لإنقاص الوزن، هناك الكثير من القواعد والسبل. صحيح أن العمود الفقري للتخلص من الدهون، يعتمد على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، واتباع نظام غذائي يساعد في التنحيف.
وفي هذا الإطار، يسرّنا أن نعرفكم إلى “دايت أتكنز”، او نظام أتكنز الغذائي. عموماً، إنه يرمي إلى السيطرة على مستويات الإنسولين في الجسم، باعتماد نظام طعام قليل النشويات.
فإذا استهلك المرء كميات عالية من النشويات والمخبوزات البيضاء، سترتفع لديه بلا شك مستويات الإنسولين، ثم تهبط سريعاً. هذه العملية، ستدفع الجسم إلى تخزين الطاقة التي حصل عليها من الطعام المستهلَك، على شكل دهون. وتالياً لن يضطرّ إلى تفكيك الدهون المخزّنة أساساً لاستخدامها طاقة. وهكذا يدخل في دوامة اكتساب الوزن.
في المقابل، إن الذين يتبعون نظام آتكنز الغذائي، وفي موازاة تقليلهم نسبة النشويات، يركزون على استهلاك البروتيينات والدهون. نعم الدهون، شرط أن تكون مفيدة. من هنا، يجب استشارة الطبيب واختصاصي التغذية أولاً، للحصول على جدول طعام مدروس.
مهلاً، هناك فرق أساسي بين نظامي “أتكنز” و”كيتو”. إذ إن الأول، يتيح هامشاً معيناً من النشويات بعكس الثاني.
يعود ابتكار حمية آتكنز إلى عام 1970، حينما قرر طبيب القلب روبرت آتكنز، مساعدة مرضاه في التخلص من الوزن الزائد، عبر خفض نسبة النشويات والسكريات المكرّرة. إنما تطوّر هذا النظام مع مرور الأعوام ووضعه قيد التجربة، وصار يدعو إلى استهلاك المزيد من الألياف مقارنة بالسابق.
يعتمد نظام آتكنز على أربعة مبادئ:
1- إنقاص الوزن
2- الحفاظ على وزن مستقر ومنخفض
3- تعزيز الصحة عامة
4- توفير بيئة سليمة لتفادي الأمراض
بحسب الدكتور آتكنز، فإن السبب لجوهري لزيادة الوزن، يعود إلى استهلاك النشويات المكررة، خصوصاً السكر، والطحين، وشراب الذرة العالي الفروكتوز.
وقد بينت الدراسات أن الذين اتبعوا هذه الحمية، انخفضت لديهم مستويات ضغط الدم المرتفع والكوليستيرول، وسائر أمراض القلب ومشكلات الحرق.
إلامَ يستند هذا النظام؟
عندما يتّبع المرء حمية آتكنز، فإن أسلوب الحرق أو الأيض عنده يتبدّل، وبدلاً من حرق الغلوكوز، أي السكر، للحصول على الوقود أو الطاقة التي يحتاج إليها لإتمام مهماته ليومية، فإنه يبدأ بتفكيك الدهون وحرقها، بسبب عدم حصوله على السكر. هذه المرحلة الانتقالية تسمى “كيتوزيس”.
عندما تنخفض معدلات الغلوكوز في الجسم، تنخفض معها مستويات الإنسولين. حينها، تبدأ مرحلة “كيتوزيس”، بمعنى آخر، في هذه اللحظة يبدأ الجسم بحرق الدهون المخزنة للحصول على الطاقة.
معروف أنه قبل تناول الطعام، يكون مستوى الغلوكوز في الجسم منخفضاً، ثم سرعان ما يرتفع مع تناول الخبز ومشتقاته. ومعلوم، كذلك، أن مؤشر نسبة السكر في الدم مقياس يصنّف الكربوهيدرات، أي النشويات، على مقياس من 0 إلى 100، بناءً على السرعة التي تزيد وفقها مستويات السكر في الدم، بعد الأكل.
فعلى سبيل المثال، تحتوي الكربوهيدرات المكررة، مثل الخبز الأبيض والحلوى، على مستويات عالية من الغلوكوز. يطلق عليهم اسم “الأطعمة عالية نسبة السكر في الدم”. في المقابل، إن الأنواع الأخرى من الكربوهيدرات، مثل الشوفان، لا تؤثر في مستويات الغلوكوز في الدم، بالسرعة نفسها، كما الخبز المكرّر.
لذلك، ينصح الدكتور آتكنز، بالنشويات التي تحمل نسبة منخفضة من السكريات. ولتعويض نقص الفيتامينات، يصف عموماً الطبيب المرافق مجموعة من المكمّلات الغذائية من فيتامينات ومعادن.
الأطعمة المسموحة:
– اللحوم، كلحم البقر والدجاج والحبش.
– الأسماك الدهنية، كالسلمون وسواها من ثمار البحر.
– البيض.
– الأفوكادو.
– خضار منخفضة الكربوهيدرات، مثل اللفت والبروكلي والهليون.
– منتجات الألبان والأجبان، شرط أن تكون كاملة الدسم.
– المكسّرات النيئة والبذور، كبذور الكتان.
– الدهون الصحية، مثل زيت الزيتون البكر وزيت جوز الهند وزيت الأفوكادو.
– المشروبات المناسبة: الماء والقهوة والشاي الأخضر.
وفي ما يأتي، نموذج عن جدول طعام ليوم وحد:
• الفطور: أومليت بيض، مع شريحة من الجبنة والخضار منخفضة الكربوهيدرات.
• الغداء: سلطة الدجاج مع المكسّرات النيئة أو المحمّصة.
• العشاء: قطعة من اللحم مع الخضار.
قد تشمل الوجبات الخفيفة البيض المسلوق أو الزبادي اليوناني أو المكسّرات.
الأطعمة الممنوعة:
– السكر، مثل المشروبات الغازية والكعك والحلوى
– القمح المقشور أو الكامل والأرز والمعكرونة.
– كل المنتجات المدوّن عليها عبارة “Diet” أو “قليلة الدسم”، لأنها قد تحتوي على نسبة عالية من السكر.
– البقوليات، مثل العدس والفاصوليا والحمص.
– في المرحلة الأولى من اتباع نظام “آتكنز” يجب تجنّب أنواع الفاكهة والخضار العالية النشويات، مثل الموز والتفاح والعنب والجزر.
مراحل “حمية آتكنز”
تتوزّع حمية آتكنز بين أربع مراحل أساسية، هي:
الأولى: الحثّ أو القفز، وتستمر نحو أسبوعين. خلالها، ينقص الوزن بشكل ملحوظ، وتُستهلك كمية نشويات، تراوح بين 20 و25 غراماً في اليوم حداً أقصى.
الثانية: التوازن، تستمر إلى حين فقدان نحو 5 كيلوغرامات إضافية، هدفها زيادة كمية النشويات في اليوم بما يصل إلى نحو 50 غراماً. طبعا الأرقام تختلف تبعاً لحاجة كل فرد إلى نقصان الوزن وحالته الصحية.
الثالثة: الصقل، ترتفع فيها نسبة النشويات المستهلكة نحو 10 غرامات في اليوم، وتستمر إلى حين البدء بنقصان الوزن من جديد.
الرابعة: الصيانة مدى الحياة. فيها، تتسع أنواع النشويات المستهلكة، في ظل مراقبة الوزن باستمرار.