(كونا) — انطلقت اليوم الثلاثاء أعمال الدورة ال112 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي على مستوى كبار المسؤولين بمقر جامعة الدول العربية بمشاركة دولة الكويت.
وقالت الأمين العام المساعد للجامعة العربية رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية هيفاء أبو غزالة في كلمتها خلال افتتاح أعمال الدورة التي تنعقد برئاسة اليمن إن اجتماع اليوم مخصص لبحث الموضوعات المهمة الواردة من الدول الأعضاء والمجالس والمنظمات العربية المتخصصة في إطار الإعداد للدورة الخامسة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية المرتقبة.
وأشارت أبو غزالة في هذا الإطار إلى أهمية الدورة الحالية لأنها تقوم بالإعداد والتحضير لقمتين عربيتين هما الدورة الخامسة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية المقرر عقدها في موريتانيا في نوفمبر القادم والدورة ال33 للقمة العربية العادية المقرر عقدها في البحرين العام القادم.
وأضافت أن الجامعة العربية قامت بالتنسيق مع الدول الأعضاء باقتراح الموضوعات التي تمثل أولوية للعمل التنموي الاقتصادي والاجتماعي المشترك أخذا في الاعتبار التطورات والمستجدات الصعبة التي تواجه العديد من دول المنطقة.
وأشارت إلى مسألة الأمن الغذائي العربي وتأثيره المباشر على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية موضحة أن الجامعة العربية حرصت على إعداد “ورقة مفاهيمية للموضوعات الاجتماعية التنموية” تربط بين مسألة الأمن الغذائي وحياة الإنسان اليومية في جميع القطاعات ذات الصلة.
وقالت إنه بالإضافة إلى ذلك سيبحث المجلس غدا الأربعاء عددا من الموضوعات الاقتصادية والاجتماعية المهمة الأخرى وفي مقدمتها منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وتطورات الاتحاد الجمركي ودعم الاقتصاد الفلسطيني وتقرير الأمن الغذائي العربي.
ولفتت إلى أن المجتمعين سيبحثون كذلك دعم الاستثمار في التعليم الرقمي في سوريا والتعاون العربي الدولي في المجالات الاجتماعية التنموية وغيرها من الموضوعات التي تمثل أولوية للعمل العربي المشترك بما يعزز الجهود العربية الرامية إلى مواصلة تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030.
وأعربت أبو غزالة عن سعادتها لمشاركة وفد سوريا مرة أخرى في اجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي “وبما يثري عمله” مؤكدة في الوقت نفسه “دعم الجهود السورية الرامية إلى مواصلة مسيرتها التنموية الاقتصادية والاجتماعية وبما ينعكس بشكل إيجابي على حياة الشعب السوري”.
من جانبه أكد رئيس وفد اليمن في الاجتماع رئيس الدورة الحالية علي موسى في كلمته أهمية الاجتماع الحالي الذي يناقش موضوعات مهمة تمس المنطقة العربية منوها بجهود الجامعة العربية في الترتيب للدورة الوزارية ال112 للمجلس.
ووجه موسى الشكر لكل الدول العربية التي تساعد الحكومة اليمنية على مواجهة المصاعب الاقتصادية التي يعاني منها المواطن اليمني جراء ممارسات الحوثيين.
من جهته أكد رئيس وفد موريتانيا رئيس الدورة السابقة حسني الفقيه في كلمة له أهمية العمل العربي المشترك وتكثيف الجهود لتحقيق مزيد من التنسيق والتكامل حيال العديد من القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي من شأنها تحقيق الطموحات المشروعة للشعوب العربية في التنمية والرفاهة.
وأعلن الفقيه أن القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية القادمة المقرر عقدها في نواكشوط في نوفمبر المقبل سيكون شعارها “الأمن الغذائي العربي ضمان للسيادة” معربا عن أمله أن تكون محطة بارزة في مسار القمم العربية والتنموية.
وأشار إلى أن العالم يشهد اضطرابات كبيرة في إمدادات الغذاء والطاقة وارتفاع معدلات التضخم بسبب العديد من الأزمات المتلاحقة مثل تبعات جائحة فيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19) والحرب الروسية الأوكرانية إضافة إلى التغيرات المناخية وما ترتب عليها من اختلالات في النظم البيئية في العالم وهي أمور تنعكس بشكل مباشر على أمن الطاقة والغذاء في العالم.
وقال الفقيه إن “المنطقة العربية نالت نصيبا وافرا من ذلك بسبب اعتماد غالبية بلداننا العربية على الاستيراد في تغطية معظم احتياجاتها الغذائية”.
وأضاف أنه “من هذا المنطلق ومن الأهمية بمكان أن تنصب جهودنا من الآن فصاعدا لتحقيق شروط تحقيق السيادة الغذائية العربية وآمالنا معقودة لأن تشكل قمة (نواكشوط) خطوة في هذا الاتجاه ومن هنا جاء اختيار شعار هذه القمة الأمن الغذائي العربي ضمان للسيادة”.
وتناقش الدورة ال112 على المستوى الوزاري بعد غد الخميس مشروع جدول أعمال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الخامسة المقرر عقدها في (نواكشوط) في موريتانيا يومي السادس والسابع من نوفمبر القادم.
وتتناول مشروعات القرارات الاقتصادية المرفوعة من اجتماعات اللجنة الاقتصادية للمجلس التي عقدت أمس الاثنين وفي مقدمتها متابعة تنفيذ قرارات المجلس في دورته السابقة ال111 بجانب نشاط الأمانة العامة فيما بين الدورتين والملف الاقتصادي والاجتماعي لمجلس الجامعة على مستوى القمة المقرر عقدها في البحرين عام 2024.
وتبحث الدورة ملف منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وتطورات الاتحاد الجمركي العربي وبنودا تتعلق بدعم الاقتصاد الفلسطيني وتقرير الأمن الغذائي العربي لعام 2021 ومسودة النظام الاساسي للصندوق العربي الإفريقي المشترك للحد من مخاطر الكوارث.
كما تبحث دعم جهود إنقاذ الموسم الزراعي في جمهورية السودان والموضوعات الخاصة بالمنظمات ومؤسسات العمل العربي المشترك.
وتشارك دولة الكويت بوفد يترأسه وكيل وزارة المالية المساعد للشؤون الاقتصادية بالتكليف طلال النمش ويضم مدير إدارة شؤون الخليج والوطن العربي بوزارة التجارة والصناعة عبدالله الهاجري وعددا من المسؤولين.