصة، واستفد من ما هو أمامك ولا تدع أحدا يقول إنك لا تستطيع تحقيقه.
فرص متساوية
بدورها، قالت السفيرة البريطانية لدى البلاد بليندا لويس: من المهم للغاية بالنسبة للاقتصادات والمجتمعات أن تمكن الجميع من تحقيق إمكاناتهم. إن ضمان حصول المرأة على فرص متساوية في مكان العمل ـ للترقية، وبدء مشاريعها الخاصة، والتعليم المهني والتطوير ـ سيفيد الجميع. وتفخر السفارة البريطانية بشراكتها مع مؤسسة انتصار في جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا لتقديم تدريب قيم للمساعدة في تمكين المرأة في مكان العمل والمجتمع.
شكراً للرعاة والداعمين
وقالت الشيخة انتصار الصباح: أود أن أتوجه بخالص الشكر إلى وزارة الخارجية والتنمية ـ مكتب الكومنولث والتنمية الخارجية ـ لرعايتها الكاملة لهذا البرنامج كجزء من استراتيجية الخليج للبرنامج الدولي. وأود أن أشكر أيضا جامعة GUST المضيفة التي دعمتنا بتوفير مساحة كبيرة وساعدت أيضا فريقنا في الوصول إلى الطلاب وتسجيلهم في برنامجنا.